قال مدير برنامج تدريب الكوادر الوطنية بالإنابة، عيسى الملا: «إن من خطط البرنامج لعام 2008 توفير نحو 2000 وظيفة والتركيز على توفــير فرص عــمل في الإمارات الشمالية وأبوظبي والعـين والتنويع في الوظائف، إذ «لابد من توفير فرص عمل في قطاعات مختلفة لضمان عملية التوطــين بصـورة شاملة وحيوية».

وأضاف في حوار مع «الإمارات اليوم» أن أبرز تحديات عملية التوظيف يكمن في ضخامة أعداد الخريجين في المناطق البعيدة؛ «لأن هذا يستدعي الانتقال من مكان الإقامة إلى المكان الذي تتوافر فيه الوظيفة، وهو في أبوظبي ودبي غالباً. لكن ذلك لا يتحقق بسهولة للجميع، خصوصاً الإناث اللائي تمثل نسبتهن 70% من هؤلاء الخريجين».

وأكد الملا أن البرنامج بصدد إيجاد حل لهذه المشكلة؛ «لأن مسؤولياتنا تشمل توفير وظائف لكل المواطنين والمواطنات على مستوى الدولة، وليس فقط في دبي وأبوظبي»، موضحاً أن «البرنامج تعاقد مع شركات عدة في الإمارات الأخرى لتوفير فرص عمل مناسبة، إضافة إلى طرح فكرة العمل المنزلي، أي عمل المرأة من داخل منزلها، على الرغم من أن مثل هذه الأفكـار يحتاج في بعض الأحيان إلى لوائح وتشريعات وإعادة لهيكلة بعض الشركات لإتمام الوظيفة على أكمل وجه ودون مخالفات».

وأكد الملا أن التدريب المهني من أهم الخطط التي يعمل برنامج تدريب الكوادر الوطنية على توفيرها للمواطنين لإعدادهم وتهيئتهم للعمل في القطاع الخاص، إضافة إلى التوجيه المهني في المدارس من المرحلة الابتدائية والثانوية بالتعاون مع الجهات الرسمية وليس فقط في الجامعات».

وحول المجالات التي تتحرك فيها خطط التوطين بوتيرة أسرع، قال: «اخترقنا قطاعات عدة بصورة فعالة. وإن كنا نشعر بأن هناك قطاعات أقل جدية في ما يتعلق بمسألة توظيف المواطـنين، خصوصاً قطاع التأمين الذي يخــلو عــدد كبير من شركــاته من المواطنــين، مــع أن هناك شركات عدة استــطاعت أن تحقق نسب نجاح كبيرة في توظيف المواطنين، وفي مجالات عمل مختلفة. وهو ما يحتم علينا وعلى شركات التأمين الراغبة في توظيف المواطنين معرفة أسباب نجاحهم ووصولهم إلى هذه النسب الممتازة».

وعن توقعات المواطنين بالنسبة للرواتب، قال إن «بعض المتقدمين لا يرضى إلا براتب عال في بداية العمل، ما يتسبب في تأخر توفير الوظيفة لمدة طويلة، علماً بأن البرنامج يسعى الى توفير الأفضل لكل مواطن باحث عن العمل بشكل جديّ، ولدينا قصص نجاح كثيرة لأبناء البلد الذين بدأوا العمل براتب بسيط واليوم يتقاضون رواتب تفوق توقعاتهم الأولية».


وتابع: «إننا نختار أفضـل الوظــائف للمواطنين، علماً بأن هناك شركــات تــوفر وظائف عدة. ولكنــنا نعــرف ما يناســب المواطنين فنخــتار الأفضــل، ونضــع حقوق المواطنــين في المقــدمة، من دون أن نقــبل بأي شروط تضعها الشــركات».
ورداً على مَن يدعي أن البرنامج يوفر فرص عمل للمواطنين برواتب لا تزيد على 3000 درهم، قال الملا إن أقل راتب يوفره البرنامج للمواطن الذي يحمل أدنى شهادة هو 6000 درهم، وبعض الشركات ترفع المبلغ بحسب إمكاناتها ومدى جدية المتقدم.

وأكد الملا أهمية تثقيف الشباب المواطنين وأسرهم ببعض الوظائف الحيوية التي تحتاج إليها سوق العمل، لافتاً الى أن «عـقول بعــض المواطنــين مبرمجة على نوع محدد من الوظائـف، عــلى الرغم من أن بعضــهم غير حاصــلين على شهادات تمكنهم من العمل فيها».

ورأى أن «هناك وظائـف يعـدها المواطنون عيــباً، أو لا تلائمـهم أو تــلائم أبناءهم، مع أنها جيدة وذات مستقبل مشرق»، معتبراً أن دور البرنامج يكمن في إرسال رسالة واضحة وصريحة، مفادها أنه لا عيب في العمل الشريف، خصوصاً إذا كان يقدم مصلــحة كبيرة للوطن والمواطن.

ووفقاً للملا، فـ «المشكــلة ليســت في ندرة فرص العمل، بل في وعي المواطن الشاب، وعدم اقتناعه بأن خــدمة الوطن وتمثيل الدولة في كل الوظائف أهم من نوع الوظيـفة والمسمى الوظيفي».

وحول أسباب تقديم كثير من الشباب والفتيات استقالاتهم بعد تعيينهم، قال الملا إن هناك أسباباً عدة تدفع الشباب الى اتخاذ قرار من هذا النوع، منها عدم توافر بيئة العمل الجيدة، وقلة الرواتب والحوافز المشجعة، وتوفر فرص وظيفية في قطاعات وشركات أخرى، وعدم الالتزام أو الاهتمام بالوظيفة.


أما استقالات الإناث - يتابع الملا - فيعود معظمها لأسباب شخصية، ويتبع ذلك عدم التأقلم في العمل.

فرص للأسر المتعففة والتائبين وذوي الاحتياجات الخاصة

أشار مدير برنامج تدريب الكوادر الوطنية بالإنابة، عيسى الملا، إلى أن «البرنامج وفر وظائف لـ 12 من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليس فقط ممن لديهم إعاقات جسدية بل وذهنية، حتى إن منهم من تم توظيفه في أحد البنوك المحلية، مشيراً إلى أن البرنامج لا يوفر قسماً خاصاً بذوي الاحتياجات الخاصة بل يعمل على دمجهم والعمل على إبقائهم بعيداً عن العزلة وتوفير الأدوات التي قد يحتاجون إليها في تأديتهم وظائفهم».

ولفت إلى أن عدد الأسر المتعففة التي وفر البرنامج فرص عمل لها هو 19 أسرة، وأن عدد التائبين والمدمنين السابقين الذين وفر لهم فرصة الدمج مع المجتمع بشكل طبيعي هو تسعة أشخاص.


5/22/2008 5:22:59 AM

الامارات اليوم