منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   من قصص اكرم الضيف (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=337790)

محروم.كوم 02-24-2010 01:40 AM

من قصص اكرم الضيف
 
ي شتاء إحدى السنين المجدبة. ومع حلول الليل الحالك. والظلام الدامس. الذي يخيم بأجنحته على الأرض. وفي تلك الليلة الشديدة البرودة. البرد قارص. والرياح الشمالية الباردة تعصف بالمكان.
كان هناك ركب سائر في الصحراء يقاسي شدة البرد الذي لا يرحم. والليل المظلم. والجوع الذي انهك العزم. ولم يشدّ انتباه ذلك الركب في تلك الصحراء سوى وميض نار تتقد من مكان بعيد.
اتجه هذا الركب صوب النار لعله يجد قرى. وطعام يسد به الجوع ويستعيد به القوى. وعندما اقتربوا. وجدوا بيت من الوبر لأعرابي يسكن فيه.
استأذنوا فإذن لهم. وقابلهم ذلك الأعرابي بالترحيب. واجلسهم حول النار. لكي ينعموا بالدفء. وهو القرى الذي يستطيع أن يقدمه لهم. لأن إبل ذلك الأعرابي كانت عازبة في مكان بعيد. وأبناءه وأبناء أخيه يتضمرون جوعاً أمام عينية. فلا يوجد لديهم طعام يسدون به رمقهم.
وما يستطيع أن يقدمه هذا الأعرابي لضيوفه هو الدفء فقط. وقد أبدى لهم العذر بخلو البيت من الطعام.
وعندما سمع الضيوف العذر بكوا مما بهم. فلم يملك الأعرابي سواء البكاء من حاله الفقير. وعجزه عن إقراء ضيوفه.
ولكن هذا الأعرابي يموت هو وأولاده وأولاد أخيه. ولا يرجع ضيوفه بلا قرى. فهل من حيلة يحتالها ذلك الأعرابي!
نعم. لقد رأى رواحل ضيوفه ولفت نظره كوماء سمين من بينهن. فما كان منه إلا أن أشار وأومأ لإبن أخيه (حبتر). أن يعقر راحلة ضيفه ليهيأها طعام لهم. فما كان من الفتى حبتر إلا أن انتظى سيفه. وعقرها.
فأقرى ضيوفه وباتوا بأمن من الجوع والبرد.
وعندما انبلج النور وحل الصباح. فإذا بإبل ذلك الأعرابي. تحل على بيته. فقام بإعطاء ضيفه اثنتين منها. يأخذ إحداهن الآن يمتطيها لمكانه الذي يريد. والأخرى يأخذها. إذا أتى الحيا.
وقد صور هذا الأعرابي ما حدث له بقصيدة عصماء تناقلتها الركبان. هي:





عجبت من السارين والريح قـرةٍ=إلى ضوء نارٍ بين فـردة والرحـا
إلى ضوء نارٍ يشتوي القد أهلهـا=وقد يكرم الأضياف والقد يشتـوى
فلمـا أتونـا واشتكينـا إليـهـمُ=بكوا وكلا الحيين ممـا بـهِ بكـى
بكى معوزٍ من أن يـلامَ وطـارقٍ=يشد من الجوع الإزارَ على الحشا
فأرسلت عيني هل أرى من سمينةٍ=تدارك فيها نيِّ عامين والصـوى
فأبصرتهـا كومـاء ذات عريكـةٍ=هجانا من اللاتي تمتعـن بالصـوا
فأومـأت إيمـاءً خفيـاً لحبـتـرٍ=ولله عينـا حبتـرٍ أيمـا فـتـى
وقلت له: الصق بأيبـس ساقهـا=فإن يجبر العرقوب لا يرقإ النسـا
فيا عجباً مـن حبتـرٍ إن حبتـراً=مضى غير منكوبٍ ومنصله انتضى
كأني وقد أشبعتهم مـن سنامهـا=جلوت غطاءٍ عن فؤاديَ فانجلـى
فبتنـا وباتـت قدرنـا ذات هـزةٍ=لنا قبل ما فيها شـواء ومصطلـى
وأصبح راعينـا بريمـة عندنـا=بستين أنقتهـا الأسنـة والخـلا
فقلت لرب النـاب: خذهـا ثنيـةً=ونابٍ عليها مثل نابك فـي الحيـا



القصة حدثت للراعي النميري الهوازني
وسلامتكم (منقول)


الساعة الآن 07:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227