منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   عبدالهادي خلف لايموت من يصنع الحياة : مجيد مرهون ... (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=339176)

محروم.كوم 02-25-2010 12:00 PM

عبدالهادي خلف لايموت من يصنع الحياة : مجيد مرهون ...
 
http://www.alwaqt.com/imagescache/29...hor100crop.jpg



لايموت من يصنع الحياة
عبدالهادي خلف

فقدنا مجيد مرهون بيننا ولكنه لم يمت حقاً. فلا يموت من يصنع حياة. ومجيد صانع حياة تتمثل في موسيقاه التي عرفه الناس في مختلف مراحل حياته. فحتى قبل أن يختطفه السجن في نهاية الستينات كان مجيد وشبابٌ في عمره يشقون طريقاً تعطي للحياة معنىً إضافياً بل وأغنى. يتذكره بعضنا مع رفاقه في مقدمة المواكب الحسينية ينقلون إلى آذان الناس في أحياء المنامة موسيقى يختلطُ فيها الجاز مع إيقاعات الدوندو. تخدعنا رنات الطوس وأصوات الطبول وأنغام السكسفون فنسمع جحلم جحلم جحلم ولكننا كنا نستمع أيضاً إلى أصداء أحزان متراكمة عبر قرون من القهر والاستعباد. وفي السجن كانت موسيقاه على الكلارينيت تحمل سكان تلك الجزيرة بعيداً إلى حيث يحلم الناس دون خوفٍ من عقاب. لم أشكره يوماً على ما فعلت موسيقاه بي وبعشرات غيري ممن انتقلوا على أجنحتها في هدأة ليل السجن إلى أحضان من نحب. ولقد حان الوقت لأن نشكره.
حُكم على مجيد بالسجن مدى الحياة لقيامه بعملٍ عنفي يصنفه كثيرون من أصحابنا التوابين هذه الأيام تحت خانة الإرهاب. ولكن السلطة لم تكتفِ بتنفيذ العقوبة التي حكمت المحكمة بها بل أضافت على تلك العقوبة وأفاضت. فلقد أمضى مجيد سنوات سجنه الأولى وهو مكبلٌ بقيديْن في قدميه ويديه تربطهما سلسلة حديدية يجرها طوال اليوم وحتى عند نومه. وحُرم مجيد وهو في السجن مرات عدة ولفترات طويلة من مغادرة زنزاته الانفرادية. ومُنعت أمه من زيارته. ومع ذلك بقيَ مجيد عنيداً.
يقال إن لكلٍ منا عصاه التي يتوكأ عليها ويهش بها أحزانه ويستقوي بها. وكانت الموسيقى عصاة مجيد. فخرج من السجن رافع الرأس. ولكن هل يجب أن تنتهي القصة حيث انتهت؟ ألم يحن الوقت لأن نتحدث عن تفاصيل العقود الخمسة الماضية بصراحة؟ أم علينا أن نكتفي بأن نطالب بتسمية شارع باسم مجيد؟
أتمنى، رغم الإشارات المقلقة، ألا يتم اختزال دور مجيد إلى أقل مما هو فعلاً وأقل مما مثله في تاريخنا الوطني. فلقد كان مجيد شاهداً وفاعلاً في الوقت نفسه. فما أسوأ المآل حين يتم تحويل المناضل إلى مجرد شيء حتى ولو كان هذا الشيء راية نرفعها فوق الرؤوس ونسمي الدروع أو الجوائز باسمها. وفوق ذلك فما أظن مجيداً سيقلق كثيراً خوفاً من أن يأتي يومٌ ينساه فيه الناس. نعم بعضنا سينساه الناس بمجرد موته. وبعضنا يود قبل أن يموت لو كان نسياً منسياً. ولكن مجيد مرهون ليس من بين هؤلاء. فلا يموت من يصنع حياة. فما بالك بمن يصنعها بموسيقى هي إعلان حب للحياة ذاتها وعقد عشق مع الناس.


عن جريده الوقت : 25/2/2010








لا تأسف على قدر الزمان .... لطالما رقصت على جثث الأسود كلاباً
تبقى الأسود أسود. .. .......... ..... و الكلاب كلاباً


الساعة الآن 05:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227