منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   قسم ذوي الاحتياجات الخاصة (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=294)
-   -   الفئات الخاصة وصحتها النفسية .. (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=339590)

رًوَحًيَ بًدَوًيهَ 02-25-2010 09:08 PM

الفئات الخاصة وصحتها النفسية ..
 
انا لست معاق ... انا لست معاق

لاتقل أني معاق ... لا تقل أني معاق

أنا مسلم صابر وشكورا ... أنا أصم صابراً وصبور

أنا قانع بأقدار ربي ... أنا مسلماً صالحاً وحسبي

بالقرآن آمنت به إعتقادي ... محمداً قدوتي وله قيادي

أسير لغايتي وأظل أسعى ... أسير لها أزيد الناس نفعي

على نهج الهدى سأعيش عمري ... وأبذل طالما للبذل أدعى

أنا صابر على أقدار ربي ... أماه لا تبكي فهذا ليس ذنبي

أبتاه يانظري ويانطقي وسمعي ... وأنت أخي فكن من خير صحبي

أسيرلغايتي وأظل أسعى ... أسير لها أزيد الناس نفعي

أنا مؤمن أرجو خلاصي ... أنا ما إستمعت إلى المعاصي

انا لست معاق ... انا لست معاق





الفئات الخاصة وصحتها النفسية ..

تمهيد:
إضافة إلى مهام الصحة النفسية المدرسية، بما فيها من علاقات وتفاعلات وسيناريوهات وبرامج ومناخات ومقومات تخدم مجمل احتياجات التلاميذ النمائية، هناك فئات خاصة تحتاج الى تدخلات نوعية للتعمل مع أزماتها النفسية وصعوباتها التكيفية. إنها فئات لا تستطيع الاستفادة المتوقعة من الوضعية المدرسية وأنشطتها بدون مثل هذه البرامج التدخلية التي تبدأ بالمسح والتشخيص الدقيق، وتنتهي بالارشاد والعلاج والتربية المتخصصة. تندرج العملية التعليمية/التعلمية عندها من ضمن برنامج أكثر شمولا تتعدد فيه الاختصاصات إضافة إلى المعلم: الطبيب، المرشد النفس، مختلف اختصاصيي العلاجات التأهيلية. كما أنها تتخذ أحيانا أخرى منحى نوعيا متمايزا عن تجربة التمدرس وأنشطتها المعتادة.
من أبرز هذه الفئات: الطفل الموهوب، الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم والنشاط الزائد، الطفل الذي يعاني من صعوبات سلوكية تكيفية وفقدان الدافعية والتحصيل، والطفل الذي يعاني من اضطرابات انفعالية على اختلاف درجات شدتها وانتشارها. ما يجمع هؤلاء هو تباينهم عم مواصفات التلميذ العادي الذي تخطط برامج التعليم ومناهجه على أساس خصائصه. إنهم يتراوحون ما بين تجاوز هذه المواصفات، كما هو حال الأطفال الموهوبين وبين مختلف درجات القصور عن تلبيتها في بقية الحالات التي عددناها. يجمعها كلها تعثر تحصيلي أو توافقي أو الاثنين معا. الطفل الموهوب قد يتعرض للعديد من الأزمات والصراعات بسبب من توفقه ذاته الذي يحول العملية التعليمية الى قيد على انطلاقته وحيويته اذا لم تؤخذ خصائصه واحتياجاته بالحسبان. أما الفئات الأخرى فتجابه أزمات معاكسة قد تزيد من تفاقم وضعها، مما يهدد مصيره التحصيلي.
تتجلى هذه المسألة بكامل أبعادها، اذا عرفنا أن تخطيط النظام التعليمي العام ينطلق من مبدأ التوحيد في التشكيل والتنميط والنمذجة. ينجح النظام التعليمي اذا وفر المحتوى المعرفي نفسه لكل تلميذ في فترة زمنية معينة (هي السنة الدراسية) ولكل شريحة عمرية على حدة. كما أنه ينجح اذا توصل الى قولبة وتشكيل سلوكات التلاميذ وتوجهاتهم. تلك هي الغاية الكبرى المضمرة لهذا النظام فيما يتجاوز كل شعارات مراعاة الفروق الفردية، التي تتكرر المناداة بها. والا فما هو معنى أن يدرس جميع التلاميذ نفس المحتوى وبنفس الطرائق ويتم تقويم تحصيلهم بالاختبارات ذاتها (على اختلافها) وبالمعايير ذاتها؟ وماذا يسمى فرض نفس معايير السلوك والتصرف والتفاعل والعلاقات والتوجهات، مما يتجلى فيما يوصف "بالتلميذ النجيب" ؟ كل من يتعذر عليه التقولب ضمن هذه القوالب وكل من يفشل في الاستجابة لنظام التوقعات هذا يتعرض بشكل أو بآخر للخروج عن المعايير والأطر والأهداف. ويؤدي خروجه مباشرة إلى أزمات مختلفة الدرجة في العلاقة والتفاعل والتقويم مما يصعد من الآثار السلبية لأزمة تلاؤمه مع النظام المدرسي العام.



