منتدى استراحات زايد - المشيمع: لو وقف السنة في وجه النظام فسيحاربهم كما فعل سابقا

تغطية خطبة المشيمع في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول

بعد صلاة العشاءين – ليلة السبت من كل أسبوع

ليلة السبت – الموافق 23/10/2009

قال تعالى في محكم كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم { وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ . لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } الأنفال : 7،8.

أكَّد سماحة الأستاذ في بداية خطبته على أن القرآن الكريم هو المرجع الأساس في حركة الإنسان المؤمن بالله سبحانه وتعالى ومن خلاله تنفتح آفاق الحياة واسعة على ذلك الإنسان كما أكد على امتداد القرآن ليخاطب ليس فقط الزمن الذي نزل فيه بل الأجيال اللاحقة له، وأضاف: كلما كان الإنسان المؤمن أكثر استيعابا وبصيرة لكتاب الله كلما كان أكثر عملا وإخلاصا ورأى أن الإنسان عندما يتخبط هناك وهناك فإنما هو ناتج عن عدم وعيه وبصيرته بكتاب الله سبحانه وتعالى.

ثم انتقل إلى الحديث عن محطة من المحطات الإسلامية وهي واقعة بدر التي شكلت أول منعطفا كيبرا للمسلمين وأول معركة ومواجهة مباشرة بين الكفر والإسلام والتي تحقق النصر فيها لجيش المسلمين بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه.

حيث كانت هناك قافلة تجارية فيها أموال قريش وتجارتهم؛ فالآيات تتحدث عن خيارين للمسلمين في هذا السياق إما مواجهة القافلة ذات العدد القليل وإما مواجهة جيش قريش ذي العدد والعتاد الكبير. يعلق المشيمع: هناك في كل زمن أصحاب مصالح يريدون أن يحافطوا على سلامتهم ومصالحهم وألا ينتابهم أي أذى ويختارون الأبسط والأسهل، مضيفا: أصحاب النظرة القصيرة لا يريدون المواجهة وهمهم السلامة و الأموال والراحة أما أصحاب الموقف القوي والوعي والبصيرة فيختارون المواجهة والشوكة ترمز إلى الحدة و ما يتصل بمظهر القوة. وتابع القول: الهروب من المواجهة ليس هو طريق الله سبحانه وتعالى في مقابل أن تعيش الذل والهوان، والهروب هو الذي يوسع دائرة الظلم والفساد ويؤدي إلى إهدار الكرامة والعزة.

وحذر المشيمع مما أسماه التكيف مع الظلم بحيث تحصل سرقات ضخمة للأموال العامة ولكنها لا تهز مشاعر الإنسان الذي يتكيف مع الظلم والفساد ولا يواجهه، في حين أن القرآن يشير إلى أن الصمود والثبات في مواجهة الظالم المتغطرس هو الذي يعود علينا بالكرامة والعزة، أما إيثار السلامة وعدم المواجهة فمن شأنه توسيع دائرة الظلم والفساد. (.. ولو كره المجرمون) لأن كل هذه الممارسات من قبيل الظلم و الاعتداء على أي إنسان يعتبر إجراما، فلا بد من أن نقف في وجه أولئك المجرمين من أجل ألا يستمر الوضع الظالم والمأساوي.

تعليق على بعض ما ورد بالصحافة المحلية
في معرض تعليقه على ما ورد بالصحافة المحلية تناول المشيمع بعض العناوين المنشورة والتي منها الدعوة التي أطلقها أحد الأبواق الحكومية إلى الجمعيات السياسية الإسلامية السنية حسب تعبيره إلى الاجتماع لمواجهة ما يعتقد أنه مؤامرة من قبل الشيعة ضد السنة، من جهته أسف المشيمع تصوير الحديث عن التمييز في البحرين وكأنه ليس واقعا اجتماعيا مأساويا سيئا بل هو نزاع طائفي وكذلك حينما تتحدث عن تغيير التركيبة السكانية فيخرج ذلك البوق الحكومي ليبدي رفضه طرح هذا الملف لأنه همه الأكبر هو أن يصل إلى البرلمان ويحصل على أصوات أولئك المجنسين الذين يدافع عنهم، وقال المشيمع: قلت منذ مدة أنه مجرد نكرة وما هو إلا أداة وألعوبة بيد النظام مؤكدا أن ذلك البوق الحكومي يدافع عن النظام وليس عن السنة وأن النظام ليس سنيا أو حريصا على مصلحة السنة فلو تحرك السنة ضد النظام فسيقف في وجههم كما حارب الوطنيين السنة سابقا، وأشار في هذا المعنى إلى وجود مقربين للنظام من كلتا الطائفتين السنة والشيعة لافتا إلى أنه يحاول أن يستغل عنوان السنة والشيعة من أجل ضربهم بعضهم بالبعض الآخر.

