منتدى استراحات زايد - تيار الوفاء الاسلامي : بيان الميزان

بيان الميزان
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين الأخيار

أيها الشعب المسلم المسالم الغيور ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد ..
فإن الساحة الوطنية البحرينية تشهد صراعا مريرا بين المعارضة والسلطة حول الحقوق الشعبية العادلة، في ظل اختلافات كبيرة بين قوى المعارضة في المناهج وأساليب العمل، والعمل تحت ظل قانون الجمعيات السياسية أو خارجه، وتحت قبة البرلمان أو خارجها، وقد انعكست الاختلافات بالطبع على الموقف من حركة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها الكثير من المناطق والقرى في البحرين، وتتعرض إلى القمع العنيف من قبل قوات الشغب، وممارسة إرهاب الدولة ضدها . وتعتبر الاختلافات بين قوى المعارضة ـ بالإضافة إلى الانقسام الطائفي ـ بيئة خصبة للتراشق والتأليب وتبادل الاتهامات والتسقيط، وفرصة ذهبية لدى السلطة لإيقاع الفتنة بين قوى المعارضة والنيل منها والتصلب في مواقفها ضد المعارضة وضد المطالب الشعبية الوطنية العادلة . ومن المؤسف جدا أن المعارضة لم تستفد ولم تتعظ من التجارب التي مرت بها . ونحن في تيار الوفاء الإسلامي نحترم كل الاحترام حق الاختلاف في الرأي ونحفظه للجميع، ولكن ننظر بأسى كبير لفشل المعارضة في إدارة الاختلاف بينها، وإفساح المجال للسلطة لإيقاع الفتنة بينها وجعل بأسها بينها شديد لصالح الموقف من السلطة، وعلى حساب المطالب الشعبية العادلة، وعلى حساب الجماهير والمصلحة الوطنية المشتركة . وكانت الغيرة السياسية بدل التعاون هي الأكثر حضورا في تشكيل العلاقات والمواقف البينية، وهذا خلاف الحكمة والرشد الديني والوطني في العمل السياسي .
ونحن نعتبر الحركة الاحتجاجية الشعبية حركة وطنية مشروعة ولها مبرارتها الواقعية في ظل تعسف السلطة وفشل المعارضة، ولكن يجب عليها أن تلتزم بالأحكام الشرعية المقدسة والقيم والمبادىء الإنسانية والدينية والوطنية، والمحافظة على الأرواح والأموال العامة والخاصة وعدم التعدي عليها . وهذا ما نرى أن الجماهير تلتزم به عمليا ـ رغم القبول علميا بإمكانية حدوث التجاوزات ـ والسلطة هي المتهم الأول في كل الحوادث الشاذة، لأنها المستفيد الوحيد منها، وهذا ما اثبتته التجارب الكثيرة . وننصح قوى المعارضة بالاستفادة من التجارب والاتعاظ منها، وعدم تقديم الخدمات المجانية للسلطة بالتسرع في توجيه الاتهام للجماهير التي تمارس عملية الاحتجاج، فإن ذلك خلاف العدل، وخلاف المصلحة الدينية والوطنية، وهو ما تريده السلطة وأجهزتها الأمنية، ويزيد من درجة التشنج بين قوى المعارضة والجماهير بدلا من التقارب والتفاهم بهدف الترشيد والتطوير والضبط لحركة الاحجاج المشروعة . ولهذا وجدنا أحد الحقوقيين البندريين التابعين لأجهزة الأمن، قد أصدر بيانا يتهم فيهأطرافا معينة من المعارضة وجهات حقوقية شريفة بأنهم وراء الاعتداء على منزل العضو البلدي علي منصور، وهذا البندري معد ومكلف للقيام بهذه المهام القذرة، وقد يكون البيان الذي أصدرهمعدا قبل وقوع الاعتداء .
ونحن في تيار الوفاء الإسلامي نستنكر بشدة حادث الاعتداء على بيت العضو البلدي علي منصور، ونعتقد بأن الجماهير بعيدة بدينها وأخلاقها وإنسانيتها ووطنيتها وترابطها الاجتماعي عن مثل هذه الممارسة البشعة المدانة، فهذه الممارسة البشعة خارج دائرة الدين والأخلاق والوطنية، فأي شخص يحمل قضية الوطن فضلا عن أن ينتمي الى طرف يلتزم بالمبادئ والقيم الإنسانية والدينيةوالوطنية، لا يمكن أن يبرر لنفسه أو لغيره الاعتداء على سلامة الآخرين أو ممتلكاتهم بسبب الاختلاف في الرأي أو مناهج العمل . وأصابع الاتهام ينبغي أن توجه في الأساس للجهة المستفيدة من مثل هذا الاعتداء، والتي يفيدها بشكلمباشر وقوع الفتنة بين اطراف المعارضة وبين أبناء المنطقة الواحدة ولا تتردد في القيام بأي عمل من أجل فرضارادتها وخدمة مصالحها الخاصة حتى يثبت العكس . ونحن نرفض إيكال التحقيق في هذه القضية الى أجهزةالأمن والنيابة التي ثبت بالتجارب عدم نزاهتها وتبعيتها الكاملة للسلطة التنفيذية وانحيازها الكامل لها وسعيها لنزع الاعترافات من المتهمين تحتالتعذيب كما ثبت في قضايا مماثلة مثل قضية كرزكان والمعامير . فالقبول بإيكال التحقيق لها في هذه القضية هو بمثابة القبول بايكال التحقيق للمتهم الرئيسيفي القضية . والصحيح المطالبة بأن يكون التحقيق في القضية باشراف جهة محايدة ونزيهة . ونوصي كافة المؤمنين والمواطنين الشرفاء بالألفة والمحبة والرحمة والتناصح والتعاون على التقوى والمصالح الدينية والوطنية العامة والتأني وعدم إضعاف بعضهم بعضا أو كشف ظهورهم أو التأليب عليهم، فهذه هي وصايا الحق والعدل والخير والجمال الروحي والمعنوي، وأن الاختلاف في الرأي لا يسقط الحقوق الدينية والوطنية المفروضة عليهم بحكم العقل والدين والضمير .
صادر عن : تيار الوفاء الإسلامي .
صباح يوم الخميس .
بتاريخ : 22 / ذو الحجة / 1430هج .
الموافق : 10 / ديسمبر ـ كانون الأول / 2009م .