منتدى استراحات زايد - الذنو ب تذهب الحياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع نقلته لكم من كتاب الداء و الدواء أو ( الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي ) لابن القيم رحمه الله تعالى

و بين عقوبة الذنوب و من بين عقوبتها ذهاب الحياء نسال الله السلامة

أسأل الله أن تعم الفائدة

قال الشيخ رحمه الله تعالى :

... فصل ذهاب الحياء بالذنوب

ومن عقوبتها : ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل الخير، وذهابه ذهاب الخير أجمعه.
و في الصحيح عنه صلى الله عليه و على آله و سلم أنه قال : (( الحياء خير كله ))
و قال: (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت )) وفيه تفسيران.
أحدهما: أنه على التهديد والوعيد، و المعنى من لم يستحي فإنه يصنع ما شاء من القبائح،إذ الحامل على تركها الحياء، فإذا لم يكن هناك حياء يردعه عن القبائح فإنه يواقعها. و هذا تفسير أبي عبيدة.

والثاني: أن الفعل إذا لم تستحي منه من الله تعالى فافعله، و إنما الذي ينبغي تركه هو ما يستحيي منه من الله، و هذا تفسير الأمام أحمد في رواية ابن هانئ.
فعل الأولى يكون تهديدا، كقوله: (( اعملوا ما شئتم )) و على الثانية يكون إذنا وإباحة.
فإن قيل : فهل من سبيل إلى حمله على المعنيين ؟

قلت: لا، ولا على قول من يحمل المشترك على جميع معانيه، لما بين الإباء ة التهديد من المنفاة، ولكن اعتبار أحد المعنيين يوجب اعتبار الآخر.

و المقصود أن الذنوب تضعف الحياء من العبد، حتى ربما انسلخ من بالكلية، حتى انه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا بإطلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله و قبح ما يفعل، و الحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبد إلى هذا الحال لم يبقى في صلاحه مطمع.

وإذا رأى إبليس صلعة وجه ***** حيا وقال فديت من لا يفلح

و الحياء مشتق من الحياة، و الغيث يسمى حيا -بالقصر- لأن به حياة الأرض و النبات و الدواب، و كذلك سميت بالحياء حياء الدنيا والآخرة، فمن لا حياء فيه هو ميت في الدنيا شقي في الآخرة، و بين الذنوب و قلة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطرفين، و كل منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثا، ومن استحيى من الله عند معصية استحيى الله من عقوبته يوم يلقاه، ومن لم يستح من معصيته لم يستح من عقوبته.

انتهى كلامه رحمه الله تعالى

تحياتي للجميع

السيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ل