منتدى استراحات زايد - المشيمع: النظام يثبت علميا أنه هش وضعيف يخشى الكلمة والاحتجاج

تغطية خطبة المشيمع في مسجد الأنور بقرية الديه

بعد صلاة العشاءين – ليلة الجمعة من كل أسبوع

( 8 ذي الحجة 1430هـ )

ليلة الجمعة – الموافق 26/11/2009م

من دعاء الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) يوم الأضحى ويوم الجمعة: ( وقد علمتُ يا إلهي أن ليس في حكمك ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، إنما يعجل من يخاف الفوت ، ويحتاج إلى الظلمالضعيف ، وقد تعاليت عن ذلك يا سيدي علواً كبيراً ).

بدأ سماحة الأستاذ حسن المشيمع حديثه في مسجد الأنور بقرية الديه لهذه الليلة بتلاوة مقطع صغير من دعاء للإمام زين العابدين (ع) مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى مدبر الوجود والقادر المطلق، لا يحده مكان أو زمان وهما يقفان حاجزا أمام قدرته وأنه لا يحتاج للظلم فمن يظلم الضعيف وهو تعالى منزه عن ذلك فهو المهيمن على كل شيء وأن الخلق كلهم تحت سلطانه وتدبيره وحكمه ولا يخرجون عن إرادته بل هم راجعون إليه كما في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ } الإنشقاق : 6، موضحا أن الإنسان راجع إلى الله بغير إرادته و لا تستطيع أن يختبأ عن الله لأنه في قبضته، واقتضت مشيئته ألا يكره الناس على الإيمان إذ يقول سبحانه وتعالى: { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } يونس : 99.

يضيف: إن الله عزّ وجلّ أعطاك عقلاً لتتدبر في أمورك وتختار طريقك نحو الله وهذا العقل هو ما امتاز وكرم به الإنسان على المخلوقات، قوله تعالى: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } الإسراء : 70، وقال إن العقل هو محط التجربة والثواب والعقاب وليس الجسم فعن أبي جعفر(ع) أنه قال: ( لما خلق الله العقل استنطقه، ثمقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبرفأدبر، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إليَّ منك ولا أكملتك إلاّ فيمن أحب، أما إني إيّاك آمر،وإياك أُنهي، وإيّاك أُعاقب، وإياك أُثيب( الكافي: ج 1 ص 10 ح 1.

ولفت المشيمع أن ممارسة الظلم تكون من قبل الضعفاء أما القوي الواثق من نفسه فلا يحتاج للظلم كما كان الإمام علي (ع)، لأنه مارس العدل الحقيقي بين الناس فلا يخاف من النقد والمحاسبة بل كان يدعو الناس لانتقاده ومحاسبته كذلك لم يكن يخاف الموت أو الأعداء من الإنس والجن، وكما في الحديث عن الرسول (ص): ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ).

وأكد المشيمع أن القوي يكون متحكما في إرداته لا يعتريه طيش، وليست القوة باستعراض العضلات ومنع الناس من أن تبدي آراءها، مضيفا أننا ينبغي ألا نخاف من النقد؛ فالإنسان القوي لا يخشى من النقد البناء والموضوعي. أما منع النقد فإنه يخلق حال التراجع والضعفة متسائلا هل أن الإمام الخميني الذي وقف في وجه الشاه المدعوم من قوى الشرق والغرب وقاد الشعب إلى النصر كان يقول للناس لا تنتقدوني؟ .. بل بالعكس فقد كان يحث الناس على النقد والمحاسبة.

واستنكر المشيمع ممارسات النظام في البحرين والذي يمارس الغطرسة ويعتقل الناس ويوجه لهم التهم ويأتي بالمرتزقة لينهشوا أجساد الناس وهو ما يشير إلى أنه يعيش حالة ضعف وأنه في كل يوم يدلل على أنه يتجه للضعف وليس إلى القوة ويؤكد للعالم والرأي العام بأنه نظام هش لا يتحمل كلمة أو احتجاج، وأضاف إن ما يقوم به النظام هي شهادات يقدمها لنا وللعالم أنه نظام غير عادل ومجرم يمارس غطرسة ويحاول أن يتحدى شعبا بكامله، وختم المشيمع بالتأكيد على أن النظام لن يستطيع أن يصمد أمام الشعب.