منتدى استراحات زايد - جوانب من عالم الإبل ومسمياتها عند العرب

بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الاعضاء \السلام عليكم ورحمهاالله وبركاته
جايب لكم موضوع مميز ان شاء الله يعجبكم

جوانب من عالم الإبل ومسمياتها عند العرب

تأمل مجمل الآيات الكريمة التي أوردت الإبل نتيقن أن الإبل آية من آيات إعجاز الله سبحانه في خلقه , ولهذا مازالت مثار دراسات علمية وطبية على ارفع المستويات الاكاديمية والعلمية التي تحاول معرفة ما في هذا المخلوق من اسرار

وعلى الرغم من كل الأبحاث العلمية التي أجريت على الابل وتركيبها الفيزيولوجي , فما زالت اسرار كثيرة في تركيب الجمل غير معروفة ,وهي بحاجة الى مزيد من الدراسات والابحاث وخصوصاً حول الاجزاء الداخلية في جسمه‏
** لبن الابل طيبا‏
من المعروف أن لبن الابل يعتبر الغذاء الرئيسي لأهل البادية , ويعتبرونه أفضل الألبان قاطبة , ويفضلونه طازجاً , ويتدرج في فوائده ومكوناته ,فالوراثة لها دور في ذلك , ومرحلة الإدرار وعمر الناقة ونوع الطعام الذي تتغذي عليه , وكذلك كمية المياه المتوفرة للشرب .‏
ويعتبر لبن الابل قلوياً ,ولكن سرعان مايصير حامضياً إذا ترك فترة من الزمن ويتفاوت مذاقه من شدة الحلاوة الى الفاتر المالح ويحتوي على مواد بروتينية بنسب حوالي 4% ومواد صلبة ما بين 10% و 15% ودهون .وخصوصاً في أول فترة الإدرار ما بين 2% و3% ويحتوي على مواد سكرية ,وخصوصاً اللاكتوز ما بين 3% و 6% والصوديوم ما بين 14% و 27% . كما يحتوي على معادن مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور , وعلى سلسلة فيتامينات منها فيتامين ب 2 و ج 2 , وبعد كل هذه المكونات في لبن الابل لانستغرب إذا علمنا أن العرب قد استفادوا منه في علاج كثير من أمراضهم كالجدري والجروح وامراض اللسان وامراض الجهاز الهضمي ومقاومة السموم .‏
وأفضل لبن الابل كعلاج اللبن بعد الولادة بأربعين يوماً , وأفضله ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذ طعمه , وكان فيه حلاوة يسيرة ودسومة معتدلة واعتدال قوامه في الحلب من ناقة صحيحة معتدلة اللحم محمودة المرعى والمشرب , ولبن الابل محمود فهو يولد دماً جديداً ,ويرطب البدن اليابس وينفع في علاج الامراض النفسية كالوسواس والانطواء والهلوسة وغيرها , واذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الاخلاط العفنة ,ومن ميزاته أنه ينقى البشرة من البثور ويضفي عليها إشراقاً ,ولذلك يدخل في تركيب كثير من المواد التجميلية التي تنتجها كبريات الشركات المتخصصة الآن , وهو جيد لأمراض الصدر ,وخصوصاً الرئة ,وجيد للمصابين بالسل .‏
وقد اعتمد الاطباء المسلمون القدامى على لبن الابل في علاج كثير من الامراض , وذكروا في كتبهم بعض فوائده , فقال الرازي مثلاً : »إن لبن الابل يشفي أوجاع الكبد وفساد الامزجة« وقال ابن سينا في كتاب القانون: »إن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق , وإن هذا اللبن شديد المنفعة , فلو أن إنساناً أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به , وقد جرّب ذلك قوم دفعوا الى بلاد العرب فقادتهم الضرورة الى ذلك فعوفوا .‏
