شقيقتي رقية
 

شقيقتي رقية

بقلم حسين خلف

شاءت الأيام لي ألاّ أتعرف شخصياً على العداءة العالمية رقية الغسرة، وألاّ يدور أي حوار بيننا سوى رسائل نصية كنتُ أبعثها فقط في المناسبات للتهنئة بالأعياد أو بانتصاراتها الرياضية تحت عنوان : شقيقتي رقية، بيدَ أنَّ القدر أَسْكن رقية لديّ على قمة النماذج المتخيلة عن الفتاة والمرأة.
رقية كسرت الصورة، وحطّمت الإطار النمطي المتوقع لما يمكن أن تنجزه الفتاة المُحافظة، وكسرت المدى المتوقع الذي يمكن أن تصله أيّة فتاة خليجية تمارس رياضة العدو خلال سنين مقبلة... لا يبدوا في الأفق حاليًا أية وريثة متوقعة لرقية.
لم يكن رأسها فارغاً من الأحلام والطموح، ولم يكن ذلك الهدوء الغض ينبيء عن عواصف القوة وصلابة الإرادة الكامنين خلف ملمحها المستور بحجاب الأدب والأخلاق.
أيضًا، لم تكن نظرة عينيها تكشف عن هول البُعد الذي تنظر إليه، كان مداها بعيداً جداً عن أعين الكثيرين، كانت تنظر للنجوم، لذا سبقتنا ووقفت هناك في صف نجمات المضامير الأفضل في الأولمبياد وبطولة العالم، وقد صارت بطولة القارة الآسيوية تحصيل حاصل: إنها لرقية بالطبع!.
الشقيقة رقيّة، يُنسب الفضل لمن يبدأ أولاً، وأنت ابتدأت وقطعت المسافة بسرعة الضوء، نجاحاً... واعتزالاً، لقد تبين أن معدنك من معادن الشُهب الضوئية سريعة.. تُبهر.. وتختفي في العدم!.
الفرق أن ضوئك سيدومُ طويلاً، فمن هي التي ستصل لمكانتك أو ستتخطاها؟!.
ثمة أسطورة هنا قررت الوداع، وداعٌ سنتذكره عند كل بطولة عربية، وآسيوية، وبطولة العالم، وفي الألعاب الأولمبية.
رغم أن الكلام لن يُجبر رقية على العودة، بيدَ أنّ الأمانة تقتضي أن تُكتب المقالات عرفانًا بحق هذه الجوهرة الفريدة وبإنجازاتها، بنجاح ضحت خلاله رقية بالكثير، فمن يشق صخر الوضع الاجتماعي المتكلّس، ويوازن بين المبادئ والواقعية، مبدأ الحجاب والمحافظة، وواقع مضامير ألعاب القوى وما تتطلبه من تكيّف تحت الأضواء والأنظار... هو إنسان ذو جوهرٍ ماسيٍّ صلب.
هي كزهرة بيضاء نبتت وسط جبل، واشتدّ عودها، وباتت معلمًا للجبل، ليست مغالاة إن قلنا إنها من معالم البلد، هي رائحة مُدننا وعبق قرانا...هي خلاصة التألق ودرّة التاج... رقية الغسرة.
شقيقتي... وداعاً.

حسين خلف


http://www.facebook.com/notes/hussai...y/246679401619

العداءه رقية الغسرة


العداءة العالمية رقية الغسرة في المؤتمرالصحافي الذي أعلنت اعتزالها فيه لأسباب صحية