الدفان الكساد العظيم القادم للبحرين
 

يقول علماء الإقتصاد بإن المشكلة الإقتصادية الرئيسية هي النذرة, بمعنى أن الموارد الموجودة في الطبيعة محدودة ولا تكفي لإشباع رغبات الإنسان اللامحدودة, وآية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر يقول بإن المشكلة الإقتصادية الرئيسية هي في الإنسان وهو الذي أوجد هذه النذرة بسبب ظلمه.

واليوم في البحرين نقف على مشكلة سببها ظلم إنسان هذه الأرض, ولا تبرير يوجد بإن ما نعانيه بسب نذرة الموارد التي لاتكفي لإشباع رغباتنا, فدفن البحر غير القانوني هو باب للكثير من المشاكل الموجودة والتي ستوجد, إذا إن الإقتصاد كالجسد الواحد و أي تأثر سلبي أو إيجابي يؤثر على القطاعات كلها .

ولو سألنا ما سبب دفان البحر, الجواب هو لهدفين إجتماعي وهو من أجل حل مشكلة الإسكان , والثاني إقتصادي من أجل الإستثمار ومتعلقاته, وهنا سوف أركز على الجانب الإقتصادي وتأثره السلبي في جانبي العرض والطلب فقط.

فأول مشكلة نواجها بسب الدفان هي نقص الغذاء الأول والمفضل لشعب البحرين ألا وهو السمك, هذا النقص أوجد فائض في الطلب مما جعل سعر السمك يرتفع وكان من المفترض أن تزيد كمية العرض لإيجاد التوازن بين العرض والطلب, إلا إن البائع لم يستطع رفع السعر بسبب إن الدفن أوجد نذرة (نقص) في السمك, والسبب الثاني إن الأكثرية لا تفضل السمك المستورد, هذه النذرة وإرتفاع السعر وضعف دخل المواطن جعلته ينتقل إلى إستهلاك الدجاج كسلعة بديلة, وهذا ما أحدث أزمة الدجاج في إعتقادي, إضافة إلى الزيادة الغير طبيعية للسكان (التجنيس), إن تأثر هذا القطاع لن يؤثر فقط على البائع والمستهلك للسمك, بل يصل إلى باقي الشركات, كشركات المعدات والأدوات البحرية وتأثرها سيؤثر على كل القطاعات والشركات المرتبطة بها.

المشكلة الثانية ستواجه المستثمرين على الأراضي المدفونة لهدف تجاري, بسب ضعف دخل المواطن الذي لايسمح له بالإستفادة من هذه المشاريع, وإن كان المستهدف هم السواح فالبلاد تكاد تتجه إلى إنعدام أغراض السفر والسياحة فيها, ولوجود أكثر من إستثمار أو مشروع لنفس الغرض في قبال الفئة المستهدفة واقعاً قليلة, وهذا ينتج عنه وجود فائض في العرض يجبر أصحاب المشاريع إلى خفض أسعاره, التي ستؤثر في ربحه وقد تكون خسارة.

المشكلة الثالثة وهي نتيجة للمشكلتين, وهي ستؤثر على قطاع التوظيف بسب رغبة المستثمر في خفظ التكاليف, هذه المشكلة سينتج عنها ضعف دخل الأسرة الذي سيقلل من استهلاكها والذي سيؤثر سلباً على حركة السوق.

والحل هو إنه ما زال بعض من الوقت لحل هذه المشكلة من طرف الحكومة, فهي التي تستطيع إصلاح ما أفسدت قبل أن تتفاقم هذه المشكلة إلى حد يحصل فيه الكساد العظيم في البحرين وإن حدث فحتى هوامير هذا البلد سيتضرروا, وعلى الشعب أن يرفع يديه متضرعاً لله بإن يزيل هذه الغمة عن هذه الأمة.