![]() |
الشيخ أبو مرتضى: المؤمنين يتهددهم خطر عظيم يضر بدينهم وبمصالحهم !!! كلمة السبت للشيخ عبدالجليل المقداد (حفظه الله) في مسجد جمالة (الرفيع) في البلاد القديم بعد صلاة الظهرين http://www.3sl3.com/up/upfiles/T4V29739.jpg بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين "لاترخَّصوا لأنفسكم فتذهب بكم الرخص مذاهب الظلمه". للظالمين أساليبهم في التعامل مع الناس ومن يختلف معهم. فهم أولاً: لا مصداقية لكلامهم، يتكلمون بما لا يعتقدون، ويرفعون شعارات لا يؤمنون بها ويمارسون الكذب جهاراً ويعطون الوعود ولا يوفون بها. ثانياً: لا يعترفون بالخطأ ويرون الحق معهم دائماً، ولا وجود للخطأ في قاموسهم فلا معنى لإدانتهم أو تخطأتهم. ثالثاً: ليسوا على استعداد للتقبل من الآخر والإستماع إليه لأنهم لا يعترفون بالآخر. رابعاً: يستغلون مواقعهم وما يتوفر لديهم من إمكانيات مادية أو معنوية لمحاربة من يختلف معهم. خامساً: يتعمدون حرف الشعارات والمبادئ الحقة التي يرفعها خصومهم ومن يختلف معهم من أجل تشويه صورته وإبعاد الناس عنه. سادساً: يرون أنفسهم هم الأصلح لإدارة المجتمع والأحرص عليه، فلا يسمحون لأحدٍ بالمشاركة الفاعلة في إدارته.هذه هي أساليب الظالمين. ولنا أن نطرح سؤالاً: هل المؤمنون في مأمن من ممارسة هذه الأساليب؟ أو أنهم مهددون بالوقوع في هذا المنزلق وممارسة تلك الأساليب؟ الظالمون إنما تمثلت فيهم تلك الأساليب ومارسوها لأنهم رخَّصوا لأنفسهم وأوجدوا لهم التبريرات والأعذار التي تسوَّغ لهم بحسب زعمهم ممارسة تلك الأساليب. وأيضاً وجد الظالمون من يرخص لهم ويخلق لهم التبريرات ويصنع لهم الأعذار. المؤمنون أيضاً إذا رخصوا لأنفسهم وقعوا في ذلك المحذور و مارسوا أساليب الظلمة مع من يختلف معهم.فينبغي الحذر من مكائد الشيطان ووساوسه وتزييناته فإن الغاية لاتبرر الوسيلة وتعاليم الدين واضحة شريطة أن يكون هو الحاكم على أفعالنا وأساليبنا دون أن نعطي لأنفسنا الحق في تفسيره بحسب أمزجتنا ومايحقق لنا الغلبة على من يخالفنا الرأي من أجل إسكاته وإضعاف موقفه. وهل يخرج فعل من أفعالنا أو أسلوب من أساليبنا من دائرة التبرير وخلق الرخص والمعاذير وأيُّ فعلٍ حسنٍ لا قدره للتبرير على تصويره قبيحاً. وأيُّ فعلٍ قبيحٍ لا قدره للتبرير على تصويره حسناً. وأيُّ حق لا يمكن للتبرير أن يحوَّله إلى باطل وأيُّ باطل لايمكن للتبرير أن يجعل منه حقاً. وهل يبقى مخطئٌ مع سياسة التبرير؟ أو هل يوجد مقصر مع تلك السياسة؟ الشيطان رخص لنفسه ورفض السجود لآدم (عليه السلام) لأنه من نارٍ وآدم من طين وبرًّر له الآخرون إستكباره ومخالفته الأمر الإلهي بأنه إنما أراد أن يكون موحداً.لقد رخص لنفسه من غصب الخلافة وبرَّر له آخرون وأوجدوا له معاذير. ورخص يزيد لنفسه حين أقدام على قتل أبن بنت رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) وبرر له فعله آخرون وهكذا نلاحظ كيف يبرر وعاظ السلاطين لأنفسهم وللطغاة الذين يدورون في فلكهم، نعم إن المؤمنين يتهددهم خطر عظيم يضر بدينهم وبمصالحهم وسلوكياتهم إذا ما اختاروا لأنفسهم سياسة خلق الرخص وإيجاد التبريرات. أننا الشيعة من المخطئة نرى أن الفقيه يمكن أن يصيب الواقع ويمكن أن لا يصيبه وذهب آخرون الى التصويب و أن رأي المجتهد مصيب على الدوام. والخشية أن نتحول الى مصوَّبة في مواقفنا السياسية ونرى أن آرائنا دائماً مصيبة للواقع وإن تضاربت و إختلفت فما كنا نراه سابقاً حقاً قد نراه اليوم باطلاً والحق معنا في كلا الرأيين. أن مسيرة المجتمع لا تتقدم بسياسة الرخص وخلق التبريرات وأن أي مجتمع تفشت فيه تلك السياسة فإنه سوف يعيش التخلف ولن يكتب له التقدم والنجاح وسوف يدعم ماكان يخالفه ويخالف ماكان يدعمه وهو في كلا الحالتين يرى نفسه مصيباً ولن تبقى له ثوابت يتمسك بها والمفاهيم عنده متغيرة يؤمن بها تارة ويكفر بها أخرى. علينا إعادة النظر في صياغة المجتمع وتربيته، علينا أن نربيه ونثقفه على أن الحق أعظم قدسيةً من الرجال، علينا أن نعلمه أن يكون من أتباع الحق لا الرجال، علينا أن نربيه على النقد البناء لا ليطال النقد غيرنا فحسب بل ليطالنا، علينا أن نقول له نحن بشر نصيب ونخطئ قد يتمثل فينا التقصير وقد يتمثل فينا القصور، إن وجدتنا على حق أتبعتنا وإن وجدتنا إبتعدنا عن الحق تركتنا، علينا أن نربي أنفسنا على تحمل النقد وأن تتسع صدورنا لتحمله ولنحذر من تجيير المجتمع وطاقاته لأمزجتنا وقناعتنا بصورة مطلقة فإن في ذلك تفويت لمصالح جمة كما أنه خطر يتهدد ديننا، كل ذلك مع تربية المجتمع على حسن الظن بالمؤمنين وعدم التسرع باتهامهم والنيل منهم. نحن سنفارق الحياه ويبقى المجتمع وثقافته وصياغته التي صغناه بها، فلنحذر من صياغة المجتمع صياغة تضر بالدين وبمصالحه وخصوصاً ثقافة التعصب والعناد لآراء صاغها الكبار وتلَّقاها الصغار على أنها دين لا يجوز التخلي عنها أو إبداء المرونة تجاهها. أخذ الله بأيدينا جميعاً لما فيه الخير والصلاح. والحمد لله رب العالمين. وصلَّى الله على سيدنا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين. |
الساعة الآن 01:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir