البرلمان الطائفي!
 

حينما تحدثنا طيلة الأربع سنوات الماضية، وقبلها في الفصل التشريعي الأول عن طائفية النواب. لم يكن ذلك الحديث سوى توثيق لما يجري على أرض الواقع. وفي بعض الأحيان كان الحديث يتعلق باستشراف مستقبلي وتحليل منطقي لما سيكون عليه حال النواب في القضايا المفصلية، أو حتى القضايا التافهة!
اليوم يدرك النواب، أكثر من بقية أفراد المجتمع، أن سلوكهم الطائفي غير سوي! ونحن لا ننتظر من أحدهم الاعتراف بأنه طائفي، فذلك مستحيل! ولكن نقول لهم: انظروا إلى المجتمع البحريني، قبل وصولكم إلى البرلمان وبعده؟! هل ساهمتم في زيادة الجرعات الطائفية وتوسعة رقعتها في المجتمع البحريني أم لا؟!
http://malothman.files.wordpress.com...pg?w=300&h=251
كثير من النواب، خصوصا من منتسبي الجمعيات الإسلامية السياسية السنية والشيعية، من اتهم الوطنيين بتضخيم الأمور والتشنيع على النواب الإسلاميين! ونحن أيضاً نقوم بتضخيم أي حدث طائفي لأننا نعرف تداعياته، فـ “معظم النار من مستصغر الشرر”.
ما يطلقه النواب تحت القبة وخارجها أكبر من شرر طائفي، إنه سلوك يراد له أن يسود في المجتمع البحريني المتسامح. المجتمع البحريني الذي تعايش فيه الجميع جنباً إلى جنب في وئام اجتماعي فريد.
اليوم، الجمعيات السياسية الإسلامية السنية والشيعية تقوم بتقسيم المجتمع البحريني إلى طائفتين، ويتمادون في ذلك الغي إلى المدى الذي يعود بنا إلى عصور التخلف والصراعات الجاهلية والنبذ والإقصاء. ثم بعد ذلك تريد الوفاق أو غيرها أن يأتي السني وينضم إليها لأنها مفتوحة لجميع الطوائف! كما قال لي أحد نوابها في البرلمان! أو كما قال أحد رؤساء المنبر الإسلامي السابق المنزوي عن الأنظار د. صلاح علي بأن جمعيته لا تضع بنوداً طائفية ضمن شروط الانتساب إليها؟!! من يخدع من؟! ومن يكذب على من؟!
الجميع يعلم أن الطائفية زادت بنسبة ألف بالمئة بوجود الجمعيات السياسية القائمة على أفراد من طائفة واحدة. ولذلك كانت دعوتنا لوزارة العدل بحل الجميعات الطائفية، كما كانت دعوتنا موجهة لمجموعة من المحامين والقانونيين والسياسيين الوطنيين بأن يقوموا بدورهم الوطني ويقدموا طعناً دستورياً في قيام هذه الجمعيات السياسية؟! ولكن، لكل منهم خيط موصول بهذه الجمعية الطائفية أو تلك… لذا، لن يقطعوا صلاتهم بالجمعيات الطائفية ما دامت هناك مصلحة قائمة أو مرتجاة في المستقبل من هذه الجمعيات! على رغم من أن الطائفية رجس من عمل الشيطان، وخيط فساد؛ ولكن لا أحد يجتنبها، فالكل يريد أن يحصد ثمرة من هذه اللوثة السياسية! إما من الجهات التي تأمر بها، أو من الجمهور المراد استخدامه في حرب المصالح السياسية للجمعيات الدينوسياسية!

http://malothman.wordpress.com/2010/...6%d9%81%d9%8a/