وينصح المريض الذي يأخذ لبن الابل للعلاج بأن يأخذه بالغداة ولا يدخل عليه شيئاً ,ويجب عليه الراحة التامة بعد شربه ويعتبر لبن الابل الطازج افضل شيء لتنظيف الجهاز الهضمي , كما يعتبر افضل المسهلات .‏
وفي الواقع لايمكننا في هذه الوقفة مهما طالت أن نعدد كل فوائد لبن الابل ومكوناته الغذائية الكثيرة , التي جعلته بحق غذاء كاملاً وعلاجاً شافياً‏
** مصطلحات من عالم الابل‏
الابل صديقة العربي ووسيلة تنقله ومعيشته وللمكانة العالية التي احتلتها الابل في حياة العربي استنبطت لغتنا العربية مصطلحات كثيرة جداً تتعلق بالابل ومسمياتها وأجزاء أجسادها وألوانها وغير ذلك مما تداوله أجدادنا ومازال متداولاً حتى اليوم بين أهل البادية العربية الاسلامية الاصيلة , ومن هذه المصطلحات نذكر :‏
* الذود : من الثلاث الى العشر , وقيل ما بين الاثنتين والتسع من الاناث دون الذكر .‏
* الجهام : الابل الكثيرة‏
* الذلول : أي أصل يستعمل للركوب ,ويكفي أن يكون من أب واحد أصيل ,ومتى وصلت الأصالة الى الخمس بالتسلسل يقال للذلول انها »صافية« ويشترط للذكر الذي يقوم بتلقيحها أن يكون صافي الخمسة .‏
* القعود : وهو الذكر ,ويسمى كذلك منذ أن يبلغ عمره سنة حتى أربع سنوات‏
* الضجور : ناقة حلوب دحرها ولدها عند استعمال لبنها , أي عند رضاعه منها ,ويرضع ناقة أخرى .‏
* الركوب : الناقة الركوبة‏
* البكرة : وهي أنثى : وتسمى كذلك منذ أن يبلغ عمرها سنة حتى أربع سنوات‏
* العكي : لا يستعمل للركوب فقط , وإنما يستعمل للتحميل والركوب .‏
* الزميل :ويشمل الضجور والعكي‏
ومن ألوان الابل الأحمر ,وهو الذي لم يخالط حمرته شيء ,والأورق , وهو الأسود يخالط سواده بياض ,والأدهم أي الذي اشتدت ورقته حتى يذهب البياض الذي فيه .‏
ويقال ناقة جرشية : أي حمراء وبعير أشكل : أي يخالط سواده حمرة أو غبرة , والمغض : هي البيض من الابل خالصة البياض ,والآدم : الشديد السمرة , وقيل هو الابيض فإن خالطته حمرة فهو أصهب , والأعيس : الذي خالط بياضه شقرة ,والأكهب من الكهبة ,وهي غبرة مشربة سواداً ,والهجان : البيضاء خالصة اللون ,والأخضر : الذي أغبر حتى يضرب الى الخضرة , والاحوى : الذي خالط خضرته سواد وصفرة والأكلف : شديد الحمرة يخالط حمرته سواد ليس بخالص ,والأحسب : الذي في سواده حمرة أو بياض , والأمغر : في وجهه حمرة مع بياض صاف ,والأسمر : الذي يضرب الى البياض في شبهة .‏
ومن أسماء أجزاء جسم الابل نذكر : المشفر : جمع مشافر , وهو بمنزلة الشفة من الانسان ,والجران : من مذبح البعير الى منحره الزور : صدر البعير الخلف : الضرع ,الخيف : جلد الثيل , الطبي : حلمة الضرع التي فيها اللبن الضرة : الضرع كله مساعر الابل : آباطها ومارق منها , الملاطان : جانبا السنام , التامك , السنام , الشاكلة : ماولي الجنب , العجب : اصل الذنب .‏
ونذكر أيضاً العجاوة : وهي عصب في قوائم البعير تنحدر من ركبته الى الفرسن , الخف : وهو كالحافر من الخيل والبخصة : وهي لحم اسفل خف البعير , والمنسم : طرف الخف‏
