العنف لا يؤدي إلى حل!
 

لا يوجد بلد بلا مشكلات. ومهما كان النظام السياسي الحاكم قريباً من العدل توجد شريحة من الناس، صغيرة أم كبيرة لا تقبل بوجوده وتسعى إلى اجتثاثه. بعض هذه الشرائح تعبّر عن حالتها بالعنف.
لاشك أن لدينا في البحرين نواقص كثيرة ومشكلات بعضها مزمنة… إلا أن اتخاذ العنف وسيلة للحل يؤدي إلى تعقيدها وتأزيم الحالة، ولا يؤدي إلى حلها.
وأنا خارج من مهرجان الأيام الثقافي، أحد المهرجانات التي تعنى بالثقافة والكتب كمصادر أصيلة للتثقيف الذاتي، وعلى بعد كيلو متر واحد شاهدت عربات الشرطة مضاءة بأنوار الطوارئ. دفعني الفضول لمعرفة التفاصيل. اتجهت خلف الشرطة. ألسنة اللهب ناتجة عن حرق إطارات… وقلت في نفسي: لو أنهم قبضوا على الجاني أو المشتبه بهم لخسرت البحرين أحد شبابها في السجون بمدة لا تقل عن عامين. ولعل هذا الشاب خسر أيضاً واقعاً كان بإمكانه تغييره بالوسائل السلمية.
ليس الأمر أن هؤلاء الشبان ليس لديهم حس وطني، أو هم يقومون بتلك الأعمال كرد على سياسات معينة؛ بل الإشكالية أن هناك من يحرّض ويغطي هذه الأفعال بتبريرات واهية، واعتقد أنها تبريرات يجرمها القانون!
الكثير من الناس تعاني من مشكلات، وفي مختلف المدن والقرى يوجد فقراء، وتوجد مشكلات البطالة ونهب الأراضي ووهبها وتهميش الوطنيين الصادقين ومحاربتهم و…إلخ، إلا أنه لا أحد يستخدم العنف الذي يمارسه بعض الشبان في بعض المناطق! إذاً إبحث عن المستفيد سياسياً، أو الذي يغطي، هذه السلوكات المجرمة، سياسياً!
امرأة كانت عابرة الطريق، وإذا بالحرائق تلفح وجهها. حالة طوارئ في إسعاف وزارة الصحة يعود الإسعاف ليسلك طريقاً أطول بكثير من الطريق المقطوع بالإطارات المحروقة. شباب في عمر الزهور، أشك أن أحداً منهم لم يتم استدعاؤه وإشغال الأسرة بالاتصال بفلان وفلان للتوسط بأن إبنهم ليس ضمن المخربين! شاب كان على مقربة من الحدث، يهرب من المنزل ليلوذ بمكان قصي خوفاً من الاشتباه به في الحدث… إلخ، من مآسي يومية يواجهها أهل القرى التي تتعرض لغزوات همجية منظمة!
ما يجري هذه الأيام لا يمكن تبريره تحت أية غطاء سياسي. بل يستوجب اجتثاثه من جذوره وعلى وزارة الداخلية أن تشحذ همتها في استئصال شأفة المخربين، ومن يغطي سلوكهم التخريبي تجاه المجتمع أولاً وهيبة الدولة ونظامها السياسي الذي توافق عليه أكثر من 98.4 في ميثاق العمل الوطني.

http://malothman.wordpress.com/2009/...84/#comment-44