العلاقة بين الوفاق والعمل الاسلامي استراتيجية وعميقة يا محمد الموسوي
 

المقال الأصلي للكاتب محمد الموسوي

«تطبير الدراز».. مزيد من التباعد بين الوفاق وأمل
كتب – محمد الموسوي

http://www.alayam.com/ArticleDetail....ticleId=438473

ليس جديدا أن نذكر أن العلاقة مابين جمعيتي الوفاق والعمل الإسلامي “أمل” ليست ودية، فالمسافة مابين الجمعيتين تبدو طويلة إلى الدرجة التي يصعب، أو يستحيل، بسببها أن يتلاقى الطرفان، إلا أن الجديد في الموضوع هو أن تلك المسافة عوضا عن أن تتجه للتقليص بفضل جهود يبذلها “عقلاء” الجانبين، فإن الساحة الساحة بين الحين والآخر تصريحات وسلوكيات يقوم بها هذا الطرف لتتجه مضادة نحو الطرف الآخر، الأمر الذي يؤدي إلى محصلة واحدة لاغير، وهي أن المسافة مابين الوفاق وأمل تزداد يوما بعد يوم.

آخر تلك السلوكيات تمثل في حادثة موكب التطبير التي وقعت، خلال موسم عاشوراء، في قرية الدراز، والتي حدثت بسبب الخلاف ما بين تياري الولائيين من جهة والشيرازيين من جهة أخرى على صحة القيام بضرب القامة بالسيف “التطبير”، ويمثل التيار الأول المرجعية الدينية لجماهير جمعية الوفاق، فيما يمثل التيار الثاني المرجعية الدينية لجماهير جمعية أمل. التأثيرات السلبية التي نجمت أو ستنجم عن هذه الحادثة على العلاقة بين الجمعيتين قد لاتكون كبيرة، غير أن ذلك لايعني التقليل من من أهمية الموضوع، انطلاقا من أن التصريحات والسلوكيات التي تسهم في التباعد مابين الجمعيتين، تقوم بدور تراكمي، يعمل على تكوين مخزون من الاحتقان ما بين الطرفين قابل لأن يتحول في أية لحظة إلى صراع عنيف بين قواعد الطرفين. انتخابات 2006.. تبعد ولا تقرب وكانت الانتخابات النيابية التي تمت في العام 2006 قد ساهمت، كأحد التراكمات المشار إليها، بقدر من التباعد بين الجمعيتين،

ففي الوقت الذي كانت الأجواء تتجه لتشكيل تحالف مابينها، أدى الإختلاف على عدد المقاعد والأسماء المرشحة إلى بروز خلاف حاد بين الطرفين، كانت تجلياته واضحة أثناء الجولات الانتخابية، والتي شهدت من بين ماشهدت، الزيارات التي قامت بها قيادة أمل لعدد من المقار الإنتخابية لمنافسي مرشحي جمعية الوفاق، الأمر الذي اعتبرته هذه الآخيرة ردة فعل واضحة على عدم حصول أمل على مبتغاها من الوفاق. التطبير.. نزيف الرأس ونزيف العلاقة وكعامل آخر يسهم في التراكمات المشار إليها، يظهر موضوع التطبير، والذي تتبنى القيام به مجموعات، المكون الرئيس فيها هو المكون المحسوب على التيار الشيرازي، والذي تمثله جمعية العمل الإسلامي سياسيا، ففيما تتوارى الخلافات القائمة بين هذا التيار من جهة والتيار الولائي من جهة أخرى طيلة أشهر من العام،

يظهر سلوك التطبير كأحد العوامل المنشطة لتلك الخلافات والتي تعمل على إستحضارها للواجهة، الأمر الذي يعني في أحد أهم أوجهه تأسيسا للأرضية المهتزة التي قد يحاول أحد الطرفين التقرب من الآخر. وإذا صح التشبيه، فإن سلوك التطبير، الذي يقوم الفرد بضرب قامة رأسه بالسيف من أجل إحداث الجرح والنزيف فيه، يمثل تطبيرا للجسر الذي يفترض فيه أن يربط بين جمعيتي الوفاق وأمل، بما يعمل على إحداث الجرح في العلاقة بينهما ونزف الدماء من الجانبين.