منتدى استراحات زايد - الاحتلال الأمريكي يقرر البقاء في العراق بعد 2011

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كشفت الولايات المتحدة عن وجود خطة طوارئ جديدة لتأخير انسحابها من العراق والذي كان مقررة له نهاية أغسطس/ آب المقبل حسب خطة الرئيس باراك أوباما الأصلية، ومن شأن هذه الخطة تأجيل سحب القوات الأمريكية “المقاتلة” من العراق، رغم حاجتها للمزيد من تلك القوات في أفغانستان .

هذا التحرك أرجعته واشنطن إلى ما يسمى وجود شكوك لدى الأمريكيين وتقارير تتحدث عن تصاعد للعنف الطائفي متوقع، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية (مارس/آذار المقبل)، وتداعيات هذه الانتخابات، والتي قد تؤدي إلى اشتعال حرب طائفية جديدة تعيد الأجواء العراقية إلى حالة التوتر التي كانت قائمة في العام 2005 . وذهب مسؤول عسكري أمريكي متسائلاً ومبرراً التأجيل بأن الأحداث التي شهدها العراق مؤخراً، في إشارة لحادث اغتيال عسكري عراقي كردي في كركوك، وعودة عمليات القتل المنظم “هذه الأحداث تجعلنا نتساءل عما إذا كانت هي بداية حرب طائفية أو للقاعدة في العراق” وقال إن من الصعب معرفة إذا ما كانت هذه الأعمال كانت لأسباب سياسية أو أنها موجهة من العنف لتخويف الناس من المشاركة في الانتخابات .

وكان قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو قد اعترف بخطط الطوارئ هذه، وقال إنه أطلع المسؤولين في واشنطن الأسبوع الماضي على خطط “لحالات الطوارئ المحتملة”، وامتنع أوديرنو عن إعطاء أية تفاصيل حول هذه الخطط، مشيراً إلى تفاؤله بإمكانية عدم ضروريتها، لكنه أضاف بأنهم سيكونون مستعدين للتغييرات، “في حال واجهتنا مشكلات” .

وكانت تقارير داخلية أمريكية قد أشارت أمس إلى وجود قناعة داخل القيادة الأمريكية بأن نفوذهم بالعراق في سبيله للتضاؤل، وأن هناك ضغوطاً معاكسة ضد مد التواجد للقوات المقاتلة في العراق، لا سيما في الأوساط السياسية وليست العسكرية الأمريكية، لأنه وحسب “هؤلاء” فإن الجو العام في العراق الآن ليس مهيأ ولا يرحب بتراجع أمريكا عن قرارها السابق وأن العراقيين لا يرحبون بمد عمل القوات الأمريكية بالعراق، في المقابل، تمسك القادة العسكريون في البنتاجون برأيهم المحبذ لمد التواجد، بزعم تأكدهم، بل واستعدادهم لمواجهة فترة طويلة مقبلة من عدم الاستقرار السياسي في العراق في أعقاب الانتخابات المقبلة .

وبناء على ما سبق يكون قد تأكد ما كشفته مصادر أمريكية ل “الخليج” قبل أسبوع عن بقاء أمريكي عسكري أطول في العراق، بل ذهب الأمر إلى التلكؤ والتراجع عن سحب محدود للقوات الأمريكية المقاتلة من شوارع المدن العراقية - حفاظاً عليهم - وإبقاء اليد العسكرية الأمريكية العليا في مهمة غير منظور نهائياً، لبناء وتدريب “قوات أمن عراقية” يطلق عليها اسم “جيش دفاعي” لا يملك أية آلية هجومية، والمبررات الأمريكية بهذا الشأن جاهزة، حيث التحجج بتعرض الاستقرار في العراق للتهديد جراء حرب أهلية أو طائفية جديدة، واحتمالات تصاعد أعمال إرهابية لتنظيم القاعدة على أرض العراق .

ومع ذلك فإن هذا التراجع الأمريكي “الظاهر”، وحيث إنه لا يمثل أي تراجع لأن القرار الأمريكي بالبقاء في العراق إلى أجل غير مسمى مكتوب ومعروف في واشنطن منذ سنوات، وهو ما يدفع للتساؤل لماذا الآن؟ الواقع أن الإجابة واضحة، فهذا القرار بخطط “طوارئ” جاء بعد تصعيد الأمور مع إيران، ومع زيارة وزير الدفاع “الإسرائيلي” إيهود باراك للاجتماع مع الجانب الأمريكي “حول إيران” . وفي حالة تمت مواجهة مع إيران، التي ينبغي محاصرتها براً وجواً واقتصادياً مع تحرك فعلي لقوات أمريكية لحراسة مخارج ومداخل الخليج العربي وبحر العرب وما حولها من خليج عدن وحتى المحيط الهندي، فإن بقاء قوات أمريكية مقاتلة في العراق “جواً وبراً” قد يساعد على مهمة غير معروف بعد من سيقوم بها، قوات أمريكية أم توكل المهمة ل “إسرائيل” مع أن يكون الدور العسكري الأمريكي لحماية مصالحها وقواتها وحلفائها في المنطقة من أية ردات فعل إيرانية دفاعية أو انتقامية، في حال اتخذ القرار وتمت عملية قصف برامج إيران النووية على الأرض وتحتها .

الخليــــــــــــــــــــــــج....