منتدى استراحات زايد - شركات مقاولات تغلق شوارع في الشارقة

تسببت أعمال بناء في إغلاق شوارع عدة، وحدوث ازدحام مروري شديد في الشارقة، خصوصاً في مناطق الخان والبحيرة والقاسمية.

وقال سكان في هذه المناطق لـ«الإمارات اليوم» إنه كان من الممكن تجنب هذا الازدحام لو أن الجهات المعنية أعلنت عن إغلاق الشوارع التي تشهد أشغالا، والطرق البديلة لها، قبل فترة كافية، لافتين الى أنهم يدفعون يوميا أضعاف مبلغ الألف درهم الذي تتقاضاه بلدية الشارقة نظير إغلاق شركة مقاولات أحد الطرق لإتمام أعمالها.

وفيما حمَّلت بلدية الشارقة الشرطة المسؤولية عن هذه القضية، مشيرة الى أن إغلاق الشوارع يمثل جزءا من اختصاصها، ألقت مصادر في شرطة الشارقة بالمسؤولية على البلدية، محملة إياها المسؤولية عن ضعف قنوات التنسيق بين الجانبين.

وتفصيلا، شكا أكرم خلف، وهو من سكان منطقة القاسمية، من صعوبة التحرك في شوارع المنطقة، مضيفا: «لا نعرف ما إذا مررنا من هذا الشارع أو ذاك، وما إذا كنا سنتمكن من العودة منه بعد ساعتين أم لا، لأننا نفاجأ بإغلاق كثير من الشوارع من دون سابق إنذار».

وتساءل: «هل الأولوية لشركات البناء حتى يغلق الشارع من أجلها، أم لمستخدمي الطريق؟ ولماذا يكون سائقو السيارات ضحية لعدم جاهزية بعض شركات المقاولات لإنهاء عملها في بعض المناطق الضيقة؟».

ووفقا لمشتكٍ آخر، فضل عدم ذكر اسمه، فإن بعض شركات المقاولات التي تحجز الطرقات تخصص عمالا لديها للإشراف على منع دخول السيارات أو المركبات إلى مناطق الحجز، كما يحدث في منطقة القاسمية في شارع الملك عبد العزيز، إذ تكون مهمة العمال منع من يحاول استخدام الطريق.

بدوره، قال زياد رشيد إنه فوجئ لدى توجهه الى عمله بإغلاق الشارع الذي يمتد من شارع الوحدة الى الصناعية، وبازدحام السيارات على الشارع الفرعي الذي يمتد الى الجهة الأخرى نحو منطقة أبوشغارة، الأمر الذي تسبب في تأخره عن العمل ما يزيد على ساعة ونصف الساعة. وأضاف: «المشكلة أننا لا نعرف ما إذا كان إغلاق الشارع سيمتد الى بضع ساعات أم بضعة أشهر، لأن المعلومة الوحيدة المتاحة هي «ممنوع المرور من هنا»، أما موعد إعادة فتح الشارع فيترك للظروف».

وتابع: «ما يزيد هذه الحال تعقيداً، عدم تنظيم مشروعات البلدية والأشغال، إذ يتم إغلاق هذه الطريق أو تلك لفترات طويلة، ولا يملك أحد أن يسأل عن موعد إعادة افتتاحها. وإذا سألتهم الصحافة، يقولون إن هدف هذه الأشغال هو العثور على حل جذري لمشكلة الطرق والازدحام. لكن الحقيقة هي أننا لا نرى سوى مزيد من الضغط على شوارع الإمارة».

وقال المهندس حسين يوسف «إن الأمر ليس واضحاً أو معروفاً في الشارقة، فمثل هذه الحالات تحدث في كل مدن الدولة، لكنها منظمة. وفي دبي مثلاً، لا يمكن أن تشهد مثل هذه الحال خلال ساعات النهار. أما ليلا، فلا تتم إلا إذا كان البديل جاهزا، ويتم ذلك عبر التنسيق مع أربع جهات رسمية هي هيئة الطرق والمواصلات والبلدية والشرطة والدفاع المدني».

