التيار الوطني , علام يراهن ؟؟
 

لا يزال المجتمع البحريني يتسائل عن مكان التيار الوطني الفاعل والواقعي في الساحة البحرينية , فنحن لا نراه ورغم عدد جمعياته الا تيار صغير لا يكاد يرى بالعين المجردة , او نراه تيار نخبوي وكأنه نادي خاص لا يحصل على عضويته الا من امتلك مواصفات معينه خاصه لايمتلكها غالب الشعب.
التيار شبه معزول شعبيا , او لنقل ضعيف وهزيل من الناحية الشعبية , ولعل اهم سبب لذلك هو عزل هذه النخبه نفسها عن الشعب وترفعها بنفسها باعتبارها نخبه تقدمية تعيش في محيط رجعي متخلف ( وهي نظرة لا ازال اراها في العديد من كوادر هذا التيار ) , في نفس الوقت يسعى هذا التيار الى دخول المعترك السياسي والبرلماني ويأمل في الحصول على حصة تأهله للتواجد داخل البرلمان , وهنا لابد لكل ذي عقل ان يتسائل , من اين ستأتيكم الجماهير لتصوت لكم , وانتم لا تمتلكون شيئا منها ؟؟
نحن لانزال نعيش في مجتمع طائفي ومطأفن حتى النخاع , فحتى التقدميين لا يزالون يوصفون بطائفتهم اولا ومن ثم انتمائهم الايديلوجي والفكري , ومن عبر منهم في برلمان 2002 امثال عبدالهادي مرهون وغيره ما كانوا ليمروا لولا الطائفة ولولا التصويت لهم باعتبارهم نواب شيعة , لذلك لما برز امامهم تيار هو اكثر شيعية منهم سقطوا في انتخابات 2006 , لذلك فاي رهان على جماهير تحتشد لهم باعتبارهم خيار مقنع يعتبر رهان غير واقعي بل ومجنون , فلماذا اذن نرى الاصوات ترتفع بل والتهديد المبطن للوفاق بان هذا التيار سيدخل مجتمعا في مواجهة الوفاق في دوائرها ؟؟ هل يا ترى هذا نوع من الجنون ام هو قراءة حكيمة لواقع ما ؟؟
التيار الوطني مقسم الى عدة جمعيات , ربما لا يعرف الكثير من البحرينيين انها موجودة , فمثلا جمعية الاخاء قليل هم من يعرفونها ومن يعرفها لايزال يتوجس منها خيفة بسبب انشائها من قبل (الاخوة العجم ) في المحرق , والقومجية لايزالون يعانون من عدم سماع احد لهم وعدم استطاعتهم تسويق بعثيتهم باعتبارها بعثية افضل من بعثية صدام , واليسار المقسم بين وعد والمنبر لم ينجح في شيئ الا ربما الاتفاق فيما بينهم على تقاسم (بار الاوبرا ) ليأخذ احدهم الطابق العلوي والآخر الطابق السفلي , وهنا لابد ان يتسائل المرء من اين تاتي تلك الجرأة لاعلان امكانية منافسة الوفاق في دوائرها ؟؟
هو تسائل لا يزال يطرح نفسه وبقوة , فهؤلاء يعرفون ان الدوائر السنية مغلقة عليهم ولعدة اسباب لعل اهمها عدم سماح الحكومة لهم باخذ مقعد سني واحد , وهم يعرفون ايضا ان كونهم معارضة فانه لا مكان لهم غير الدوائر الشيعية المعارضة بالسليقة ان هم قدر لهم ان يحصلوا على مقاعد , وهم يعرفون ان هذه الدوائر مسيرة دينيا في الاساس لصالح الوفاق والذي لا يتبع الوفاق سيكون في الغالب مقاطع , فعلام الرهان ؟؟
فكرت كثيرا في هذا الامر ولم اجد غير رهان وحيد ربما تستطيع هذه الجمعيات اختراق او محاولة اختراق دوائر الوفاق , فمع الفشل الذريع للوفاق في تحقيق وعودها لجماهيرها , ومع التململ الكبير من قبل الوفاقيي الهوى ( وليس الوفاقيين ) والتململ البسيط في بعض الوفاقيين , فان الجماهير او المزاج الجماهيري ينقسم في دوائر الوفاق الى مزاج مقاطع , ومزاج متململ , ومزاج كاره للوفاق , لذلك اعتقد بان رهان التيار الوطني سيصب على هذه الفئات , وهو رهان لايمكن ان يوصف بالجاهل او الحالم مع هذا التراجع لشعبية الوفاق ورغبة الناس في التغيير , ولكنني مع ذلك لست واثق من ان حجم التململ والكره للوفاق كبير لدرجة ان يتم خرق دوائر الوفاق من خلاله .
لم استطع ان اجد سبب غير الآنف الذكر لوضع التيار الوطني رهانه العالي السقف , ولست اعرف ان كان هذا الرهان سينجح ام لا لكنني ارى انه رهان معتبر الى حد ما , و وحده الوقت كفيل باعلامنها عن مدى واقعية مثل هذا الرهان .