أبرياء كرزكان: بين الخذلان ونشوة الفرح
 

الأعضاء الكرام:

أزعم أننا شعبُ نتناسى، وتناسينا هذا هو أس مصائبنا. سأطرح في هذا الموضوع بعض الإفادات لمعتقلي كرزكان وأسأل بعدها:

1) هل ناصرناهم كشعب وكقيادات وكرموز؟

2) هل نصرتهم انتهت بمجرد خروجهم من السجن؟

3) كيف نسمح لأنفسنا كشعب ونقبل من قياداتنا هذا التناسي والنسيان؟

4) ما هو واجبنا -الآن وغداً- في نصرتهم؟

5) ماذا لو كنتَ أنت أحدهم؟ كيف سيكون شعورك اتجاه هذا الشعب؟ القيادات؟ الرموز؟

لا أريد إنشائيات رجاءً، فكفانا تخديراً. مَن لديه الرغبة في صف الإنشائيات فليفتح له موضوعاً يتباكى فيه ويضحك فيه على نفسه. جوهو موضوعي هو كيف نجعل هذه المعاناة وقوداً في نصرة الشعب وتكسير أغلال الجبن والخوف التي صنعناها بأيدنا ولنجعل معاناة هؤلاء كوابيس تقض مضاجعنا ومضاجع الآخرين.

حامد ابراهيم فردان (تاريخ الاعتقال: 11/4/2008م):

أنا بريء وغيرمذنب. تم ضربي بقسوة منذ أول ليلة اعتقلت فيها. تم تعليقي بشكل متواصل لمدة يومين حيث تعرضت خلالهما للضرب حتى تضررت عيني اليسرى وسالت منها الدماء على ثيابي وأنا الآن لا أرى منها جيداً. جردوني من ملابسي بشكل كامل. ظلوا يلعبون في "العضو الذكري" وسحبوني منه باستعمال حبل، حتى أغمي علي. وبسبب ذلك فقدت السيطرة على التبول (التبول غير الإرادي) لمدة تجاوزت الأسبوع.

كنت مصمد العين وتم صعقي بالكهرباء في صدري وأطراف أصابعي. (كشف عن صدره ليري القاضي آثار الصعقات اكهربائية التي مازالت ماثلة في جسمه). أدخلوني في جهاز، وأنا مقيد ومصمد العينين، وقد أغمي علي وأنا فيه. وقد تكررت مرات الإغماء لدي بسبب التعذيب. هددوني بأن يجلبوا زوجتي ويعتدوا عليها أمامي ناظري. أخذوني للنيابة ثلاث مرات، لإرغامي على الإعتراف، ولم أفعل.

السؤال الأول: مَن قام بالتعذيب لهذا البريء؟

السؤال الثاني: مَن سيحاسب هؤلاء المعذبين المجرمين؟

السؤال الثالث: هل يجوز التعامل مع مَن قام بهذه الإنتهاكات الإجرامية ضد هذا البرئ؟ تحت أي مبرر إنساني أو أخلاقي أو ديني؟

السؤال الرابع: هل اكتفينا بخروجهم براءة من هذه المعاناة فغردنا وفرحنا سروراً وبهجة؟

السؤال الخامس: كيف يمكنني أنا كفرد من أفراد المجتمع أن أساهم في عدم تكرار هذه المعاناة لآخرين من أفراد المجتمع؟