فيديو - كرانة تحتج على "نورانا"
 

نقلاً عن صوت المنامة

http://manamavoice.com/news-news_read-2389-0.html


كرانة تحتج على "نورانا"


شاهد التقرير المصور
صوت المنامة – هاني الفردان
نظرة إلى مستقبلً مجهول، بدت ملامحة واضحة ومرسومة كخارطة طريق إمتدت من الساحل الذي إعتاد زيارته برفق والده كل يوم، حتى ذلك الحاجز الرملي الذي أغلق الطريق أمام عينية لرؤية ساحل قريته.
طفل من أطفال قرية كرانة لم يدرك بعد خطورة دفان مساحات شاسعة من ساحل قريته لإنشاء منطقة إستثمارية ساحلية لا يمكنه دخولها أبداً، إلا أنه أدرك بفطرته الطفولية أن هذه الأرض ستحجب عنه رؤية الأفق الممتد للبحر الجميل.
بعفوية غير مقصودة أوحى الطفل وهو يلقي حجارة جمعها في البحر وكانه يلقي هذه الحجارة على المشروع لإعلانه رفضه وإحتجاجه على وجوده الذي سيحرمه من البحر.
أطفال قرية كرنة والقرى المجاورة شاركوا في إعتصام نظمته اللجنة الأهلية لمناهضة مشروع نورانا صباح يوم (السبت) الماضي، وهو المشروع الذي سيمتد على طول ساحل قرى شارع النخيل ليمنعهم من البحر الذي تعايشوا وعاشوا منه منذ ولادتهم.
الأهالي وقفوا أمام ساحلهم ينظرون إلى حلمهم الإسكاني الذي تبخر، مع كل حبة رمل أو حجر ساهمت في دفان مشروع "نورانا الإستثماري" الخاص، والذي جاء على أنقاض وعود رسمية لأهالي قرية كرانة بتحويل هذه المنطقة البحرية لمشروع إسكاني يخدمهم.
المشاركون في الإعتصام رأوا أن المشروع غير قانوني، في ظل غياب الإعتراف الرسمي به من قبل المجلس البلدي، إذ لم يحصل على التراخيص اللازمة لذلك، فيما ذهب عضو كتل الوفاق النيابية السيد مكي الوداعي إلى أن أحد أهم أسباب رفض المشروع تسببه في التدمير البيئي من خلال دفن موائل الأسماك والمصائد الساحلية، وحرمان الكثيرين من بحارة المنطقة بشكل دائم من مصدر رزقهم دون تعويضهم، بالإضافة إلى محاصرة الأهالي برا وبحرا مع ما تعانيه من ندرة في الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والرياضية والترفيهية، حيث تفتقر المنطقة لكل ذلك، وضياعها يعني تكريسا للوضع الإنساني المأساوي.
ما يثير قلقل الأهالي هو عدم توقف المشاريع الإستثمارية التي ستقام على سواحلهم، إذ يمتلك المجلس البلدي وثائق تؤكد وجود حركة كبيرة لإستملاك الأراضي المغمورة كأملاك خاصة لأشخاص لم يسميهم.
العضو البلدي عن الدائرة الثالثة بالمحافظة الشمالي عبدالغني عبدالعزيز، بيَّن فيها أن "مشروع نورانا بصورته الحالية يجب أن يتوقف ويتصدى له بجميع السبل، لأنه مخالف لكل الأنظمة واللوائح المعمول بها في نطاق التنظيم والتعمير والتخطيط".
المجلس البلدي ومجلس النواب ليس وحدمها اللذان وجدا مخالفات في وجود مشروع "نورانا"، إذ وقف الجهاز التنفيذي لبلدية الشمالية معهما، مؤكداً وجود مخالفات لهذا المشروع، إلا أن الجهاز التنفيذي يقع تحت ضغوط من قبل وزارة شئون البلديات والزراعة ووزيرها.
اللجنة الأهلية لمناهضة مشروع نورانا المزمع إنشاؤه حاليا قبالة سواحل أربع قرى بالمنطقة الشمالية، طالبة بتدخل مجلس الوزراء على وجه السرعة لوضع حل فوري تجاه ملف المشروع، وخصوصا أن المخالفات القانونية تحديدا أصبحت مكشوفة للجميع، مطالبين أيضاً بوقفة نيابية وبلدية أكثر حزما تجاه مشروع نورانا.
وحتى تدخل الحكومة ومجلس النواب، يبقى العمل في المشروع مستمراً، كما سيبقى طفل كرانة يحلم في مستقبلٍ أفضل وساحل أوسع.