وفي تعليقه على عنوان آخر نشر في الصحافة حول التفاؤل بصدور الشق الثاني من قانون الأحوال الشخصية مؤكدا أن مشكلتنا ليست في قانون الأحوال الشخصية بل هي في الأساس مع القضاء غير المستقل وهو أولى بالمعالجة وأن ذلك لن يكون إلا بدستور حقيقي، مضيفا إن مشكلتنا أننا ننسى القضايا الأساسية الكبرى وننشغل بالقضايا الجزئية.

وحول عنوان " الداخلية تنظم دورة في فن التعامل مع الجمهور " فقد تساءل المشيمع ساخرا: هل فن التعامل مع الجمهور يكون باستخدام القنابل الصوتية ومسيلات الدموع الخانقة والرصاص المطاطي وضرب الناس في الشوارع؟ وأضاف: لا تريدون إصلاحا حقيقيا ولا قانونا فاعلا فعن أي فن تعامل تتحدثون وأنتم تأتون بالكلاب المسعورة لتنهش في جسد المواطن؟ واستنكر التمسك بالمظاهر الفارغة في التسميات ومنح الألقاب الرسمية لافتا إلى أنها لا تبني بلداً أوحضارة في حين يعيش الشعب في ظلم وفاقة وفقر.

عريضة مناهضة " التجنيس " والموقف المطلوب بشأن الملف ككل
أما حول رفض العريضة النخبوية الأخيرة والمرفوعة للديوان الملكي والتي تم رفضها قال المشيمع إن الرفض كالسابق استناداً إلى المادة 29 وهي نفس المادة الموجودة في دستور 73، وأضاف: عندما رجعنا لمضابط جلسات سابقة في المجلس التأسيسي لكتابة دستور 73 والتي أقرت فيها المادة المعنية فقد كان حاضرا فيها عدد من وزارء الدولة بالإضافة إلى الخبير الدستوري آنذاك وقد تم التأكيد على أن تفسير المعارضة هو الصحيح في شأن تقديم العرائض سواء التي ترفعها الجماعات أو الأفراد.

ويرى المشيمع أن مشروع التجنيس والذي قطع أشواطا كبيرة لا يمكن إيقافه وعلاج تداعياته على الوطن والمواطنين من خلال تصريحات وعرائض بقدر ما يحتاج إلى موقف شعبي راسخ وحازم. وخاطب النظام بقوله: هل أنتم متسعدون لأن تعترفوا بالحقيقة من أجل مصلحة الوطن؟

عجز البرلمان ... واقع مشهود
جدد المشيمع التأكيد على عجز البرلمان الحالي عن أداء مهامه كما هو حال البرلمانات ذات الصلاحيات الحقيقية وقال: أبدينا استعدادنا في وقت سابق لمناظرة عامة أمام الجمهور حول خياري المشاركة والمقاطعة تتم فيها مناقشة الموضوع مناقشة علمية بعيدة عن العواطف.

أسباب حكم قضية كرزكان هي نفسها في قضية المعامير
وبشأن المعتقلين فقد أكد أن الإخوة في المعامير مظلومين كما في كرزكان وأن الأسباب التي أدت إلى براءة معتقلي كرزكان هي نفسها قائمة بحق معتقلي المعامير وأن أي حكم ضد معتقلي المعامير سيكون مرفوضا من قبل الشعب محذرا من أنه ليس من مصلحة البلد الدخول في صراعات ومواجهات أمنية كما أكد فشل كل الطرق والأساليب القمعية التي مارسها النظام ولكنها لم تفلح في وقف الاحتجاجات المطلبية.