منصور الجمري: بعض الردود على تقرير «هيومن رايتس ووتش» مشينة لأصحابها
 

بعض الردود على تقرير «هيومن رايتس ووتش» مشينة لأصحابها

لا بأس بالاختلاف بين أبناء الوطن الواحد حول قضايا الشأن العام، ولا بأس بمناقشة تقرير صدر عن منظمة حقوقية، سواء اتفقنا أو اختلفنا على محتواه... ولكن بعض المبررات الواهية التي تحاول دحض التقرير وما جاء فيه تقول إن الأميركان عذبوا المعتقلين في «غوانتنامو» و»أبوغريب»، أو أن إيران تؤذي معارضيها أكثر مما ذكره التقرير بالنسبة للمعارضين في البحرين... ومثل هذه الحجج مضحكة وتنطلق من مستوى ضحل في التفكير. فحركة حقوق الإنسان والدفاع عن حرية التعبير لا يهمها إذا كان بلد ما عذب أكثر أو أقل لكي تسكت أو لاتسكت.
ثم إن فضيحة التعذيب في سجن «أبوغريب» كشفها صحافي أميركي اسمه «سيمور هيرش»، كان هو نفسه الذي كشف المذابح التي ارتكبتها القوات الأميركية أثناء حربها في فيتنام، وهذا الصحافي المرموق من أكبر أنصار حقوق الإنسان، وهو وأمثاله سيكتبون عن أي تجاوزات يتحققون منها سواء كانت في بلدهم الأم (أميركا) أو في أي بلد كان.
إن الأعذار المخجلة لأنماط السلوك التي قد تحدث في بلادنا عار على من يكررها. فإذا كان من يبررها يود أن يذهب إلى إيران ليدافع عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان هناك، فلا بأس في ذلك، فليذهب إلى هناك، ولكن لا يحق له أن يبرر أي وضع في البحرين أو أي مكان آخر لأنه قد يكون أقل مما يحدث في هذا المكان أو ذاك.
إن مبادئ حقوق الإنسان تسمو على أي اعتبار آخر، ذلك لأن الله خلق الإنسان مكرما، ولا تجوز إهانته أو تعذيبه لأي سبب كان...«إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور». وعليه فإن المبدأ يبقى كما هو لا يتغير مع الزمان أو المكان، فقتل النفس البشرية أو إيذاؤها حرام بالأمس وحرام اليوم وحرام في الغد، وفي أي مكان كان.
إن من الأجدر لمن يحاول النقاش أن يتبع النهج الذي تحدث عنه العقلاء، فوزيرا الخارجية والداخلية، مثلا، قالا إن البحرين لا تعادي «هيومن رايتس ووتش»، وإنه بالإمكان دراسة ما ورد في التقرير والنظر في الأمر ومناقشته... ومثل هذا الكلام حضاري وهو يختلف كل الاختلاف عن أولئك الذي يحاولون الهجوم على المنظمة الحقوقية وهم لا يعلمون أن ردودهم مشينة لهم أولا وأخيرا.

http://www.alwasatnews.com/2721/news/read/373609/1.html