![]() |
حقائق مغيبة عن شعب البحرين صحيفة الوسط البحرينية العدد : 2597 | الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 26 شوال 1430 هـ حقائق مغيبة عن شعب البحرين الكاتب: قاسم حسين - [email protected] البحرين لم تكن جنة مفقودة، ولا أرضا مهجورة، وإنما كانت دوحة غنّاء جاءها جلجامش، خامس ملوك «أور» السومريين قبل 4500 عام باحثا عن ماء الحياة. وإذا كانت بعض الدول المجاورة لا تتجاوز أعمارها خمسين عاما، فإن عمر البحرين يتجاوز خمسة آلاف عام... ما يفنّد النظريات العنصرية الجديدة التي تشكّك في هوية هذا الشعب العربي الأصيل، بهدف الفتنة وكسر أحد جناحَيْ هذا الوطن العزيز. البحرين أحد مراكز الحضارة في العالم القديم، وزادها الله عزا بالإسلام. ومن قرأ التاريخ يعرف أن النصرانية تسرّبت من الشام إلى الحيرة والبحرين، واعتنقتها كثيرٌ من القبائل العربية، ومن بينها سكان البحرين القدامى: قبيلة عبدالقيس. ومن أشهر رجالاتهم المنذر بن ساوى الذي سيرتبط اسمه إلى الأبد بملحمة دخول هذا الشعب الطيب طوعا في الإسلام. في عام الهجرة، أرسل المنذر بن عائذ العبدي المعروف بـ «الأشج»، ابن أخته عمرو بن عبدالقيس للتعرّف على الدين الجديد فأسلم، ولمّا عاد عرّف خاله على الإسلام فأسلم ولكنه كتم إيمانه. في العام السادس للهجرة، أوفدت عبدالقيس وفدا إلى المدينة المنوّرة برئاسة الجارود العبدي للقاء الرسول (ص)، فلما رآه أنشده أبياتا من الشعر الذي يأسر القلب رقة وعذوبة وجمالا: يا نبي الهدى أتتك رجالٌ غالها من طوى السرى ما غالا قطعت دونك الصحاصح تهوى لا تعد الكلال فيها كلالا ثم لما رأتك أحسن مرأى أفحمت عنك هيبة وجلالا وبقي الوفد فترة يتلقى تعاليم الدين الجديد، وعاد ليبشر بها بين أهل البحرين. الحدث الأهم الذي يملأ النفس فخرا، هو ما جرى في العام الهجري الثامن، حين وفد الأشج العبدي على المدينة مرة أخرى، ومعه ستة عشر رجلا من قومه، فاستقبلهم الرسول (ص) بحفاوةٍ قائلا: «مرحبا بالوفد لا خزايا ولا نادمين»، وأضاف: «اللهم اغفر لعبد القيس»، ثم أرسل أبا العلاء الحضرمي (رض) إلى البحرين، وحمّله رسالة إلى كلٍّ من المنذر بن ساوى ومرزبان هَجَر (المنطقة الشرقية بالسعودية الشقيقة)، فأسلما وأسلم معهما عرب البحرين وبعض أعاجمها، كما جاء في بعض التواريخ. أهل البحرين ظلّوا يربّون أولادهم قرنا بعد قرن، على الافتخار بأنهم ثاني بلدٍ دخل الإسلام طوعا دون حرب، وأن أول صلاة جمعة أقيمت خارج المدينة كانت في مسجد جواثا بالبحرين. وهذا الشعب الذي يدعو البعض لانكفائه على همومه الداخلية الصغيرة، لم يكن يوما غائبا عن الساحة، فنلقى بعض أبنائه يشاركون في التصدّي للخارجين على الحكم الإسلامي في عهد الإمام علي (ع). ثم نلقى بعضهم في حدثٍ ضخمٍ مثل كربلاء. ولعلَّ أقدم أثرٍ إسلامي في البحرين كلها يعود لتلك الفترة، هو مقام الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي (رض). المؤكد أن قبيلة عبدالقيس لم تختفِ فجأة من الوجود، ولم يدَّعِ أحدٌ أنهم انقرضوا كما انقرضت الديناصورات، ولكن الطائفية أوصلتنا إلى مرحلةٍ من التعصب الأعمى، حتى أصبحنا نستقبل أبناء البلدان الأخرى ونعطيهم جنسيتنا، بينما نتهم شعبنا العربي المسلم الأصيل بأن أكثريته من الأجانب المجنّسين! ندعوك اللهم في هذا اليوم المبارك بكلمات رسولك الكريم (ص): اللهم اهدِ قومنا فإنهم لا يعلمون. اللهم اغفر لعبد القيس وذراريهم واجعلهم اللهم لا خزايا ولا نادمين. المصدر: صحيفة الوسط البحرينية تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/2597/news/read/323873/1.html |
الساعة الآن 03:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir