منتدى استراحات زايد - بيان / سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد: التعذيب في البحرين

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر من سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد.
التستر على الجريمة جريمة.

مابات خافياً على أحد ما يعاني منه شعب البحرين من وضع سياسي متردي تخنق فيه الحريات وتسلب فيه الممتلكات وتكثر فيه الآهات والمعاناة فمن سياسة الإقصاء والتهميش الطائفي والتجنيس السياسي الذي يستهدف استبدال الشعب بشعب آخر.
وإلى سياسة الانقلاب على الدستور بكتابته في الخفاء دون التصويت عليه من قبل الشعب ولا أريد الدخول هنا في النفق المظلم لمتاهات الحكم والسلطة ولكنني أريد أن أقف حيث وقفت المنظمة العالمية لحقوق الانسان (هيومن رايتس ووتش) حيث طالبت المنظمةفي التحقيق سريعا ً وبشكل محايد في مسألة تعذيت المعتقلين ومقاضاة الجلادين والمعذبين حيث لنا وقفة قصيرة مع هذا التقرير العالمي لنسلط الاضواء من خلاله على واقعنا السياسي المعاصر آملين أن يدرك شعبنا الكريم عمق التجربة وسلامة الموقف .
أولا ً:
ليس جديدا ولا غريبا ً أن نسمع عن التعذيب في سجون البحرين فلقد ضاق شعب البحرين الويلات وتجرع الآهات في الثمانيات والتسعيات وقبلها وبعدها وسقط البعض من أبناء هذا الوطن شهداء تحت قسوة التعذيب وخرج الكثير من السجن محمَّل بعاهات مستديمة وذكريات أليمة وبقى النظام هو النظام بوجهه الأسود وتاريخه الإجرامي وسلوكه الحاقد ينهش في أجسادنا ويروي حقده من دمائنا ويحيك الدسائس والمؤمرات علينا.

ثانيا ً:
إن ممارسة التعذيب بحق الإنسان فعل وجبان ومرفوض دينياً وإنسانياً ومدان قانونياً ودولياً ولا يخفتلف اثنان عاقلان في قبحه وذمه كما أن من القبيح أيضاً التستر والإخفاء لهذا العمل الوحشي الهمجي.
فالتستر على الجريمة وإخفاء الحقيقة تضليل للرأي العام فمن أعان ظالما ً على ظلمه فهو ظالم وتبرئة الظالمين ظلم بحق المظلومين .
فالنظام اليوم في البحرين مفضوح في الداخل والخارج ومدان شعبياً ومحرج إعلاميا فلا يجوز شرعا ً تلميع صورة الجلادين والمعذبين علما ً بأنَّ النظام سوف يلجأ الى مواقع التمثيل الشعبي ليشهدوا له بالبراءة والتزكية فمن يشهد بعدم وجود التعذيب في سجون البحرين فهي الخيانة في الدين وشهادة الزور والتآمر على الشعب المظلوم.

ثالثا ً:
إننا نمتلك الأدلة القطعية والشهادات الحية والآثار الحسية التي تبرهن على ممارسة سلطات الأمن في البحرين للتعذيب بحق المعتقلين فكل من تعرض للإعتقال سياسيا ً تم تعريضه للتعذيب الوحشي البربري ولا تستطيع السلطة تبرئة نفسها من ذلك فكل الشعب يشهد بما لاقى وقاسى من تعذيب وحشي وعمل همجي وأنا أول الشاهدين على ذلك.

رابعا ً:
إنني هنا أوجه ندائي وخطابي إلى كل الشرفاء من أبناء هذا الوطت العزيز رموزاً علمائية وجمعيات سياسي وشخصيات وطنية وكل فرد من أبناء هذا الوطن الغالي أقول لهم جميعا ً يجب أن نغتنم الفرصة ونضم صوتنا إلى صوت من ينادي بضرورة إيقاف التعذيب ومحاكمة ومقاضاة الجلادين والمعذبين وتقديمهم أمام القضاء النزيه فتحشيد الجماهير للنزول إلى الشارع في مسألة البنزين ليس بأغلى أو أثمن من تحشيد الجماهير للنزول إلى الشارع في محاكمة الجلادين في دماء الشهداء وآهات المواطنين المعذبين وعليه فإني أدعوا إلى المسيرة الجماهيرية التي تبرز ظلامة المظلومين وتكشف عن زيف الإدعاءات الكاذبة للسلطة الظالمة.

صادر عن / سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد