|
وآخرتها مع إيران .. ؟! وآخرتها مع إيران .. ؟! بقلم: إبراهيم بوصندل ماذا بعد تهديد إيران بمنع استخدام مجالها الجوي لمن يستخدم عبارة "الخليج العربي" بدلا من عبارة "الخليج الفارسي"! هل ستشترط إيران على شركات الطيران أن تتكلم بالفارسية أثناء عبورها لمجالها الجوي! وربما التكلم باللغة الفارسية داخل إيران؟ هل هذا هو التعاون الذي أكّده الإيرانيون لأكبر وفد نيابي بحريني يشد الرحال إلى طهران ! منذ أن قامت الثورة الإيرانية الخمينية وإيران تؤكد في تصرفاتها يوما بعد يوم أنها ليست دولة جوار ولا أخوة، وإنما هي دولة عنصرية مذهبية ثورية تعمل على مأسسة الثورة داخل إيران، ومن ثم تعمل على تصدير الثورة الفارسية إلى الخارج، بل إن تصدير الثورة قد أصبح هو حجر الزاوية في سياستها الخارجية. ليس هذا فحسب بل إن إيران بدأت بتحريك نشاطات تابعة لها في كل أنحاء العالم وكأنها تسعى لثورة عالمية فارسية. البحرين، السعودية، الكويت، باكستان، العراق، ولبنان، ومؤخرا وليس آخرا مصر واليمن كانت كلها بمثابة الحاضنات لجماعات وانتفاضات مرتبطة تنظيميا أو روحيا مع إيران. لقد حركت إيران هجمات تفجيرية واضطرابات وانتفاضات ومحاولات اغتيال وانقلاب، ورغم أن هذه التأثير لم يكن كبيرا في أغلب الدول الخليجية إذا ما استثنينا البحرين، فإن التأثير الأكبر كان في لبنان رغم أن المتأثرين بالمنهج الإيراني كانوا قلة هناك، ولكنهم عملوا ضمن خطة طويلة المدى إلى أن وصل الأمر لما وصل إليه الآن مع تغوّل ما يسمى بحزب الله بفضل الموازنات المليونية التي كانت تصله من إيران. جميع الدول القريبة أصابها غبار الثورة حتى تونس وليبيا لم تكونا بمنأى عن التأثير الإيراني، وإن كان قد حصل بشكل غير مباشر. [راجع موسوعة الحركات الإسلامية، للدكتور أحمد الموصلي] بل وصل الأمر إلى أن يقول كاتب آخر "إن الشرق الأوسط هو اليوم أكثر عرضة للاضطراب والتطرف من أي وقت مضى، منذ أن أطاحت الثورة الإيرانية الإسلامية بحليف للولايات المتحدة عن عرش ذلك البلد وحملت متشددين شيعة إلى سدة السلطة هناك" [ولي نصر، في كتابه صحوة الشيعة]. وآخرتها مع إيران؟ وإلى أين تريد أن تصل؟ وماذا بالتحديد يرضيها؟ ماذا بعد الحرب مع العراق، والتنافس مع مصر والسعودية، والإطاحة بكابول وبغداد، وحكم العراق، ونشر الفتنة في لبنان واليمن؟ ولماذا تسعى هذه الدولة حثيثا لتوتير الأجواء والعلاقات مع جيرانها؟ الآن تتحكم تريد إيران أن تتحكم بالأجواء، وبالمسميات الجغرافية، وربما قريبا ستتحكم في اللغات واللهجات أيضا. * مقال منشور بجريدة البلاد البحرينية، العدد (498)، الأربعاء 10 ربيع الأول 1431 هـ، 24 فبراير 2010 م. |
| الساعة الآن 11:38 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir