منتدى استراحات زايد - المشيمع .. النظام هو من اختار 17 ديسمبر يوما للشهداء بقتله الهانيين

تغطية خطبة المشيمع في مسجد الخضر (ع) بالسنابس

بعد صلاة العشاءين – ليلة الثلاثاء من كل أسبوع

( 12 ذي الحجة 1430 هـ )

ليلة الثلاثاء – الموافق 30/11/2009م

يدور جدل في الساحة حول إحياء عيد شهداء البحرين وحول مسألة احياء يوم الشهيد الذي يصادف 17 ديسمبر حيث سقط أول شهيدين هما الهانيان هاني خميس وهاني الوسطي من جدحفص والسنابس وسقط هذان الشهيدان برصاص النظام برصاص حي، يعني قتل متعمد. الملف المتعلق بموضوع الشهداء وضحايا التعذيب معلق منذ سنوات لم يكلف النظام نفسه لحد الآن أن يحله.

إذا، أين مستندات هذا الرأي أو ذاك؟ في الساحة هناك من يقول أنه علينا أن ننقل يوم الشهيد من 17 ديسمبر إلى شهر مارس وممن طالب بهذا النقل الشيخ صلاح الجودر وأيضا بعض الجمعيات السياسية ونحن نريد أن نضع مجموعة من الأسئلة والنقاط كالتالي:

-إذا كان تاريخ استشهاد الإمام الحسين (ع) في العاشر من المحرَّم فهل يحق لأحد أن يغيره لأنه يصادف 16 ديسمبر؟ هذا تاريخ، لم أكتبه أو آتي به من عندي، النظام هو من قتل الشهيدين في 17 ديسمبر، التعامل مع شعب لديه مطالب كان عن طريق استخدام القوة والرصاص، لا أحد يقول أن استخدام الرصاص في مواجهة احتجاجات سلمية أمر صحيح، النظام قتل مواطنين في لحظة ويوم واحد بسبب احتجاج سلمي، كانت مسيرة سلمية قد خرجت في ذلك التاريخ ... فهل الوسيلة الصحيحة للتعامل معها تكون باستخدام الرصاص؟ النظام ارتكب خطأ، فليعترف بخطئه وليقل لذوي الشهداء أنني أخطأت بقتلهم، بعدها يأتي الحديث عن الدية والمصالحة كما تتم حاليا المطالبة بالدية للضحية الباكستاني. نحن لا نفرّق بين الدماء فالانسان له قيمة، ولكن ما معنى الإصرار على محاكمة وإدانة المواطنين الأبرياء (كما في قضيتي كرزكان والمعامير) في مقابل أربعين مواطنا سقطوا شهداء بالرصاص وتحت التعذيب ولا أحد يتكلم عن ديتهم، هذا التاريخ، والتاريخ ثابت لا يمكن أن يتغير.

-لا يصح هذا الجدل الدائر لأنه في الوقت الحاضر لا توجد مصالحة بين الشعب والنظام وهو لا يريد أن يعترف بخطئه ولا يؤمن بحقوق المواطنين أو يحترمها. في بداية سمي بمشروع الإصلاح لم تكن مواجهات، فمن الذي كان يمارس باستمرار عملية الإثارة واستفزاز المواطن لإشعال المواجهة والتصادم.

-من هو صاحب الحق في تغيير هذا اليوم (عيد الشهداء)؟ هل هي جمعيات سياسية أو رمز معين أم أنهم أولياء الدم وعوائل الشهداء؟ ليس من حقي أن أغير هذا اليوم بل هو حق عوائل الشهداء ولا يحق تغييره بغير إرادتهم. النظام بدل أن يوجد حلاً للمشكلة أضاف شهيدا آخر ليؤكد ويعزز هذا اليوم؛ ففي نفس اليوم الذي سقط فيه الهانيين سقط علي جاسم شهيدا، النظام لم يحل القضية بل أجَّجها. في أفريقيا بدأت المصالحة بعد سقوط النظام الفصل العنصري حيث تمت مواجهة الجلادين بالضحايا واعترفوا بجرائمهم، وللضحايا الحق في أن يعفوا أم لا. ضمن التوجه للإصلاح لا بد أن تكون مصالحة بين الحكومة والشعب بأن تعتذر الحكومة للضحايا التي قتلتهم خارج إطار القانون والدستور الذي لا تقر القتل والتعذيب وكذلك المبادئ الشرعية والعالمية، بل هي تصرفات شخصية ومزاجية، من أول يوم يذهبون إلى الشخص ويعتقلونه من منزله بعد تحطيم محتوياته ويتم ذلك بدون إذن قضائي أو أمر من النيابة .. أي قانون يبيح هذا التصرف؟ النظام وحكومته ووزارة الداخلية لا تحترم القانون إذ يتم اعتقال المواطنين بعد منتصف الليل ويدخلون منزله بطريقة همجية من غير مراعاة لزوجته وأخواته حيث يدخلون المنزل عليهن وهن نيام، بعد ذلك يأخذونه ولا تدري عن مكان احتجازه مع أنه من حق المتهم أن يوكل محامي منذ لحظة اعتقاله! هذه الممارسات بطبيعة الحال لا تتوافق ولا تتوائم مع محاولة حلحلة وعلاج القضية. فعلى أي أساس نطالب بتغيير يوم الشهداء؟ النظام لا يسير باتجاه المصالحة ولا يريد أن يعترف بشيء. هناك مغالطة من قبل النظام وممن يدعو لتغيير 17 ديسمبر بزعم تعارضه مع العيد الوطني، في حين أن 16 ديسمبر هو يوم جلوس الحاكم وكان يسمى كذلك منذ الستينات إلى أن تمت تسميته بالعيد الوطني حيث جرى استبدال اليوم الوطني الحقيقي إلى يوم آخر مزور. العيد الوطني هو يوم استقلال البحرين وهو حدث في شهر أغسطس وليس في ديسمبر، وهذه تعتبر جريمة تزوير للعيد الوطني يفترض أن يحاسب النظام عليها بحيث يعمل على أن ينمحي من ذاكرة المواطن العيد الوطني لبلاده، البحرين هي الدولة الوحيدة التي لا تحتفل بالعيد الوطني وتستبدله بيوم الجلوس وكأنه يريد أن يقول ألا فرق بينه وبين الاستعمار وهو يعلم جيدا أن سبب تواجد الاستعمار في البحرين هي العائلة الخليفية. الجمعيات وبدل أن تصر على 14 اغسطس باعتباره العيد الوطني للبحرين وتطالب بالاعتراف الرسمي به تساعد الحكومة على تغيير ذلك اليوم.

-نحن لسنا في صلح مع النظام فلو كان في صلح مع الشعب لما كان يقوم بضرب وإهانة الناس في الشوارع ويستقدم الآلاف ويعطيهم الجنسية لمحاربة المواطنين، هذا فضلا عن سرقة سواحل وأراضي وأموال الشعب. من المؤسف أن النظام لا زال يفكر بعقلية الإقطاع ما قبل 200 سنة، لا زال هذا التفكير مسيطراً عليه وأن الأرض وما أنبتت هي ملك له، وهو منطق هارون (الرشيد) حين يقول مخاطبا السحاب في السماء: أينما تمطرين يأتيني خراجك! .. جزيرة أم النعسان ثاني أكبر جزر البحرين هي ملك لشخص واحد مع أنها يمكن أن تستوعب آلاف الوحدات السكنية، النظام لا يبدو أنه يتجه بجدية حتى الآن لحلحلة كل قضايا شعب البحرين، أما عن الشراكة في القرار السياسي فإن البرلمان الحالي هو برلمان شكلي ولا يحظى بصلاحيات حقيقية وغير قادر على تحقيق شيء بسيط للناس. وحول ملف البطالة، ذكرت الصحافة قبل أيام أن عدداً من حملة الشهادات عليا يعملون براتب في حدود 150 دينار في حين أن البعض ممن يحملون شهادات متدنية جدا يعملون برواتب تفوق الـ 1000 دينار!
وفي النهاية أكد المشيمع أن " المطالبة بتغيير 17 ديسمبر كيوم للشهداء دون حلحلة الأمور يعتبر ضعفا وهروبا إلى الأمام .. هذا هو العنوان الصحيح ".