وفي بلدية الشارقة قال المهندس الاستشاري خالد مخاترة إن «المسألة مرتبطة بالسماح المؤقت لبعض الشركات الكبيرة، إذ يُسمح لها بذلك من أجل سرعة الإنجاز، لكن هذه حالات خاصة جداً». وأضاف أن «شرطة الشارقة هي الجهة التي تحدد لنا إغلاق بعض الطرقات من عدمه».

وحول تخصيص شركات مقاولات بعض عمالها للإشراف على منع دخول السيارات أو المركبات إلى مناطق الحجز، قال أحمد عبدالباسط (مراقب عمال): «نغلق الطريق مؤقتا بموافقة الجهات المعنية ومراقبتها. ونكلف بعض العمال بمراقبة الطريق حرصاً على مستخدميه، ولمنعهم من محاولة فتحه أو تحريك الأقماع البلاستيكية من أماكنها، خصوصا أننا حصلنا على ترخيص من أجلها». وتحصل شركات المقاولات على ترخيص من الجهات الرسمية بهذا الخصوص، حيث «نتقدم بطلبات رسمية إلى الجهات المعنية، ونحصل على ما نريد، وفور الانتهاء من الأعمال التي يتم تحديدها في الطلب تعود الأمور إلى طبيعتها كما كانت».

وأضاف عبدالباسط: «المسألة عندنا مؤقتة، فهي لا تستمر لأكثر من بضعة أيام. لكن لماذا لا تلتفتون إلى مشروعات البلدية والأشغال التي تستغرق شهوراً عدة، وآخر مثال على ذلك إغلاق شارع الملك عبدالعزيز الذي لا يعرف أحد متى سينتهي».

وفي ما يتعلق بمشروعات البلدية، قال مساعد المدير العام للمشروعات الحكومية والخدمات العامة المهندس سلطان المعلا، «إن هذه الأعمال تعد جزءاً من المشروع المتكامل الذي يشمل مدينة الشارقة بأكملها، ويستهدف توفير خدمات الصرف الصحي لجميع الأحياء السكنية والتجارية، إلى جانب إنشاء شبكة طرق حديثة ومتطورة في تلك الأحياء، مع تزويدها بشبكة تصريف لمياه الأمطار، الأمر الذي سيمثل نقلة نوعية كبيرة في حياة القاطنين في الشارقة، يصحبها توسع أفقي وعمودي».

وتابع قائلاً «إن قسم الدراسات المرورية والطرق في بلدية الشارقة أنجز أعمال الصيانة الشاملة لطرق مدينة الشارقة، تنفيذا لخطة الدائرة وسياستها في الحفاظ على حال المنشآت التابعة لشبكة الطرق في الإمارة».

وأضاف أن «صيانة المنشآت تتم سنويا بصورة متتالية، ودون أي إرباك لحركة السير ولمستخدمي هذه الطرق»، موضحاً أنه «تم إنجاز الأعمال كافة حسب البرامج والخطط الموضوعة، ومن خلال الأشراف المباشر لمهندسي البلدية المتخصصين».

وقال المهندس هيثم. ج (مقاول في الشارقة): «عندما نغلق الطريق أو جزءا منها لاحتياجات إنجاز العمل، فإننا نحصل على ترخيص من البلدية والشرطة، حيث نقدم طلباً رسمياً إلى البلدية، ومن ثم تقوم البلدية بالكشف على الموقع. وبعد كشف البلدية، هناك تصريح آخر وموافقة أخرى من الشرطة «قسم المرور».

وتابع أن «التصريح بالموافقة على الإغلاق هو إجراء روتيني يتم مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز ألف درهم، وقد يكون الإغلاق دائماً أو مؤقتاً، حيث تختلف الدفعات المالية بين الإغلاق الدائم والإغلاق المؤقت. ويجدد التصريح عادة كل ثلاثة شهور». وأضاف أن «الشرطة تتابع يوميا حالات الإغلاق وتفتش على مواقع البناء، وتغرم من لم يحصل على تصريح».

الامــارات الـــيوم