منتدى استراحات زايد - لقاح أنفلونزا الخنازير الذي سيستعمل في البحرين اّمن

استاذ المناعة بجامعة الخليج العربي: لقاح أنفلونزا الخنازير الذي سيستعمل في البحرين اّمن

استلم العديد من الناس رسائل إلكترونيه تقترح مؤامرة دوليه في تصنيع فيروس أنفلونزا الخنازير و نشره في دول العالم الثالث بغرض الضرر الجسدي لسكان هذه الدول و بيع الادويه واللقاح وربما أيضا نشر المرض عن طريق لقاح ملوث وفي الأساس اعتمدت اغلب هذه الرسائل على نقطتين:
الأولى: مقاله منشوره على الانترنت من صحافي يدعى جيم ستون و (الدكتورة) سارة ستون http://www.jimstonefreelance.com/squalene.html
الثانية: حادثه شركة باكستر ((Baxter لتصنيع اللقاحات حيث قامت الشركة في ديسمبر 2008 بتوزيع لقاح أنفلونزا ملوث بفيروس أنفلونزا طيور حي من مختبراتها في النمسا.
هناك خلط للحقائق مع الأكاذيب و النظريات (ونظريات المؤامرات محبوبة في دول العالم الثالث !!!) و التهويل.
أولا: مقالة المدعو جيم ستون : مقاله منشوره في الانترنت فقط وليست مقاله علميه في مجله علميه معتمده. و بالاضافه، لم أتمكن شخصيا من خلال البحث في الانترنت معرفة من هو جيم ستون أو سارة ستون. فليس لهما أية مقالات أخرى منشوره في الانترنت والدكتورة سارة ستون ليس لها وجود في أي جامعه أو مؤسسه علميه حسب الانترنت. وافترض إن الأسماء وهميه وليس معروفا من كتب هذا المقال الذي آثار الخوف والهول في جميع القراء.
ثانيا: حادثة شركة باكستر: حقيقية وتقوم جهات عديدة بمواصلة التحقيق في هذه الحادثة لتحديد المسؤولية.
وقد قامت دائرة الأطعمة والأدوية ((Food and Drug Administration في الولايات المتحدة الأمريكية بالتصريح لأربعة شركات لتصنيع لقاح أنفلونزا الخنازير الذي سيستعمل في أمريكا. وشركة باكستر ليست ضمن الشركات الأربعة التي صرحتها الحكومة الأمريكية (الشركات الأربعة المصرح بها هي: نوفارتيس (سويسرا)، سنوفي باستور (فرنسا)، ميداميون (أمريكا) وCSL limited- استراليا) وقام الاتحاد الأوربي بالموافقة على شركتين (نوفارتيس وجلاكسو سميث كلاين (بريطانيه)).
وحسب تصريحات مسئولي وزارة الصحة فان حكومة البحرين لم تتعاقد مع شركة باكستر وإنما مع شركة جلاكسو سميث كلاين (GSK) و هي من شركات الادويه العالمية ذات سمعه طيبه في تصنيع اللقاحات.
وقد جاء ذكر بعض المواد التي تم التشكيك في ضررها المضافة للقاح: تشمل هذه المواد السكوالين ((Squalene أو MF59 و هي ماده دهنية تضاف إلى اللقاح لتحفيز جهاز المناعة والحصول على حماية أقوى. والمادة الثانية هي الثايمر وسال ( (Thimerosal وهي ماده حافظه تضاف إلى العديد من اللقاحات (بما يشمل العديد من لقاحات الطفولة) وهي تضمن حفظ اللقاح حتى وقت استعماله.
وقد قامت بعض الدراسات بربط مادة السكوالين مع أعراض مرض جنود حرب الخليج (Gulf War Syndrome ) الذي يسبب مرض مناعي يقوم فيه جهاز المناعة بمهاجمة الجسم بدلا من الأجسام الغريبة أو الميكروبات . وقد ثبت لاحقا عدم صحة ذلك حيث لم تتواجد هذه المادة في التطعيم الذي أعطي للجنود، و أما مادة الثايمروسال الحافظة فقد شككت بعض الأبحاث أنها قد تحث على التوحد في الأطفال ( ربما حاله من كل مليون لقاح).
المهم هو هل تستعمل هذه المواد في اللقاحات التي تصنع ضد أنفلونزا الخنازير التي ستستوردها البحرين ؟ الجواب هو نعم - لماذا ؟؟؟
أولا: تحتوي اللقاحات التي ستستوردها البحرين نوع من السكوالين المحفز وهي نفس اللقاحات التي سيتم استعمالها في الاتحاد الأوربي. وكما ذكرت سابقا فان شكوكا تدور حول هذا المركب ولكن ليس هناك إثباتات علميه. و بالاضافه فقد تم استعمال هذا المحفز في حوالي 20 مليون لقاح ضد الأنفلونزا الموسمية أعطيت في أوربا بدون أية مضاعفات كالتي تدور عنها الإشاعات.
ثانيا: يتم تصنيع لقاح شركة جلاكسو سميث لكلاين في شكلين الأول حقنه جاهزة لطعم واحد في أبره و قد تم إزالة الثايمرسول منه. والثاني على شكل زجاجه تحوي ما يكفي لعشرة طعوم وتستخرج منه الكميه المطلوبة في حقنه معقمه لكل شخص يقام بتطعيمه و هذه الزجاجة تشمل مادة الثايمروسال الحافظة.
المادة الحافظة مهمة جدا لضمان جودة اللقاح. اللقاحات التي لا تحتوي على هذه المادة عرضه للتلف أذا لم تحفظ مبرده كل الوقت. لذا و لضمان عدم تلف اللقاحات و إهدارها تم شراء اللقاحات " المضمونة".
كانت البحرين محظوظة لتمكنها من الحصول على ارتباط لشراء مليون لقاح حيث أن الدول الكبرى كانت سباقه و قد ارتبطت مع الشركات العالمية منذ أشهر لشراء الملايين من اللقاحات (أمريكا تعاقدت لشراء 195 مليون طعم !!!). و بالرغم من ندرة الحقن الجاهزة الخالية من الثايمروسال فالبحرين تحاول الحصول على بعض من هذه الطعوم. أما استعمال السكوالين للتحفيز، فإذا كانت دول أوربا التي تصنع هذه اللقاحات واثقة من سلامتها، فلم نشكك نحن في استعمالها؟
لذا انصح بعدم الخوف و التهويل و الاتجاه لتحكيم العقل وفي النهاية الخيار هو بين اخذ اللقاح (مع إمكانية ضئيلة جدا للمضاعفات) أو عدم اخذ اللقاح و التعرض للمرض. و هذا في النهاية خيار شخصي، ولكن في حالة عدم أخذه قد تكون هناك انعكاسات مضره على أفراد العائلة الآخرين والمجتمع ككل.

الوسط