هاني الفردان: حرية المشانق
 

حرية المشانق

ليس غريبا أو مستغربا أن يطرح في مجلس النواب (صوت الشعب!) مطالبات بشنق وإعدام وجلد وحبس وعقاب كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء المساس بالعوائل والقبائل العربية.
وليس غريبا أن تعتلي أصوات نشاز في مجلس النواب تطالب بقمع الحريات وكبتها لأسباب وحجج أوهى من بيت العنكبوت.
كما أنه ليس غريبا جدا أن يكون هناك جهل وقصور في فهم معنى كلمة صحافة وصحافيين لمن يرى أن واجبهم لا يتعدى في الصحافة سوى كتابة أبيات شعرية، وأن عملهم المهني لم يكن يوما من الأيام جزءا من فنون العمل الصحافي وقوالبه.
غريب أمرك يا سعادة النائب، يا من فهمت الصحافة مقلوبة، أن تطالب بكل من يعبر عن رأيه بحرية وفق مبدأ دستوري واضح، وهو حق التعبير، الذي كفله ميثاق العمل الوطني عندما أعطى كل مواطن حق «التعبير عن رأيه بالقول أو بالكتابة أو بأية طريقة أخرى من طرق التعبير عن الرأي أو الإبداع الشخصي، وبمقتضى هذا المبدأ فإن حرية البحث العلمي وحرية النشر والصحافة والطباعة مكفولة في الحدود التي يبينها القانون».
ربما سعادة النائب لم يقرأ يوما ميثاق العمل الوطني ولم يعِ ما فيه، وخصوصا أنه من المفترض أن تكون البحرين دولة مؤسسات يكون فيها كل شيء بالقانون، الذي كفل أيضا لكل مواطن حق التقاضي أمام القانون عندما يشعر بأن هناك من أساء له أو سلبه حقه.
إن القبائل التي شتمت وسبت في نشرات جمعيات سياسية على حد قول سعادة النائب الصحافي المرموق، أمامها ساحات القضاء لتحاكم كل من شتمها وقذفها وسبها وتعدى عليها، إلا إذا كانت لا تؤمن بنزاهة القضاء البحريني.
أما القول بأن الصحافة في البحرين فقط في الصحف اليومية، فهذا أمر»مرفوض» لا يعي أبدا التطورات التكنولوجية التي تجتاح العالم بحيث أصبح كل إنسان صحافي، يمكن أن يتابع وينشر كل ما يراه في مختلف الوسائل المعرفية المتعددة التي قد لا يدركها سعادة النائب الذي لا يؤمن إلا بـ «حرية المشانق».