منتدى استراحات زايد - لا يدوم انتظاري ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يــدوم إنتظــاري ..

أحياناً أكون بمزاج لا يجعلني قادراً على الكتابة حتى ولو سطراً واحداَ ..
ولكني أخاف أن أنسى أو لاأتذكر ما حدث مرة أخرى ..
ومن هنا ..
وفي احد الأيام الماضيه ..
اقصد أيام الخريف كنت اجلس في احد الحدائق العامة ..
والأوراق المتساقطة من الأشجار متناثرة في شتى أرجاء المكان ..
وبدت عليها مظاهر الانحناء من شدة الجفاف الذي أصابها ..
هبت رياح خفيفة ..
ومعها بدأ رأسي يتجه من أعلى إلى أسفل ..
وعيناي تتبع تلك الورقة الساقطة ..
أترقب انهيار حياة ..
ورقة تذهب في مهب الريح ..
أو تتكسر تحت الأقدام العابثة ..
حتى ..
تقدم رجل مُسن يمشي بخطوات مُتثاقلة ..
تسمع فرقعة ألاوراق الجافة تحت قدمية ..
جلس في مقعد خشبي أمامي ..

تبادلنا نظرات سادها الصمت ..
شد انتباهي ..
ذلك المعطف القديم الذي يرتديه حيث يبدوا عليه انه من بقايا الحرب العالمية الأولى ..
ألقيت عليه التحية ..
ولكن بقيت تلك النظرات الصامتة على حالها ..!
عُدنا الى صمتنا ..
ملامحه المُحيرة ..
جعلتني أتشجع لمحاولة أخرى لكسر الصمت ..
وبشجاعة مغلفة بخوف ..
قلت له .. هل هذا المكان يحمل ما يسر ذاكرتك ..؟
- تجمعت خطوط غائرة في جبهته تدل على أن السنين أخذت منه الشيء الكثير ..
بدت دموع تجري في مقلتيه .. !
لكن قسوة الزمن منعت خروجها ..

ساد المكان صمت رهيب ..
أخرج من جيبه منديل منقوش في أحد أطرافه حرف ..
بدأ بتردد في مناولته لي لكني أسرعت في الحصول عليه ..

قال ..هل تشعر برطوبته ..؟
هل تشعر ببقايا حزن متناثرة عليه ..؟

- تهربت من الإجابة عليه ..
وقلت .. هل هو ملك لها .. ؟
التفت لي ونظرات الإحتقار تكاد أن تقتلني ..
وبعد صمت قصير ..
قال .. لا انه خاص بي ..
ولكنها ..
تركت ما يذكرني بها سنوات طويلة مضت ..
وسنوات متبقية ..
تركت عليه .. دموع نقيّة .. !

- أصابتني الدهشة من وفاء العجوز ..
تركت مقعدي مُودعاً له ..
وتكاد أقدامي أن تغوص في أرض تشققت من شدة الجفاف ..!!

أخرجت ..
منديلي من جيبي وأنا انظـر له بحسرة وألم ..
نظرات تتلوها نظرات ..
ولسان حالي يقول له ..!!

هل ..
ستنال فرصة الحصول على .. دمـوع نقـيّة .. ؟؟

وانشاء الله يعيبكم الموضوع

والسمووووووووووووووحه
عا القصور