هذه الحالة تحمل بذور تفجر مختلف الصراعات ما بين التلميذ والمعلم من ناحية، وبين هذا الأخير والأهل من الناحية الثانية وهي وضعية تضعه مباشرة في موقع الغرم والغبن الذي يضاف الى مشكلاته الأساسية ذلك أن الفشل في تلبية التوقعات والانخراط ضمن القوالب الجاهزة التي تعمق على جميع التلاميذ سيثير رأسا قضية المسؤولية وما يصاحبها من أحكام قيمة، صريحة أو ضمنية : هل هم الأهل الذين أنجبوا هكذ طفل؟ أم هو المعلم الذي فشل مهنيا في أداء مهمته؟ أم هو النظام المدرسي الذي لا يتواءم مع الاحتياجات الخاصة؟ وحين تطرح المسؤولية وتبرز أحكام القيمة هناك احتمال ليس بالهين لأن تتحول مواقف مختلف الأطراف الى المواقع الدفاعية مباشرة الى التصلب في النظرة والسلوك. ويدفع التلميذ عندها الثمن بشكل يهدد نموه المعافى.
هناك اذا حاجة مبررة لبحث قضايا الصحة النفسية للفئات الخاصة بدءا من التعرف على خصائصها، علاقاتها وظروفها وأزاماتها وانتهاء بتخطيط البرامج العلاجية والوقائية والنمائية الملائمة لأوضاعها من ضمن منظور التدخل المتكامل ولحسن الطالع فلقد بدأ الوعي يزداد بضرورة تلبية هذه الحاجة. وأخذت البرامج تنتشر وتتكاثر على أرضية من القبول بالاختلاف: أي اختلاف بعض التلاميذ عن مخطط الشخصية والقدرات والسلوك الخاصة بمواصفات ومؤهلات التلميذ العادي وتؤدي هذه البرامج دورها بفاعيلة أكبر كلما كانت أكثر تبكيرا بالطبع. اذ من المعروف أن ما يمكن علاجه بسهولة واضحة وبكلفة بسيطة في مرحلة مبكرة يصبح أعسر علاجا وأكثر كلفة في مراحل متأخرة بعد أن تتفاقم الأزمات.
لن نخوض هنا في برامج التدخل النوعية لكل فئة بل نقتصر على بحث خصائصنا الشخصية والمعرفية والسلوكية ونلقي الضوء على ما تتعرض له من أخطار الدخول في المآزق فهي جميعها قد تندرج تحت حالة الفئات المعرضة للخطر بتفاوت في الدرجة تبعا للمحصلة الدينامية لتفاعل متغيراتها ونوعية ظروفها.





أولا: الطفل الموهوب وخصائصه النفسية:



