منتدى استراحات زايد - بيان جمعية العمل الإسلامي بمناسبة عاشوراء الحسين

http://www.amal-islami.net/pictures/1221639732.jpg
بيان جمعية العمل الإسلامي بمناسبة عاشوراء
جمعية العمل * 20/12/2009 م
بواسطة : TURAIFI1
http://bahrainonline.org/pictures/medium_1261374656.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.. واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

ها قد جاء محرم الحرام، ورفرفت أعلام عاشوراء، وأعلنت بلادنا وكل البلاد أنها كربلاء، تقدم للعالم عاشوراء، عاشوراء الأحزان والأعراس، عاشوراء الآلام والآمال، عاشوراء الإنتصارات والتحديات، عاشوراء مجد الإمام الحسين عليه السلام وخزي ونذالة يزيد وأعوانه المجرمين..

عاشوراء الموقف: "والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد".

عاشوراء الكرامة: "نحن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، ويزيد شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحترمة، ومثلي لا يبايع مثله".

عاشوراء العزة: "ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة".
إن الإمام الحسين عليه السلام سيد الأحرار وكعبة الثوار يعلنها نهضةً خالدةً متجددةً في كل عام وفي كل يومٍ بهدف الإصلاح: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي"..

بهذا تقدم، ولهذا قدم القرابين من أهل بيته وأصحابه، ولهذا أصبح سيداً للشهداء، وشعلة للثائرين، وكهفاً للمستضعفين.
إن استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما لسلام كانت من أجل قيم لا تزال تتجدد، ولأهداف لا تزال ثابتة، ومن أجل المحرومين الذين لا زالوا ينتظرون من يدافع عنهم ويرفع ظلاماتهم.

يا أبناء أمتنا:
قال رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله في معراجه: "وجدت مكتوباً على ساق العرش: إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة".

فالحسين حكمة وحماس، وعقل وعرفان، وعلم وعمل، وجهاد واجتهاد، وحركة وحيوية وفداء، وهكذا فَهْمٌ للحسين عليه السلام نفهم الإسلام بكل الأبعاد التي جسدها سيد الشهداء في ملحمة عاشوراء، حيث أعاد أمجاد ملاحم الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه في بدر وأحد والخندق وخيبر وغيرهن، فإذا كانت تلك محطات تاريخنا الإسلامي المجيد فإن عاشوراء أحيت كل تلك الملاحم، وأعادت الإسلام إلى ذروة مجده، حيث أعشت - ولا تزال – تلك الثورة الخالدة بصر الحضارة وبصيرتها.

يا أبناء أمتنا:

إننا بعبورنا نحو محطة عاشوراء إنما نتجاوز مفاهيم يراد ترسيخها في الأمة وهي تقنية الظلم والإستئثار بالمقدرات، ومنهج الفساد، وشراء الضمائر، حتى تسيطر فئة واحدة فقط ويكون عندهم: "مال الله دولا، وعباده خولا"، لا سيما في هذه الأيام حيث أمواج الغزو العسكري والثقافي تضرب الأمة من كل حدبٍ وصوب، فما أحوجنا إلى الشجاعة الرشيدة، والبطولة الحكيمة، لنأوي إلى حصنها المنيع، وندافع عن قيمنا ومصالحنا.

إن الحق لا يتبدل، وسيبقى السائرون على طريق الحق يهتدون بنور ثورة الإمام الحسين عليه السلام مطالبين:

أولا: بالشراكة الحقيقية في القرار السياسي.
ثانياً: بالدستور العقدي، الذي ينظم العلاقة بين الحاكم الذي يرضى عنه الشعب والمحكوم.
ثالثاً: بالوقوف ضد الفساد وكشف المفسدين وتقديمهم للعدالة.
رابعاً: بإيقاف التجنيس الظالم فوراً، وتشكيل لجنة محايدة لمراجعة قوائم المجنسين وسحب الجنسية من غير المستحقين.
خامساً: بالتوزيع العادل للثروة والمساواة بين جميع المواطنين دون تمييز.
نسأل الله العلي القدير أن ينصر أمتنا على أعدائها وأن يجعل ولاءنا للنبي وآله الأطهار وسيلة لجناته، وطريقاً لمرضاته، إنه سميع الدعاء.

جمعية العمل الإسلامي

الأثنين 21 ديسمبر 2009م

الموافق 4 محرم الحرام 1431هـ