منتدى استراحات زايد - "المدواخ" يغزو جيوب الطلبة والمعلمون ركبوا الموجة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

على الرغم من الجهود التي تبذلها ادارات المدارس في اجتثاث السلوكيات السلبية لدى ابنائها الطلبة الا ان معظم تلك الجهود لا تزال تراوح مكانها بسبب غياب دور الاسرة وتفاعلها مع الجهود المدرسية لاسيما في ظاهرة تدخين الطلبة التي اصبحت من الظواهر المزمنة التي لم يتخلص منها الميدان التربوي والتعليمي حتى الان رغما عن حجم الجهود التي يبذلها في هذا الصدد .

مؤخراً انتشر المدواخ بين طلبة المدارس في جميع المراحل بما فيها المرحلة الابتدائية بسبب غياب الرقابة الاسرية وانتشار محلات بيعه الى جانب رغبة الطلبة انفسهم في تدخينه بعد ان اصبح اداة من أدوات التفاخر بين الطلبة في المدارس .

يقول أحد الطلبة الذين التقتهم “الخليج” بالقرب من سور مدرسته الإعدادية انه اعتاد تدخين المدواخ منذ أن كان في المرحلة الابتدائية وان البداية كانت بدافع الفضول وتقليد إخوته الأكبر منه سناً وتدريجياً بدأت الدوخة والمدواخ لا يفارقان جيبه حيث انه يحرص على التدخين من مدواخه خلال ساعات الدوام المدرسي وفي الساعات التي يقضيها خارج المدرسة .

وقال: “ان الكثير من زملائه الطلاب تحولوا من تدخين السجائر إلى المدواخ لأنه أقل تكلفة وأقل خطورة لاسيما وان تدخينه لا يستغرق سوى نصف دقيقة مقارنة مع الأنواع العادية من التبغ التي يستغرق تدخينها نحو خمس دقائق وهو وقت طويل ربما ينتهي باكتشاف أمر الطالب المدخن وتحويله إلى الأخصائي الاجتماعي، ومن ثم استدعاء ولي أمره الذي لابد أن يقوم بمعاقبة ابنه المدخن” .

وأشار إلى أن سهولة شراء الدوخة ومستلزماتها من بعض المحلات المتخصصة ورخص أسعارها إلى جانب سرعة استخدامها زادت من أعداد الطلبة المدخنين في المدرسة، مؤكداً أن أساليب إخفاء المدواخ الكثيرة والتي من بينها تركه في سيارة احد الزملاء أو لدى صاحب البقالة المجاورة للمدرسة أو إخفاؤه في إحدى زوايا المدرسة جعلت الحملات التفتيشية اليومية التي تنفذها إدارة المدرسة غير مجدية .

ويعترف طالب آخر بأن أحد أسباب تدخينه للمدواخ هو زملاؤه في المدرسة الذين أصبحت الدوخة والمداويخ لا تفارق جيوبهم ويقول ان انتشار المدواخ طال المعلمين أيضا حيث نجح الطلبة في اقناع الكثير من معلميهم بأن أضرار المدواخ أقل بكثير من أضرار السجائر العادية وبالفعل نجح الأمر مع المعلمين الذين بدورهم اقنعوا زملاءهم بالأمر وأصبح بعضهم يحصل على دوخته من الطلبة .

ويؤكد عادل العبيدلي مدير مدرسة خالد بن الوليد الثانوية ان انتشار المداوخ بين الطلبة في المدارس تحول الى ظاهرة تلف جميع المدارس في ظل التوسع الذي تشهده محلات بيع المداويخ في العين والتي حولت المدواخ الى اداة للتفاخر بين الطلبة الذين يمثلون شريحة كبيرة من المتعاملين مع هذه المحلات والتي تبرع في تسويق منتجاتها الى الطلبة من خلال بيعها لأشكال مختلفة من المداويخ والدوخة وبأسعار باهظة الهدف منها لفت انتباه الصغار واستقطابهم ومن ثم بيع أكبر الكميات لهم .

ويضيف ان العامين الماضيين شهدا انتشاراً كبيراً للمدواخ في المدارس وان أعداد المداويخ وملحقاتها التي تصادرها ادارة المدرسة باتت تفوق اعداد علب التبغ العادية وبالتالي فإن الظاهرة بحاجة الى تكاتف للجهود وتعاون من قبل أفراد المجتمع، مشيرا الى ان تفعيل قرار عدم بيع منتجات التبغ للقاصرين بات امراً ملحاً لاسيما وان الاضرار التي يسببها التدخين للمدخن كثيرة وبعضها يتسبب في امراض السرطان والوفاة .

ويحذر الدكتور صالح احمد الخطيب مدير مركز الارشاد النفسي في جامعة العين للعلوم والتكنلوجيا من انتشار ظاهرة تدخين الطلبة للمدواخ، وقال انها تعكس ضعف الرقابة والارشاد التي يعاني منها الطلبة في مراحلهم الدراسية كافة وصولاً الى المرحلة الجامعية .

وأضاف ان الطلبة خلال سنوات دراستهم يمرون بمرحلتين خطيرتين هما مرحلة الطفولة والمراهقة حيث يتلقى خلالهما الطالب جرعته من السلوكيات الايجابية او السلبية من خلال التعليم بالمحاكاة، لافتا الى ان المراهق يكون في حالة سعي لتقليد الكبار حتى وان كان هذا التقليد قد بسبب الضرر له .

وقال ان تأثير التعليم بالمحاكاة يمكن استثماره في توجيه النشأ وتخليصه من السلوكيات السلبية، وذلك من خلال ايجاد القدوة الحسنة والاستفادة من تقنيات العصر في دعم عملية التأثير .

أما محمد سعيد العرياني ولي أمر 4 طلاب يدرسون في مختلف المراحل الدراسية فيقول كثيراً ما اصدم بالقصص التي يرويها لي الأبناء عقب عودتهم من مدارسهم، ولكن ما شدني قصص انتشار الدوخة والمداويخ بين الطلبة حيث إن وصول الأبناء إلى هذه المرحلة ينذر بالخطر القادم لاسيما وان الأجيال السابقة من الطلبة لم يكونوا يتعاملون مع المدواخ أو غيره من المواد التي كان يقتصر استخدامها على كبار السن وضمن إطار محدود .

وشدد على أن انتشار محلات بيع مستلزمات التدخين في العين التي تعتبر مورداً أساسياً للدوخة وبيعها للطلبة باتت بحاجة إلى سن مزيد من الضوابط والمعايير التي تنظم تعاملاتها خاصة وان هذه المحلات لا تفرق بين صغار السن أو الكبار وهي تنظر إلى الجميع نظرة البائع والمشتري فقط .

الخليـــــــــــــــــج ...