الموهبة هي المورد البشري غير القابل للإستبدال، لإعداد النخب الوطنية التي ستقود المستقبل. ولذلك فان رعايتها أصبحت مسألة استراتيجية في عصر احتدام تنافس على التميز ومعاييره المتزايدة تطلبا واقتدارا، في عصر العولمة. ولقد مر زمن كان يعتبر فيها الطفل الموهوب قادرا على تدبر أمره بمفرده، مما يجعل الاهتمام يبصب على سواه من الأطفال العاديين. إلا أن هذا الموقف لم يكن واقعيا، اذ إن القلة من الموهوبين كانت تستطيع فعلا تدبر أمرها. أما الغالبية فكانت تتعرض لمختلف درجات الهدر أو الاعاقة. لقد بينت الدراسات الحديثة عن التكوين النفسي للموهوبين، وعن الظروف البيتية والمدرسية التي قد يجدون أنفسهم فيها، أن نسبة منهم تتعرض للكثير من الأزمات الداخلية والصراعات مع المحيط. وهو ما يطرح بالتالي قضية صحتهم النفسية باعتبارها أحد أبرز مقومات رعايتهم وتنشئتهم. فالموهبة لا تتجلى الا ضمن حالة كيانية – نفسية كلية: إنفعالا، إجتماعيا ومعرفيا.
قبل البحث في العالم النفسي الداخلي والعلائقي للطفل الموهوب في خصائصه وديناميته، لا بد من وقفة سريعة عند تعريف الموهبة واكتشافها وتشخيصها.
1- تعريف الموهبة وتحديدها:
تعريفات الموهبة متعددة ومتباينة، تبعا لاختلاف المنظورات والمجتمعات. فما يعدّ موهبة في ثقافة ما قد لا يعتبر كذلك في ثقافة أخرى، أو من منظور آخر. الموهبة لغة هي الأعطية الفطرية من القدرات المتميزة. إنها أقرب ما تكون الى "الصبغية الذهبية" النادرة والثمينة. المعنى اللغوي يحيل الى امتلاك فطري ليس ناتجا عن جهد التحصيل. ولذلك فإنها قد تنمو وتتجلى في أداء متميز اذا وجدت الرعاية الملائمة، أو هي تتعرض لمختلف درجات الهدر اذا تعرضت للتجاهل، أو حتى للحرب عليها (كما يحدث أحيانا، حين تتعارض الموهبة مع توقعات المحيط ومعاييره). الموهبة هي اذا ميل أو قوة دافعة باتجاه أداء متميز وعالي المستوى حين تجد الرعاية الملائمة. وهي بذلك تختلف من مجرد التفوق التحصيلي القائم على درجة عالية من الذكاء والكثير جدا من الجهد. إلا أنها تشترك مع التفوق في ضرورة توفر المناخات الملائمة لنموها، ودرجة الرعاية التي تحظى بها. وهو ما يحيل مباشرة الى مفهوم الكفاءة الكيانية الكلية. أما تجلي الموهبة رغم الظروف المعوقة فيبقى حالة استثنائية: كأن تكون خارقة القوة مما يجعلها تتجاوز المعوقات أو أن تكون هذه المعوقات من النوع المادي لاذي لا يحول دون توفر شروط الصحة النفسية البنيوية التي توضه أسسها في العلاقات القاعدية بين الطفل وأمه، ومحيطه الأسري الأولي.
شاع لزمن، رد الموهبة الى الارتفاع العالي في نسبة الذكاء كما تقيسها الاختبارات المعروفة. وشاع معها المماثلة ما بين الموهبة والتفوق التحصيلي. ولا زال هذا المنحى هو الغالب في العديد من الأوساط. الا أن هناك اتجاها آخر متزايد الوزن يميز بين الموهبة ومجرد التفوق التحصيلي الذي يرتبط بنسبة ذكاء عالية، ويقرر القول بتنوع المواهب وتجلياتها، وصعوبة تحديدها والتعامل معها بمعزل عن الكيان الكلي للطفل. يجد هذا التنوع أبرز تعبيراتع في نظرية الذكاءات المتعددة التي طورها هوارد جاردنر (97،83) باعتبارها نظرية ذات قيمة بحثية وتطبيقية في الآن عينه، وهي على التوالي: الذكاء اللفظي الألسني، المنطقي الرياضي، المكاني، الموسيقي، الجسدي-الحركي، الذاتي الشخصي، والذكاء الاجتماعي. وقد يكون الشخص متفوقا في احداها لدرجة الموهبة، بينما هو عادي جدا أو حتى متواضع في أخرى غيرها، من مثل التفوق المنطقي الرياضي الذي قد يتلازم مع تواضع في الذكاء الاجتماعي، أو التفوق الجسدي-الحركي، مع تواضع في الذكاء اللفظي-الألسني. هذه الذكاءات التي قد تصل حد المواهب لا تتسق على منحى اعتدالي واحد. وتكمن قيمة هذا النموذج على صعيد النجاح الحياتي تحديدا، وليس في مجال التحصيل كما جرت العادة حيث التفوق يكون في مختلف المواد على وجه العموم. هنا ترتبط الموهبة بالحياة، مما يفك إسارها من النطاق المدرسي. يندرج عن هذا المنظور الموسع والمتنوع للموهبة تغيير وجهة التعامل مع الطفل وامكاناته، من خلال توجيهه نحو المجال الذي يتناسب بأفضل ما يمكن مع مواهبه، حيث يكون راضيا وكفؤا. إنها دعوة جاردنر الشهيرة للاهتمام بنجومية النجاح في الحياة بدلا من نجومية الدرجات التحصيلية.
تؤدي الموهبة في مجال محدد الى تعزيز الميل للإهتمام به عادة. اذ إنها تشكل نوعا من القوة الدافعة التي ترسخ الميل في حالة من مقاومة الضغوطات الخارجية. ذلك ما يحدث أحيانا حين تتباين رؤى الأهل مع توجهات الفرد. فقد يكزن الأهل أميل الى الواقعية فيما يفرضونه على أبنائهم، من خيارات دراسية. الا أن قوة الموهبة وما تولده من قوة الدافع الداخلي يجعل الميل راسخا، ومقاوما لهذه الضغوط. هذا ما نشهده أحيانا من انخراط بعض هؤلاء الموهوبين في مسار دراسي-مهني معين بناء لمعايير النجاح الواقعي، وتحول الى مسار آخر قد يتناقض معه تماما، في غلبة لميلهم الأصلي، حيث تتجلى موهبتهم. الا أن هذه الحلات تبقى الاستثناء كما أسلفنا.
تطرح هذه القضايا مسألة اكتشاف الموهبة وأدوات قياسها. فلقد شاع ولا زال اعتبار التفوق على مقاييس الذكاء الشهيرة هو المعيار. الا أنها تظل غير منصفة في قياس العديد من المواهب التي تخرج عن اطار الذكاء وارتفاعها، كما أنها لا تدخل في الآن عينه ضمن نطاق المرجعية الثقافية الوسطى والعليا التي وضعت هذه الاختبارات انطلاقا من خصائصها، وبناء على تفضيلاتها وتوجهاتها: أي الذكاء اللفضي-ألأالسني، والذكاء المنطقي-الرياضي الذي يشكل أساس القوة المعرفية التي تهتم بها المدارس، وتقيسها اختبارات الذكاء العام.


