منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   عمود نقطة مضيئة: "لقمة العيش" .. ألفين لو 20 ألف ؟ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=304569)

محروم.كوم 01-10-2010 12:10 AM

عمود نقطة مضيئة: "لقمة العيش" .. ألفين لو 20 ألف ؟
 
"لقمة العيش" .. ألفين لو 20 ألف ؟
ناصر زين




تجتاح المرء حالة من الذهول والتعجب تقوده إلى نوع من (التشويش) وهو يشاهد صور مسيرة (إلا لقمة العيش) - التي خرجت أمس الأول بتنظيم من 11 جمعية سياسية – وحينما يقرأ في المقابل الأرقام (المتباعدة) التي يعلنها كل طرف - سواء من الجانب الرسمي أو الجانب الأهلي المنظم للمسيرة - لأعداد المشاركين فيها، إذ يلاحظ أن كل طرف يريد أن " يجر النار إلى خبزه" في "لعبة الأرقام " بما يخدم مصالحه وتوجاتهه وأهدافه.

فعندما يقرأ المرء العدد المعلن من جانب اللجنة المنظمة للمسيرة والتي قدّرتْ الحضور "بأكثر من 20 ألف مشارك" ويقرأ في المقابل تصريح مديرية شرطة العاصمة بأن عدد المشاركين "نحو 2000 شخص" يصبح في هذه الحالة وكأنه في (حيص بيص)، ويتخيل أن (نفراً من الجن) كان له دور في عملية (خربطة الحساب) فأما أن هذا الجني عَمدَ إلى ضرب ألفين في 10 لتصبح النتيجة 20 ألفاً، أو لجأ إلى إجراء عملية حسابية أخرى وهي (القسمة)، فقسم 20 ألف على 10 فأصبحت النتيجة ألفين.

وبين هذا وذاك، يبقى المرء مُتحيّراً، وهو (يبحلق) في صور المسيرة، فلا تُصدق عيناه أن العدد ألفين فقط، ولا تصدق أيضاً أنها تصل إلى أكثر من 20 ألفاً، وبالتالي يستطيع أن يستنتج أن الأطراف المتجاذبة دخلتْ في دوامة (الصراع الرقمي)، وكأنها ترى أن القلة "هزيمة" والكثرة "غنيمة".


هنا، يجب على كل طرف أن يتحلى بالواقعية والشفافية فيما يعلن من أرقام، حتى لا يفقد مصداقيته أمام الرأي العام، فإن للناس عيون يبصرون بها وآذان يسمعون بها، وليس كلهم (لا يكادون يفقهون قولا).

وفي رأيي، أن (حرب الأرقام) لن تخدم أي طرف وليس للأرقام تلك الأهمية، بقدر ما إلى القضية والموضوع من أهمية، وليس مُحبّذاً أن يلجأ طرف أو فصيل سياسي مثلاً - سواء كان معارضاً أو (مولاة) - ويفتخر أو يتحدى فصيلاً سياسياً آخر بأنه يستطيع أن يُحشّد كذا ألف في أي قضية بينما لا يستطيع هذا الفصيل ذلك، وهكذا دواليك.


والأمر نفسه أيضاً في ضفة الجهة الرسمية، فمن غير المجدي اللجوء إلى (التوهين) من العدد الذي يخرج بمسيرة في أي قضية ما مطالباً فيها بحقوقه، وإنما من المفترض النظر إلى أهمية تلك القضية ومدى (حقانيتها) وتحضرها ومطالبها التي ترفعها، ومن المهم هنا أن يكون الجانب الرسمي ذا مصداقية كبيرة فيما يعلنه من أعداد.


إذن، ليس الكثرة أو القلة هي التي تحدد مدى تأثير صدى أي مسيرة أو فعالية، وليس الضرب على وتر العددية و (الكم) هي التي تظهر قوة هذه أو تلك، وإنما (الكيف) والحق والمبدأ والمطلب هم الأوتار التي تستمد منها أي فعالية قوتها وتأثيرها.


ولو كان معيار العددية و(الكمية) هو المانح للقوة والتأثيروالدال على (الحقانية)، فلن نخرج من هذه الزوبعة الجدلية، فكل طيف سياسي مثلاً سيدّعي أنه الأقوى على التحشيد و (التجييش)، وكلٌ سيسعى لإضعاف الآخر، وليس مستبعداً أن يلجأ البعض إلى (سلاح الدين والفتاوى) لإظهار أنه الأفضل والأقوى تحشيداً وصاحب النسبة الأعلى من الجمهور، وسيسعى كل طرف إلى إضاف الآخر، فإذا كانت كثرة، قيل "ولكن أكثرهم لا يعلمون" وإذا كانت قلة، قيل "وقليل من عبادي الشكور" .. ولن ننتهي.


فلنخرج إذن من دائرة العددية الجدلية، ولا يدّعي كل طرف بأنه "صاحب الأرض والجمهور" فلسنا نلعب (مباراة رقمية)، وليس كل من مَلَكَ القاعدة الجماهيرية الأكبر، أصبح صاحب القوة والمنهج الحق، وليس كل من قلّتْ قاعدته كان ضعيفاً ومهزوماً "فلا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه".


الساعة الآن 03:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227