الجمري.. صانع «الوسط» وشاغل البحرين
 

منقول من
http://www.alqabas.com.kw/ArticlePrint.aspx?id=483255
القبس الكويتية


http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictu...624e1a0ed4.jpg

الجمري.. صانع «الوسط» وشاغل البحرين

• منصور الجمري
يكتبها: حمزة عليان
* سألت أربعة اشخاص بحرينيين عن منصور الجمري فحصلت على اربع اجابات مختلفة، الاول قال انه صاحب صحيفة شيعية، الثاني وصفه بأنه محسوب على جناح في الحكم ولم يعد له صديق في المعارضة، الثالث قال انه يمثل مشروع الاصلاح الجديد في البحرين، والرابع قدمه في صورة من وضع رجلا في الموالاة واخرى في المعارضة.
هذا هو منصور الجمري شاغل البحرين و«الرجل الوطني» الذي تحول الى مادة للاختلاف والحوار على مستوى الشارع السياسي وفي المنتديات الالكترونية.
* بعض الشيعة يتهمونه بأن الدولة {اشترته} بقطعة ارض، و بعض السنّة يقولون عنه انه منحاز لطائفته ولديه اجندة متطرفة، لكنه في واقع الامر يرأس تحرير صحيفة تمثل مختلف الاتجاهات، قريبة من المعارضة مهما فعلت، لكنها معارضة عقلانية تنبذ العنف وتدعو الى الحوار انطلاقا من قناعته وايمانه بالديموقراطية وحقوق الانسان، وبالعمل ضمن الدعوة الوسطية البعيدة عن المبالغة والتطرف ولهذا اطلق على صحيفته اسم «الوسط».
* عاد الى البحرين عام 2001، بعد غياب استمر 21 عاما، قضاها في المنفى، في بريطانيا، للمشاركة في عملية الاصلاح السياسي والدفع بهذه التجربة الى الامام، والعمل على تصالح جميع الاطراف للمساعدة في المشروع التاريخي الذي شهدته البحرين. عودته كانت ضمن مشروع تم فيه رفع الحظر عن المعارضين والسماح بعودة المنفيين للدخول في استفتاء على الدستور الذي حظي بــ 98% من الاصوات، ليقدم استقالته من العمل السياسي المعارض على قاعدة العمل بالخارج، ويبدأ حياة سياسية جديدة ليكمل مشوار المصالحة، ويدخل في تفاصيلها بدلا من الوقوف على الرصيف والمراقبة من بعيد.
* «الوسط» كانت التعبير المباشر عن مشروع الاصلاح السياسي والتفاهم القائم حوله عندما اقدمت الحكومة على منح ترخيص لــ 12 جمعية سياسية معارضة، اي احزاب، وسمحت بانشاء مقرات واصدار منشورات وممارسة العمل السياسي تحت سقف القانون، والحصول على مساعدة مالية من الدولة، في هذا المناخ اعطي لوالده ترخيص باسم صحيفة يومية لتكتمل صيغة المشاركة في المنابر السياسية والاعلامية، ولما رجع الابن الى البحرين قال له والده: «لدينا رخصة صحيفة» يمكنك ان تصدرها.
* منصور الجمري واحد من سبعة رؤساء تحرير صحف يومية بالبحرين، والده زعيم المعارضة في السبعينات وأحد أهم المراجع الشيعية، انتخب نائبا في مجلس 1973 الذي تم حله في العام الذي يليه، عزلته السلطة من السلك القضائي عام 1988، شارك في جمع تواقيع للمطالبة باصلاحات سياسية ودستورية والافراج عن السجناء السياسيين، تعرض للاعتقال عام 1995، ثم بعدها اعتقل من جديد، لمدة ثلاث سنوات، وصدر حكم عليه من محكمة امن الدولة بالسجن لمدة عشر سنوات، افرج عنه بقرار من الملك.. وشقيقه الاكبر عضو في البرلمان ممثلا لجمعية الوفاق.. ومن اسرة امتهنت العمل السياسي والوطني والديني منذ زمن.
* لم يكن دخيلا على المهنة ولا على الصحافة، بل مارسها لاكثر من خمسة عشر عاما ايام كان بالمعارضة في لندن باجراء المقابلات وعمل التغطيات والكتابات الصحفية ولهذا فهو يحرص على المشاركة الفعلية بممارسة دور رئيس التحرير الذي لا يغيب عنه ابدا ولا تشغله اي ارتباطات سوى عملة «بالوسط» ليخوض تجربة جديدة في الساحة الصحفية متخليا عن الايديولوجيا الحزبية بمعناها المحدود وملتجئا الى مكان اكثر امانا معلنا «زواجه» الجديد من السلطة الرابعة التي اعطاها ما يملك من قدرات وخبرات في سبيل انجاحها وتميزها.