هناك حاجة لإعادة تحديد الموهبة وتجلياتها بما ينصف مختلف الشرائح الاجتماعية، ويأخذ بالحسبان التنوع الثقافي. فلقد أصبح معروفا أن الثقافات المختلفة قد تنمي مواهب مختلفة. ذلك هو أيضا شأن الشرائح الشعبية المختلفة، من مثل تنمية الذكاء المكانين والذكاء الجسدي-الحركي في بعض الثقافات والأوساط. ولقد أملى هذا التوجه بالبعض الى وضع مقاييس سلوكية لاكتشاف الموهبة، بدلا من قياس الذكاء. تقوم هذه المقاييس على ملاحظة السلوك في اكتشاف تفوق بعض الأطفال.
ولقد ذهب باحثون آخرون الى ضرورة ملاحظة سمات الشخصية وميولها، إضافة الى القدرات والسلوكات، مما يخدم أولئك الذين لا ينصفون تمام، نظرا لظروفهم الثقافية، على مقاييس الذكاء العام.

يتبع

رًوَحًيَ بًدَوًيهَ 02-25-2010 09:14 PM

- الخصائص النفسية للطفل الموهوب وأزماتها:


يتميز الطفل الموهوب بمجموعة من الخصائص الذهنية التي تؤثر على حالة عالمه الذاتي وتفاعله مع محيطه، أبرزتها الأبحاث المتكاثرة التي تركز تحديدا على الموهبة المعرفية في المقام الأول.
هناك خصائص ذهنية لديه تتمثل في القدرة على تعقيد الأمور البسيطة من خلال الذهاب في العمق في إدراكها. وفي المقابل يتمكن من استخلاص المبادئ العامة التي تحكم الأمور المعقدة. ويميل هذا الطفل معرفيا، الى الدقة والتحديد، مع قدرة عالية على الفهم والميل نحو الاستغراق في تأمل الأشياء والقدرة على معايشة الأفكار والأشياء والتآلف معها، يضاف اليها ذاكرة نشطة جدا. وبذلك فالطفل الموهوب يدرك العالم بشكل أعمق وأشمل من عمره الزمني، ومن أقرانه سواء بسواء.
ويتميز المراهقون الموهوبون، كما بينت بعض الدراسات بالمبادرة والاستقلالية من ناحية، ومقاومة الامتثال المدرسي والاجتماعي من ناحية ثانية، مع امتلاك مركز ضبط داخلي نجعل مرجعيتهم في اتخاذ القرار ذاتية. وهم يتمكنون من التقدير المعرفي للمواقف في سن مبكرة مما يجعل فضولهم أكبر بكثير، ويدفع بهم الى الالحاح على طلب إجابات تفسيرية مقنعة لهم، لا تنفع معها الاملاءات الفوقية التي اعتاد عليها الراشدون في التعامل مع صغار السن. ويعود ذلك الي حيوية ذهنية غير اعتيادية حول خلفيات الظواهر وأبعادها، وموازنة الاحتمالات وتدقيقها، وتقدير الذات ومرجعيتها في اتخاذ قراراتهم. ويكمل هذا المخطط المعرفي المميز لهم، قدرة عالية على التركيز وسرعة النو اللغوي والتعلم، والتقدم المتسارع في مراحل النمو الذهني مع خيال متقد، وميل الى بناء عالم خيالي خصب، وحساسية مفرطة. وتنصب هذه الحساسية المفرطة على الأبعاد الانسانية والخلقية، مما يجعل تجربتهم النفسية مع ذواتهم ومع العالم والآخرين متميزة عما عداهم.
يفرض تمايزهم النوعي على المستويات المعرفية والتعاطفية والخلقية ضرورة المقاربة الذكية والحساسة لعالمهم الذاتي من قبل الكبار، ومحاولة فهم العلاقات المعقدة بين النمو الذهني المتميز والحساسية النفسية العالية.
