منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   تركيا البطلة تُركع إسرائيل وتجبرها على الأعتذار.. هل يتعلم حكام العرب؟ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=307416)

محروم.كوم 01-14-2010 06:20 AM

تركيا البطلة تُركع إسرائيل وتجبرها على الأعتذار.. هل يتعلم حكام العرب؟
 
إسرائيل لا تفهم إلّا اللغة التركيّة: اعتـذار بحجم الإهانة

بدا الرئيسان عبد الله غول ورجب طيب أردوغان، أمس، أستاذين جيّدين للغة التركية، إذ تمكنا من إفهامها للمسؤولين الإسرائيليين خلال فترة لم تتجاوز 48 ساعة. هكذا وجد هؤلاء أنفسهم مكرَهين على «الركوع» والاعتذار الصريح عن إهانة تركيا وسفيرها، بعد يوم من المكابرة أصرّوا في خلاله على أنّ إسرائيل «ستخرج رابحة من الأزمة»

محمد بدير، أرنست خوري
عندما وصلت الأزمة بين سوريا وتركيا عام 1998 إلى حدّ الصدام العسكري، خرج مِن المسؤولين الإسرائيليّين مَن أطلق تصريحاً تحوّل إلى ما يشبه اللازمة السياسية في مقاربة تل أبيب للملف السوري. قال المسؤول الإسرائيلي إن «السوريين يفهمون اللغة التركية»، في إشارة ساخرة إلى ما عدّه تراجعاً سورياً أمام التصعيد العسكري الذي مارسته حكومة أنقرة، في حينه، عبر موافقتها على إبعاد الزعيم الكردي عبد الله أوجلان من أراضيها.

يوم أمس بدا أنّ الإسرائيليين أيضاً تعلموا اللغة التركية جيداً، بالمعنى الذي دأبوا على الإشارة إليه، حين اضطروا إلى الرضوخ أمام الموقف التركي الحاسم بوجوب الاعتذار الخطي والصريح عن الإساءة التي تعرض لها سفير تركيا لدى تل أبيب، أحمد أوغوز تشيليك كول، من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وعلى الرغم من التسوية التي انتهت إليها حادثة إهانة السفير التركي، إلا أن الأزمة التركية ـــــ الإسرائيلية يبدو واضحاً أنها تخطّت حدود الخلاف الدبلوماسي بين دولتين تعيدان النظر بتحالفهما الاستراتيجي منذ فترة. أزمة لم يعد مفيداً تصنيفها في خانة الخلافات العاديّة «التلفزيونية»، أو في إطار عتب بين أصدقاء ـــــ حلفاء يُترجم عادةً من خلال تبادل المواقف والانتقادات.

المؤشرات كثيرة، في مقدمتها واقعة أن الاعتذار اللفظي المبطَّن، كالذي جاء على لسان صاحب الاعتداء المعنوي على تركيا، نائب وزير خارجية دولة الاحتلال داني أيالون، لم يُجدِ مع حكام أنقرة للصفح عن إهانة لم توجَّه إلى شخص سفيرهم، بل للجمهورية التركية التي تحمل فائضاً من الكرامة الوطنية العزيزة على قلوب جميع مواطنيها، علمانيين كانوا أو إسلاميين، يمينيين أو من أهل يسار.

لعل أبرز دليل على ذلك يتمثل في أمرين: الأول، حالة الإجماع التي اجتاحت الطيف السياسي التركي بكل مكوناته على ضرورة الثأر من إسرائيل. أما الثاني، فتدخّل الرئيس عبد الله غول، باعتباره رمز الدولة لا فريقاً سياسياً فيها وحسم الموقف: «أعطيناهم حتى منتصف الليل (الأربعاء ـــــ الخميس)؛ إمّا يصلحون الأمر أو يعود سفيرنا في أوّل طائرة إلى أنقرة صباح الخميس (اليوم) للتشاور. وبعدها، سنقوّم الموضوع ونبحث في إمكان خفض مستوى تمثيلنا الدبلوماسي إلى قائم بالأعمال. سيأتي السفير أولاً ليوجز لنا ما حصل، وعندها سنحدد ماذا سنفعل».

تهديد كان في منتهى الفاعلية: سرعان ما «ركع» الإسرائيليون وأقدموا على خطوة بحجم الإهانة. بعثوا برسالة اعتذار من أيالون نفسه إلى الرئيس غول، بضغط من الرئيس شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

رسالة أهم ما جاء فيها: «احتراماً لطلب الرئيس شمعون بيريز، أعتذر للطريقة التي اعترضت فيها إسرائيل. لم يكن المقصود إهانة شخص السفير، وستُحَلّ جميع الخلافات بين الدولتين باحترام متبادل بين الحكومتين»، مشيرة إلى أن نصّ الاعتذار جاء منسقاً مع نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.

رد أردوغان جاء مقتضباً. قال إنه «أخذ علماً» بالرسالة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن تركيا «نالت الاعتذار المطلوب الذي كان متوقّعاً».

فعل ندامة لم يسبق أن تلاه مسؤول إسرائيلي منذ زمن طويل، حتى بعد «موقعة دافوس» أوائل 2009، التي كان بطلها أردوغان نفسه. وعُدّت في حينه «غير مسبوقة» في التاريخ الطويل والحميم للعلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية.

