وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ

بعد فضيحة التعذيب الكبرى التي المّت بالطاغية الخليفي جرّاء ما اقترفته الايدي الآثمة والمجرمة لجلاديه الخونة ، انحصر النظام في زاوية وبدأ يلتمس ويستجدي شتى الوسائل للخروج من مأزقه , ويفك حبل المشنق الذي بدأ يلتف حول عنقه ، بعد أن قدّمت المنظمات الحقوقية تقاريرها عن جرائم التعذيب في البحرين. و كعادته حمد،لكي يقلب الأمور ، بادر بإتهام الشباب المناضلين بالإرهاب وترويع المدنيين الآمنين والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ، الأمر الذي امتهنته قواته منذ زمن ،متمثلا بالقول ، رمتني بدائها وانسلّت.
فقد اوعز الى وزير داخليته ليجتمع بجمع من الناس ، ظن هو ووزيره أن هؤلاء الثلّة بيدهم الحل والعقد، وأن تحركهم سوف يشلّ حركة الشارع المطلبية . إلا أن وعي الجماهير أفشل محاولات التثبيط التي قامت بعد ذلك على قدم وساق ضد الجماهير الموتورة، فردّ الله كيد كل المتواطئين في نحرهم ، وظهرت حقيقة تلك المحاولات واهية كنسج العنكبوت، فقد بذل وزير داخلية حمد الخليفي قصارى جهده لشل تلك الحركة الفتيّة والتي بدأت تتنامى في الآونة الاخيرة ، مستخدما كل وسائل الترغيب والترهيب ، بعد عدد من الاجتماعات والمؤامرات الخليفية الداخلية التي حيكت في الظلام، فظن المؤتمرون ان باستطاعتهم ومن خلال بعض الأقزام ، والاقلام ، والصحف الصفراء، اوالاصوات النشاز،ان بإمكانهم إخماد النار المشتعلة في نفوس الناس قبل ان تشتعل في الخارج ، وأنهم يستطيعون أن يوقفوا حركة الشباب الغاضب ، والذي بدأ يعي أن حقوقه مسلوبة، وأن كرامته قد أهينت وتداس بالكامل بسنابك احذية العصابات الخليفية ، وأنّه إن لم ينهض الآن وينتفض في وجه طاغية البحرين ، ويدرك ما يمكن اداركه ، فإنه سيفيق بعد فوات الأوان ويجد نفسه متوسدا ركاما من الرماد، بعد ان تكالب بنو خليفة على كل ثروات الأمّة ومقدّرات الشعب، ويجد أن الأيدي الخليفية الخبيثة قد استحوذت وهيمنت على كل شئ.

ونحن هنا اذ نؤكد على مشروعية المقاومة المدنية في وجه سفّاح البحرين، وانه بعين الله كل ما يقوم به هؤلاء الشباب ،وهم مأجورون ، وانهم كلما وطئوا موطئا يغيض المنافقين والكفرة سوف يكتب لهم به عمل صالح ، ماداموا قد اخلصوا لله العمل وما يريدون من ذلك الا وجهه الكريم ، واجتهدوا لاسترداد حقوقهم المسلوبة ، فإنهم بعملهم المقاوم هذا سوف يضرمون نارا أٌوارها مستعرة في قلب طاغية البحرين الاكبر حمد الخليفي، والذي بات قاب قوسين او ادنى من الهاوية ، ليلحق بأسلافه الفراعنة والطغاة ، من أمثال الشاه المقبور وصدّام الجبان الذليل.
لقد اصبحت ارض البحرين كلها كربلاء وساحة مواجهة ونزال ، وكل ساعة من ساعاتنا فيها عاشوراء، وقد وجدنا انفسنا مرغمين وجها لوجه امام طاغية الزمان ويزيد العصر حمد الخليفي ،والذي قد ركن بين اثنتين ، بين السلّة والذلة ، وهيهات منّا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، ونفوس ابيّة وأنوف حميّة ، فَمَن قَبَل نِضالنا بقبول الحق ، فالله اولى بالحق ، ومن ابى وكبُرَ عليه الأمر، ورأى ان استنشاق شئ من الغازات المسيلة للدموع (والتي تلقيها قوات العدوان والشغب على الشعب ظلما وعدوانا ) أمر لا يحتمل ، او أن رؤيته لبعض اعمدة الدخان المتصاعدة امر لا يطاق ، فليعلم اننا في حالة صراع, و ان المطالب لن ننالها بالتمنّي والاحلام ، وليحمد ربّه انّ الامور لحتى الان تحت السيطرة ولم تتطور لأكثر من ذلك ،وفي المقابل عليه بدلا من ان يطلب من المظلوم التوقف عن مقاومته للظالم بدون حياء وخجل،ويلحّ عليه بعدم إزعاج السلطة، او يطلب منه الرضوخ لها، والتهاون في المطالبة بحقّه، عليه بدلا من كل ذلك أن ينصر المظلوم ويكون له عونا ، ويتحمّل في سبيل إزهاق الباطل وإحقاق الحق شيئاً من العناء، فقد حُفَّتْ الجنّة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات، وما سمعنا قط ، أن شعبا من الشعوب إستطاع تحقيق مطالبه بتقديم العرائض والرسائل والمناشدات، مالم تكن هناك وقفة في وجه الظالم وكفاح وتضحيات ، فمثل هؤلاء القاعدون كمثل من لا يرحم ولا يدع رحمة الله تنال الآخرين .
لقد صادر المتخاذلون مفردات الجهاد والكفاح والثورة من نفوس الناس، وركنوا للظلمة، واستعاضوا عن المصطلحات الثورية بمصطلحات التخاذل والاستسلام، ويبذلون جهدهم لإرضاء الظالم، دون ان يحققّوا للمظلوم اية مكاسب , وفي عرفهم المعوج ،على المظلوم ان يتحمل ويصبر ويسلّم الامر للطغاة دون اية مقاومة تذكر، ونجد أن في ظل هذه الاجواء تسود ادبيات مثل ( موسى بدينه وعيسى بدينه، وانك لن تدفن مع الظالم في قبر، وصير جبان تعش لامّك زمان ، وما كلّف الله نفسا الا وسعها، والجود بالموجود) وغيرها من العبارات التي يخلط فيها هؤلاء الحق بالباطل، ناسين او متناسين ان الله ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

يا شعبنا الأبي في البحرين ، الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين، روّوا السيوف من الدماء تروا من الماء , انكم امام طاغوت غاشم لا يعي الا لغة العنف والقوة، ومالم يرى بأسكم فسوف لن يسقيكم حتى شربة ماء فضلا عن ان تنالوا حقوقكم ومطالبكم، لذلك علينا بوحدة الكلمة والصف ، وأن نزأر في وجه هذا الطاغوت ونحمل عليه حملة رجل واحد ، حتى نورده الحامية ، ثم لا يموت فيها ولا يحي، ولا يكون ذلك الا بالصبر والشجاعة والبسالة.

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
حركة خلاص
26 / 02 / 2010