أما على صعيد الخبرة النفسية الداخلية ، فلقد وجدت إحدى الدراسات أن الطفل الموهوب يتميز بجوانب خمسة من الإثارة الزائدة وتسارع الوتيرة الذهنية والنفسية : إثارة حسية مفرطة ؛ إثارة نفسية حركية مفرطة ؛ إثارة ذهنية مفرطة ؛ إثارة تخيلية مفرطة ؛ وإثارة انفعالية مفرطة . وهو ما يجعل عالمهم الذاتي يتسم بكثافة الخبرات النفسية والحيوية الخارجة عن المألوف . وبالتالي فالطفل من هؤلاء يحتاج إلى متابعة ومسايرة من قبل الكبار لخبرته النفسية والوجودية . وقد يتعرض إلى الوقوع في الأزمات والضغوطات الداخلية ؛ إذا لم يجد مثل هذا التفهم ، ولم تتم مجاراة تسارع وتيرة عالمه. إن ذهنهم المتقد وإثارتهم التخيلية والانفعالية وحسهم الخلقي المرهف ، على كونها مميزات كبرى ، قد تولد لهم المعاناة وتتعبهم ، كما تتعب من حولهم ؛ إذا لم تجد التجاوب والتفهم والمراعاة اللازمة . ولذلك فلا بد من التأكيد على ضرورة دراسة هذا العالم الداخلي وصولا إلى مساعدة الواحد من هؤلاء على إيجاد التوازن النفسي اللازم لإطلاق طاقاته المميزة ودفعها في طريق التفتح والنماء .
وهكذا فالتجربة النفسية والمعرفية للطفل الموهوب تضعه في وضعية خاصة جدا أطلق عليها الاختصاصيون تعبير اللاتزامن ، أو تعبير التزامن الداخلي . ويقصد بذلك تلك الحالة من التباين والنمو غير المنسجم ما بين الإمكانات الذهنية – المعرفية وبين النمو الجسمي ( الحسي _ الحركي ) والعاطفي . إدراكهم وحساسيتهم كبيرة بينما أنهم لا زالوا أطفالا في الواقع على الصعد الجسمية الحسية _ الحركية والعاطفية . وهو ما يعرضهم لضغوطات نفسية لا يستهان بها ؛ إذا لم يتم تفهم حالة اللاتزامن من هذه وتتم مراعاتها .إتهم يحتاجون إلى راشد يقدرهم ويأخذ إمكاناتهم المعرفية ووعيهم المبكر بالدرجة المستحقة من الاحترام ، في الآن عينه الذي يجب أن يوفر لهم فيه الرعاية العاطفية والدفء والحماية التي يحتاجها عمرهم الزمني ، ومستوى نموهم الانفعالي . وإذا لم يجدوا مثل هذا التجاوب المتمايز فقد يتعرضون لنظام من التوقعات يدخلهم في المتاعب النفسية ، ويجر عليهم الصعوبات التكيفية مع أنفسهم ومع المحيط .قد يحدث ذلك إذا كانت النظرة إليهم مجتزأة : كأن يعتبروا كبارا ناضجين بسبب تقدمهم الذهني _ المعرفي ، مما يؤدي إلى التنكر لحاجاتهم النفسية _ العاطفية الخاصة بعمرهم الزمني ، أو على العكس يعتبروا أطفالا صغارا في حالة من تجاهل تقدمهم المعرفي واتقادهم الذهني والحسي والإدراكي والتخيلي وفضولهم المعرفي . المهمة المطروحة على الكبار ليست هينة إذا ، مما يظهر مدى الحاجة إلى برامج الصحة النفسية المخصصة لهم .






تذكروني بعد الرحيل بالدعاء..
أختكم الفقيرة إلى الله..
روحي بدوية..


الساعة الآن 06:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227