من اليوم فصاعداً، سيُستَشهَد بقضية «السفير التركي»، التي وضعت سقفاً جديداً لما يمكن أن تبلغه حدة التوتر بين الجانبين. بل سقفاً لما يمكن أن تبلغه العجرفة الإسرائيلية، التي يبدو عن حق أنها تعلمت «اللغة التركية». قضية ليست سوى امتداد لتلك «الموقعة» ولذاك العقاب الذي أنزلته أنقرة بتل أبيب في خلال أزمة «نسر الأناضول»، عن ممارساتها في غزة. تماماً كما هي حال أزمة مسلسل «وادي الذئاب»، التي تمثّل امتداداً لمشكلة مسلسل «الوداع».

من شبه المحسوم أن يكون تشيليك كول قد عاد إلى أنقرة، اليوم، للإعداد لزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك يوم الأحد المقبل، تلبية لدعوة سابقة وجّهها إليه غول. زيارة تعوّل عليها الدولة العبرية جدياً لإصلاح ما يمكن إصلاحه مع «الحليف الذي لا غنى عنه».
إذاً يُرجَّح أن يعود السفير إلى بلاده، وهو الذي وصف التعاطي الإسرائيلي معه بأنه «أسوأ ما حصل معه خلال عمله الدبلوماسي طوال 35 عاماً». ورغم الاعتذار الجلي، لا يزال من غير المعروف ما إذا كان تشيليك كول سيستمر في منصبه في الأراضي المحتلة، بما أنه لمّح إلى أنه «قد لا يعود أبداً».

في جميع الأحوال، حتى لو زار باراك أنقرة، فإنّ أردوغان لن يلتقيه وفق ما أكّد بنفسه. وإذا حصلت الزيارة، يكون ليبرمان قد تلقّى صفعة، بما أنّ تقارير تركية وأخرى عبرية أجمعت على أنّ سلوك أيالون كان بدفع منه، وذلك لإبقاء التوتر بين أنقرة وتل أبيب، وعدم إتاحة المجال لعودة الدفء إلى العلاقات الثنائية كي لا يُسنَح المجال لإعادة إحياء الوساطة بين الدولة العبرية وسوريا.

وسبق لتقارير تركية أن أشارت في اليومين الماضيين إلى أنّ غول وزملاءه يعدّون لاستقبال باراك بحفاوة، كما فعلوا مع زميله في الحكومة، وزير البنى التحتية بنيامين بن أليعازر، «صديق تركيا» الذي جال على المسؤولين الأتراك الشهر الماضي، في ما وُضع في خانة الرغبة التركية بتحسين العلاقات مع تل أبيب. تحسن يستبعد معظم المراقبين أن يرقى إلى «التحالف الاستراتيجي المميز» الذي كان يطبع تلك العلاقات، بما أنّ أسبابه الموجبة زالت من الطرف التركي، بعدما انخفضت الحاجة التركية إلى إسرائيل على نحو ملحوظ مذ قررت أنقرة اعتماد سياسة جديدة إزاء جوارها.

وكان أيالون قد سارع في وقت سابق إلى إصدار بيان وُصف بأنه «اعتذار مبطَّن»، جاء فيه: «لا يزال احتجاجي على الانتقادات التركية لإسرائيل قائماً على حاله»، في إشارة إلى تصريحات أردوغان على السياسة الإسرائيلية إزاء الفلسطينيين، وإلى مسلسل تلفزيوني تركي (وادي الذئاب) صوّر دبلوماسيين إسرائيليين كمجرمين. وأضاف: «مع ذلك، ليس أسلوبي الازدراء من كرامة السفراء. وفي المستقبل سأوضح موقفي بطريقة مقبولة دبلوماسياً ومتعارَف عليها». بيان لم يتضمن كلمة اعتذار، إلا أنه نال رضى نتنياهو الذي وصفه بـ«الاعتذار»، وعبّر عن سعادته لحدوث ذلك.

وجاء في بيان أصدره مكتب نتنياهو: «يشعر رئيس الوزراء بأنّ الاحتجاج الذي وجه إلى السفير التركي كان صحيحاً في الأساس، لكن كان يجب نقله بطريقة دبلوماسية تقليدية». مواقف لم تشفِ غليل وزارة الخارجية التركية التي رأت أنّ بيان أيالون «غير كافٍ».

وعن الأسباب العميقة التي دفعت بحكام الدولة العبرية إلى التعاطي على هذا النحو مع السفير التركي، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن نتنياهو قوله، في محادثات مغلَقة، إن «انزلاق تركيا نحو إيران انزلاقاً منهجياً هو الأمر الذي ينبغي حقاً أن يقلقنا».
أمّا ليبرمان، الذي كان يزور جزيرة قبرص، فواصل تصعيد مواقفه إزاء أنقرة، مشدداً على أنّ دولة الاحتلال «لا تريد أن تتجادل مع تركيا التي نحترمها دولة وشعباً، وهو بالتحديد السبب الذي يجعلنا نتوقع منهم في المقابل أن يتعاملوا معنا بالتقدير والاحترام نفسيهما». أضاف: «لن نتسامح مع أي إشارة معادية للسامية أو استفزاز بحق اليهود. أعتقد أنّ هذا هو السبيل الأفضل، وآمل أن نتمكن من العودة إلى علاقات طبيعية بين بلدينا».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد كشفت عن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حاول إصلاح العلاقات بين أنقرة وتل أبيب. ونقلت عن مصادر في واشنطن تأكيدها أنّ الرئيس الأميركي حاول إقناع أردوغان، خلال زيارته إلى واشنطن أخيراً، بتخفيف حدّة انتقاده لسلوك أبيب حيال الفلسطينيين، «إلا أن الرد التركي كان مخيباً للآمال».


جريدة الأخبار - الخميس 15-1-2010


الساعة الآن 07:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227