ومن صفات الابل نذكر القريع : وهو المختار للضرائب , والفنيق : الذي نعم وسمن للفحلة ونجابة الضراب والمخناف : العقيم ,وهو كالعقيم من الناس ,والحوار : ولد الناقة منذ أن يولد الى أن يفطم , والفصيل : الذي يأكل الشجر ويشرب الماء بعد أن يفصل عن أمه إذا بلغ سنة والقعود : الذكر الثني الذي لايتبع أمه والقلوص : الثنية بمنزلة الفتى أو الفتاة والرائم العطوف على ولدها والعلوق : التي لاترام ولدها ولكنها تشمه ولاتدر عليه والضئر والظؤور : التي تعطف على ولد غيرها والجراض : اللطيفة ,والواله : التي يشتد وجدها على ولدها والعجول : التي مات ولدها والحلوب : ذات اللبن والشصوص : التي لا لبن لها وناقة دوسرة : صلبة شديدة وجمل دوسر : صلب شديد وناقة عنس : الشديدة الصلبة شبهت بالصخرة ,وناقة كوماء : عظيمة السنام ,والدهائج : البعير ذو السنامين , والحرجوح : الناقة الطويلة الضامرة‏
وأيضاً نذكر من المسميات القبعثري : الفصيل المهزول , والجمل الضخم وناقة عذافرة : عظيمة وناقة سرداح عظيمة طويلة , والفواء : الناقة طويلة العنق , العيطوس : تامة الخلق الحسنة , والفنق : الناقة قليلة اللحم , والشمر دولة : الحسنة الجميلة ,والدعبل : العظيمة الجميلة ,والمسجور : الشديدة , والغتريس : شديد كثيرة اللحم .‏
* * الذلول‏
أما الذلول فهي أشبه بالسيارة الجميلة الحديثة التي يمتلكها الشاب في هذه الأيام , أي أنها الناقة التي يختارها الرجل , فتكون محببة الى نفسه يخصها بأحسن العلف ويسهر على راحتها ويزينها بالشرائط الصوفية والجلدية الملونة ويضع عليها الشداد الجميل والخروج ذات العثاكل المتدلية والألوان الزاهية ويختار البدوي ذلوله من بين إبله بعناية شديدة مبدياً حرصه على توفر صفات فيها ,ومن هذه الصفات أن يكون البعير المختار أصيلاً معروف النسب يتميز بالقوة والنشاط والهدوء والصبر والصحة ويكون صغيراً جذعاً أو ثنياً , وبعد أن يختاره يعزله عن بقية القطيع , ثم تبدأ سلسلة من التدريبات التي تحيل هذا البعير الى ذلول مطيع‏
ومن أصائل الذلل التي كانت موجودة في صحارى العرب الى عهد قريب »الذلول العمانية« وتنسب الى أبل عمان , »الذلول الشرارية« وهي أصيلة ينحدر نسبها من إبل قبيلة الشرارات التي تسكن شمال الجزيرة و»الذلول الحرة« وهي من ذرية الابل الحرة التي كانت عند بعض قبائل الجزيرة العربية »والذلول التيهية« وهو حيوان وحشي كان يوجد في صحارى الجزيرة العربية , فإذا شاهده راعي إبل فإنه يعقل أطيب نياقه ويتركها في مكان ناء لعل التيهي يأتي إليها ويتزاوجها‏
** أمثال :‏
ولمكانة الابل عند العرب ضربوا بها الامثال , فقالوا : »فلان يقاد برسنين« ويضرب في الرجل الحشيم الكريم صاحب الاخلاق العالية المحترم عند جماعته وعند كل من يعرفه , فهو مثل الجمل الأصيل الذي عندما يعسف للركوب يعمل له رسنان لترويضه وتدريبه .‏
ومن أمثال العرب : »مثل جمل العنة يهدر وهو بارك« وتفسيره أن جمل العنة ضعيف لايقوى على رفع نفسه ويحتاج الى رعاية خاصة حتى ترجع اليه عافيته لذا يعمل له صاحبه حظيرة من شجر على شكل دائرة يضعه بداخلها لتحميه من ريح الشتاء البارد في الليل ويقدم له علفه وهو بارك في وسط عنته ويضرب هذا المثل للرجل المريض الذي يحتاج الى عناية خاصة من المحيطين به أو أهل بيته , كما يضرب للكسول المتقاعس الذي يتظاهر بالمرض حتى يستجر عطف الناس عليه .‏