لماذا كل هذه الاثارات حول المسيرة ؟؟؟
 

من خلال متابعتي للكثير من الآراء المتعلقة بمسيرة لقمة العيش وجدت العيد من المداخلات التي لم أكن أرى انها تستحق حتى الرد وذلك لا عتقادي ان هذه لكني مع تكرار هذه المداخلات صادرة من اعضاء هزليين . و مع ايماني بأن أكثر من اثار تلك الاشكالات هم من هذه الفئة أو ماشكلها ولكن بت اتصور هناك البعض ممن لاينتمون لهذه الفئات باتوا يتأثرون بمثل هذه الطروحات التي أقل ما يقال عنها أنها لاتصدر إلا من أناس لا عهد لهم بالسياسية و تحولاتها .

اولا : لماذا التركيز على البعد المعيشي دون الديني :

في الأصل فان محور عمل المجلس العلمائي هو الهم الديني وقد شهدنا انطلاق مسيرة الأحوال الشخصية الجماهيرية ، وكان المنتقدون للعلماء آنذاك يقولون بأنه يجب التركيز على القضايا المطلبية الأخرى وليس فقط القضايا الدينية وكان العلماء متهمون بأنهم لا يحسون بمعاناة الناس و أوضاعهم المعيشية
أما الآن وقد تصدت الوفاق لهذا الهم أنقلبوا عليها !!!

ثانيا : المسيرة بندرية لمشاركة أعضاء المنبر الاسلامي :

من الغريب أن نجد طرحا كهذا يتداول هنا ولا اعلم ماذا لو دعمت وشاركت المنبر الاسلامي في مسيرة للمعتقلين مثلا تتصدرها حركة حق .. هل على جماهير حق ان لا تخرج في المسيرة أو على الحركة الغائها مثلا .

إلى جانب ذلك هناك العديد من النقاط :

1- لو كانت هذه المسيرة حكومية لماذا لم تشارك الاصالة و انسحبت الميثاق وأدان السعيدي خروجها ؟
2- ليس كل اعضاء المنبر بندرييون .
3- التقاء الجهات المتضادة في حلف يعتبر من ثوابت السياسية فأعداء الأمس من الممكن أن يكونوا حلفاء الغد لذلك يقال بأنه في السياسة لا يوجد عدو دائم و لاصديق دائم . أما اذا قلنا بان الاختلاف جوهري بين الأطراف هو المانع فمن الممكن ان نقول ايضا انه على تيار المقاطعة عدم اشراك العلمانيين معهم مثلا لأن بعضهم يؤمن بالاباحية و شرب الخمور . فمن الممكن ان يأتي أحدهم ليقول انا لا اشارك في مسيرة يتقدمها من لا يؤمن بوجود الله مثلا . لذلك أقول هذه الطرح لا يطرحه انسان لديه ادنى اطلاع على متطلبات السياسية .

وأختم في هذا الجانب بالقول أنه في مرة من المرات قام غسان غصن رئيس الاتحاد العمال اللبناني بزيارة للسيد فضل ليطلب الدعم منه لمسيرة كانوا ينوون اخراجها احتجاجا على فرض الضرائب فقال له السيد ان هذه المسيرة سيتقدمها النواب الذين سيوافقون على زيادة الضرائب ايضا . وكان ذلك ان خرج هؤلاء النواب منددين بفرض الضرائب ومن ثم قاموا بالموافقة عليها .
لكن السيد والحزب كانوا من الداعمين للمسيرة و بقوة و المتابع للشأن السياسي اللبناني يعرف موقع اتحاد العمال وموقفه من حزب الله . ماذا لو قال السيد لغسان اذهب ولن نشارك في مسيرة يتقدمها نواب يدافعون عن الضرائب ؟؟ أنظروا الى حجم الوعي هناك وحجم الوعي هنا .

ختاما أكرر النداء لحركة حق بان تحسب ألف حساب لما يصدر منها فالبيان الأخير مؤسس لشرخ مجتمعي خطير وتصدع في جدران المعارضة و لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال لأنه يجب أن تكون حالة التصادم بين المعارضة واضعاف بعضنا البعض خطا احمرا لا يتجاوز . و اتسائل ماذا لو ردت الوفاق ببيان آخر تحبط فيه جماهيرها من المشاركة في فعاليات معينة لتيار المقاطعة كيف سيكون الحال . واذكر في هذا المجال بأن الشيخ عيسى قاسم دعا الى المشاركة في فعاليات المعتقلين أكثر من مرة في خطبه .

أتصور أنه على القيادات جميعا ان ترشد خطابها لما فيه مصلحة المعارضة و الشعب .