* استفاد من تخصصه وخبرته في بريطانيا بمجال «هندسة الهيكلة» والعمل بالشركات لاكبرى، وعندما قرر اصدار «الوسط» جعلها شركة مساهمة لمجموعة تصل الى 39 مساهما من الشخصيات السنية والشيعية يرأس مجلس ادارتها رجل الاعمال المعروف فاروق يوسف المؤيد بحيث تكون نموذجا لصحيفة وطنية شاملة لا يتحكم فيها شخص واحد وطوال سبع سنوات تقريبا من عمرها قفزت قيمة السهم من 50 الف دينار بحريني الى 150 الف دينار استطاعت ان تستحوذ على حصة كبيرة في السوق الاعلاني والتوزيع والمبيع والانتشار.
* خصومه يعددون مآخذهم على الصحيفة التي يرأس تحريرها وهي مآخذ تجد اذانا صاغية في سوق المنافسة وحرب الاشاعات وبالرغم من اعترافهم بانه يشكل ظاهرة جديدة في شارع الصحافة ويخدم طائفته باحترام الا ان «الوسط» تتعامل بالقضايا القومية من موقع «السياحة» وانه سحب نفسه من مجموعة المعارضة التي انتمى اليها طوال عشرين عاما وانه يدافع عن اميركا والغرب وتاثير الصحيفة في الشارع يطال شعارات ولغة العامة ومع ذلك يقرون بانها الصحيفة التي تجرأت على انتقاد الجانب السلبي من اداء الحكومة وركزت على ملفات عجزت السلطة عن القيام بها وانها اتت في ظروف كان الشارع يحتاج فيها الى رأي جديد ثالث بقي غائبا لاكثر من عشرين سنة.
* اعلن موقفه صراحة من الطائفية التي خاطب من يقتات عليها «اتركوها انها نتنة» فهي لا تخدم البحرين ولا اهلها، واذا كان الاختلاف في الاراء محمودا، لكن ما هو غير محمود ان «يحمل كل واحد معولا لهدم النسيج الوطني او لتفتيت المجتمع على اساس فئوي بغيض» وبقي منسجما مع نفسه ومع توجهاته التي اعلن عنها منذ لحظة عودته من المنفى، اذا كنا ارتضينا بالدستور والمشاركة فعلينا ان نمضي بذلك الى آخر نقطة فيه فالمعارضة لم تعد الاداة الوحيدة بالمعنى السياسي الذي كان قائما في السبعينات فالخيارات بالاختلاف، اصبحت متاحة ووسائل التعبير والمنابر لم تعد مغلقة على احد.
* عام 2002 بدأت الوسط بميزانية 5 ملايين دولار ووصلت الآن الى نحو 25 مليون دولار، سارت على نهج يلتزم بالشفافية بما يخص التمويل والوضع المالي وهي من الذين يكشفون ميزانياتهم كاملة كل سنة في غرفة التجارة، وهذا عمل يحسب لهم لا سيما ان رئيس مجلس الادارة وهو عضو في غرفة التجارة، عمل على بلورة مدرسة صحيفة مهنية عالية واحتراف بعد ان اوجدت تبويبا وترتيبا للصفحات وصياغة للخبر وتوحيدا بمنهج الكتابة وبإيجاد كمبيوتر لكل محرر وسط استخدام تقنيات عالية في الاخراج والتحرير والكتابة باستثناء مدير التحرير الزميل وليد نويهض الذي لا يزال يستخدم القلم والورق مثل ابناء جيله.
* استحدثت «الوسط» مركز تدريب في مقر الصحيفة مجهز لاقامة ورش العمل استثمرت موارد كبيرة في تطوير برامج تدريب عالية المستوى للموظفين وهو تدريب تتميز به عن سائر المؤسسات الصحفية لخلق كوادر صحفية تمتلك مؤهلات وخبرات تشعرهم حقيقة بانهم يمارسون مهنة الصحافة باحترام وجدارة.

السيرة الذاتية
• منصور عبدالأمير الجمري.
• مواليد قرية بني جمرة ــ البحرين ــ عام 1961.
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
• حاصل على الماجستير في الادارة الهندسية من جامعة بريستول البريطانية ــ عام 1998.
• مهندس قانوني مسجل في بريطانيا.
• دكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة بايزلي البريطانية ــ عام 1992.
• ماجستير في التصميم الهندسي الميكانيكي من بايزلي ــ عام 1988.
• بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من بايزلي ــ عام 1987.
• دبلوم وطنية في الهندسة من كلية وليسدن (لندن) ــ عام 1981.
• رئيس تحرير صحيفة الوسط البحرينية (فبراير 2002).
• المدير التنفيذي للمنبر الدولي للحوار الاسلامي، لندن، بريطانيا (1999 ــ 2001).
• كاتب في الصحافة العربية.
• عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العربية لحقوق الانسان ــ فرع بريطانيا (1993 ــ 1999).
• المتحدث باسم «حركة احرار البحرين» التي تصدرت النشاطات السياسية مع الفعاليات البحرينية الاخرى بهدف المطالبة بعودة الحياة النيابية واستعادة الحقوق الدستورية (1994 ــ 2001).