منتدى استراحات زايد - إلى الأخوة في الوفاق الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة إلى الأخوة في الوفاق الإسلامية نتمنى أن نجد صداها لدى الساسة والإداريين في الجمعية.

رغم كل التشتتات والتشرذمات والتصدعات في الشارع المعارض، مازالت ثقة الناس بالوفاق كبيرة، حتى أولائك الذين ينتقدون تصرفاتها وسلوكها وطريقتها في التعامل مع أزمات الدولة، ظلوا يحملون أمل أن تقف الوفاق معهم وثلة كبيرة منهم يساندون الوفاق في تحركاتهم على الأرض، فالكثير من خطوات الوفاق كان جمهور التحركات الأخرى يدا بيد مع جمهور الوفاق.

وعليه، جميل أن يكون للوفاق هذه الثقة من قبل جماهيرها وغيرهم، لكن الأجمل أن تحافظ الوفاق على هذه الثقة، وهذه المكانة في قلوبهم وعقولهم. وهناك العديد من الوسائل التي تضمن بقاء هذه المكانة بل تقويتها وتوسيعها لتشمل أطراف لم تكن هدفا في السابق. لكن إن أهم عنصر يصب في هذا الهدف هو أسلوب الشفافية والمكاشفة مع الجمهور، والابتعاد عن لغة الصمت وترك الشارع يحدد مصيره بنفسه دون توجيه.

فالعامة لا تفهم السياسة ولا تفهم أسلوب المناورات، فما يهمها هو ماذا حققت لهم الوفاق من عنصر مادي وما هي أهدافها المادية والملموسة والتي تصب في فائدة الناس الحياتية واليومية.

يمكن القول أن جمهور الوفاق يثق في تحركاتها وخطواتها، وأن كل قراراتها خاضعة للنية السليمة ومحاسبة النفس ومراقبة الله فيها، وذلك لكلمة في مسمى الوفاق وهو يعكس الأيديولوجية التي تنطلق منها الجمعية وهي كلمة "إسلامية" لذلك هم يثقون في خطوات الوفاق.

لكن هذا لا يعني أن نترك الجمهور لحاله، وعليه أن يستنتج الأهداف من تحركات الوفاق، فإبراهيم النبي المؤمن طلب أن يطمئن قلبه "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي" (البقرة: 260)، فما بالك بالإنسان الشكاك والمتذبذب الذي قد يسئ الضن، فعليه نطلب من الجمعية الإسلامية قبل الانتخابات القادمة التالي:

1. أن تقوم بحملة إعلامية واسعة ومكثفة وبإمكانيات عالية من أجل توضيح أهداف الدخول في البرلمان وما هي نتائجه والعكس، أي أنه ما هي مبررات عدم الدخول وما هي نتائج عدم الدخول.
2. أن تقوم الجمعية بندوات عامة تكون خاصة بتوضيح الأيديولوجية التي تنطلق منها الوفاق، وما هي الأهداف العليا وما هي الأهداف المتوسطة وما هي الأهداف الدنيا، وذلك ليفهم الناس ويعون لماذا هذا الخيار وليس ذاك الخيار.
3. استخدام كل وسائل الإعلام وأدواته، من صحافة محلية وإنترنت بأسلوب سلس للوصل مع أكبر عدد من الشباب بشكل خاص وللمواطنين بشكل عام. وعدم الاعتماد على الندوات والاتصال المباشر لأنه محدود ولا يستوعب كل الشباب، فالكثير من جمهور الوفاق لا يحضر، وأكثر الحاضرين هم من التيارات الأخرى المنافسة أو المناهضة مع كل الإحترام والتقدير لهم.
4. أن لا تكتفي بقرار الدخول فقط دون أن توضح أسباب الدخول وعدم اللجوء لتبرير غير شفاف وغير واضح كأن ينسب هذا القرار لشورى الجمعية بشكل مقتضب دون توضيح لماذا صوت شورى الوفاق لصالح الدخول.
5. أن تعرض الأهداف التي تحققت من التجربة السابقة، وما هي التطلعات القادمة، وما هي الأهداف القادمة التي ستدخل من أجلها، ليكون الناس على تبيان.

وأخيرا، نلمس وتلمسون تردد في قرارات الشباب، وإحساسهم بالضياع وذلك بسبب أنهم يحملون أسئلة في أذهانهم ليس لها أجوبة، أو هي أجوبة مغيبة عنهم أو هي أجوبة مشوشة ومبهمة وقد لا تقوم على قاعدة منطقية متسلسلة.

كلي أمنيات أن تجد صدى لدى الوفاق الإسلامي. التي تتحمل وتحمل على عاتقها مصير شعب وأمة.

والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته.