منتدى استراحات زايد - خطبة المشيمع بمناسبة عيد الأضحى المبارك

تغطية خطبة المشيمع في مسجد الشيخ خلف بالنويدرات
( 10 ذو الحجة 1430 هـ )
عيد الأضحى - الموافق 28/11/2009م

قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون } المائدة : 8، وقال جلّ وعلا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } النساء : 135.

أدى سماحة الأستاذ حسن المشيمع مع جموع المصلين في مسجد الشيخ خلف الكائن بقرية النويدرات صلاة عيد الأضحى المبارك وذلك عند الساعة السابعة والنصف من صباح السبت العاشر من شهر ذي الحجة الحرام 1430هـ والمصادف 28/11/2009.

وألقى المشيمع خطبة بعد الصلاة تناول فيها الحديث حول عنوان العدالة مؤكدا على أن القرآن الكريم قد حث على إقامة العدل والقسط كما أن الأنبياء قد سعوا من أجل بسط العدالة والقسط بين الناس وعملوا على محاربة كل ألوان الظلم والفساد، العدالة ليست محصورة في زاوية العلاقة بين الحاكم والمحكوم لكنها تتعدى ذلك إلى كل العلاقات الإنسانية والاجتماعية مشيرا إلى أن العدالة مطلوبة لكل الشرائح الاجتماعية، في البيت، والمجتمع ومع كل الطبقات والفئات، مشددا على أن العدالة والقسط ينبغي أن تتحول إلى ملكة راسخة في النفس بحيث تطغى على كل تصرفات الإنسان وعلاقاته الأسرية والاجتماعية كما تعبر تعبيرا دقيقا مفردة (قوّامين)، وقوّام على وزن فعّال، وقد أتت بصيغة المبالغة لكي تشير إلى المعنى الذي يقول بأن تحقيق العدل والقسط لا يكون إلا من خلال السعي والجهد والحركة والنشاط الدؤوب والمستمر.

وأوضح أن قوله (شهداء لله) يشير إلى أن الهدف يكون تحقيق رضا الله سبحانه وتعالى وألا ننطلق من مزاج شخصي لأن الكثير من مشاكلنا الاجتماعية اليوم ناجمة عن سوء فهم وإدارة الاختلاف فبمجرد أن نختلف مع الآخر نقوم بتسقيطه وننسب له كل ما هو سيء ومشين وفي هذا السياق فإننا نتجاهل كل الايجابيات التي قد تصدر من الطرف الآخر ولا نتحدث عنها بل نركز الحديث عن النقاط السلبية ونعمل على تسليط الضوء عليها و نقوم بإبرازها بينما القرآن الكريم يقول: { ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ... } مؤكدا على ضرورة إنصاف الطرف الآخر والعودة إلى المفاهيم القرآنية بشأن فهم الاختلاف وكيفية التعامل مع الطرف الآخر المختلف.

وقال المشيمع إن العدل أيضا مطلوب في القضاء والحكم بين الناس وأكد على أهمية ألا تتحكم المزاجية والأهواء الشخصية في هذا المجال، قوله سبحانه وتعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } النحل : 90، وقوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } النساء : 58.

وأشار المشيمع أن من أسباب حركة الإمام الحسين (ع) المطالبة بنشر العدالة لافتا أن من أسباب انتفاخ وانتفاش الظالم هو سكوت الناس وقبولهم بظلمه وعدم تصديهم له كما هو واقع الحال الذي تعيشه بلادنا من استحواذ وسيطرة العائلة الحاكمة على أغلب المساحات البرية من البحرين هي والمحيطين بها وتحولها لأملاك خاصة لهم في الوقت الذي تحرم فيه آلاف العائلات من المواطنين من الحصول على قطعة أرض أو منزل للسكن.

واستهجن المشيمع الحملات المشبوهة التي انطلقت عبر صحف النظام ضد الأستاذ عبد الرؤوف الشايب في لندن لمجرد استدعاء للتحقيق يحدث للآلاف بشكل اعتيادي في العديد من البلدان والدول مضيفا أن الوضع في تلك الدول يختلف عن البحرين الذي تنقطع أخبار المعتقل وأي معلومة عنه بمجرد استدعائه ويتم اعتقاله وتغييبه في المعتقلات لأسابيع طويلة ويكون في نظرهم مدانا ومجرما.

وختم المشيمع خطبة العيد بالإشارة إلى أننا إذا انتصرنا لقيمنا وكان بيننا التناصر والتلاحم فلا شك بأن الله سيوجد لنا أسباب النصر وزوال الظالم لأن الأمر بيد الله عزّ وجلّ وهو مدبر الكون.