للتذكير
 

قال سماحة الفقيه العامل سماحة اية الله القائد الشيخ عيسى قاسم (دام ظله)

(1. بين الحين والآخر تتجدد مطالبة البعض بإنزال أقسى العقوبة بمتهمي قضية كرزكان والمعامير، والأخذ بالقصاص.
ولابد من التنبيه على أن ثبوت حكم الشريعة أو القانون لا يثبت موضوعه، وما من قضية تثبت موضوعها في الفكر البشري؛ فقضية أن الخمر حرام لا تتكفل بإثبات أن هذا السائل بعينه خمر، وإنما تثبُتُ خمريته من خارج هذه القضية، ولا دخل لنفس القضية الكلية في هذا الإثبات، وليس لك أن تطبّق قضية "الخمر حرام" على هذا السائل الخارجي ما لم تثبت كونه خمرا لتقول بأن هذا السائل حرام.
2. والدين يقول بأن القتل العمد من غير حقّ حرام، ويقول لو حدث ذلك فرضاً ثبت القصاص. ولكن القصاص ممن لم يثبت أنه قتل فعلاً هو قتل عمد حرام يعاقب عليه بالقصاص.
إذا أقمت حدّ القصاص على رجل لم يثبت شرعاً أنّه قتل عمداً فأنت قاتل قتلا عمدا تستحق به القصاص.3. وما يُثبِت أن فلانا ارتكب جريمة القتل العمد ليعاقب على جريمته وسائل محددة في الشريعة ما لم تتوفر فلا إثبات، والمتهم بريء شرعاً في هذه الحالة.
أما الإثبات عن طريق الاعتراف المأخوذ من المتهم تحت الإكراه فقيمته في الشريعة لا تزيد على الصفر، وتجميع بعض القرائن لو تم – وهو غير تام في المورد، بل القرائن وتناقضات التصريحات والدعاوى من الجانب الرسمي تبعّد الصدق عن الاتهام - فإنّه غير مجزٍ. فالحدود تدرأ بالشبهات.
وللقضاء الشرعي مقوّماته المعلومة التي لابد منها في اعتبار الحكم الصادر عن القاضي فإذا غاب منها شيء لم يكن اعتبار شرعي لهذا الحكم. لا يأتي أي واحد من الطريق ليحكم على قاتل بالقتل، الحكم على القاتل بأنه قَتَل، والحكم عليه بأن يُقتل لقضاء له مواصفاته الشرعية الخاصة.
وهذه المقوّمات مفقودة في مورد الكلام.
فالحكم بإدانة المتهمين في حادثي كرزكان والمعامير بما رموا به غير وارد حسب المقاييس الشرعية.
والمناداة بإنزال العقوبة الصارمة بالمتهمين وباسم الشريعة المقدَّسة ومقررات الدين، واحتراماً له مع اعتماد طرق إثبات غير شرعية هو أخذ ببعض الكتاب دون بعض، وتلاعب بالدّين، وهزؤ به، وافتراء عليه. وهذا من أكبر الموبقات {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}(15).
أما الوعد بتسوية الحكومة لقضية المتهمين المشار إليهم من ناحية ما سمّوه بالحق الخاص، فقد كان له، ولا شك في أنه كان. ولكن لا أدري ما الذي عطّل ما كان وعداً مقطوعاً؟! وإلى متى سيكون معطّلاً؟
أما ما قالوا عنه من حق عام فقد كان المتهمون مشمولين للعفو المتعلّق به كما هو واضح، وكان مصرّحاً به.)
والحمد لله رب العالمين.

المركز الإعلامي لهية المؤمن الإسلامية (قرية الدير)



----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


كلمة سماحة الشيخ عبدالجليل المقداد (حفظه الله)
المناسبة: إعتصام سلمي جماهيري تضامناً مع معتقلي الرأي في البحرين.
الزمان: عصر يوم الجمعة 2-10-2009م.
المكان: أمام مجمع البحرين جيان.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
"إن أريد إلا الإصلاح إن استطعت"
جئنا مصلحين ولا نريد إفساداً في الأرض، جئنا نقف مع المظلومين في وجه الظالمين إمتثالاً لكلمة سيدنا ومولانا أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) حيث قال في وصيته لإبنه الحسن والحسين: "كونا للظالم خصما وللمظلوم عوناً".
ما جئنا لندافع عن مجرمين أو عن سُرّاق أو عن مفسدين في الأرض، وما جئنا لنشفع في حق أحدٍ قد أجرم، أو نطلب الشفاعة في حق أحدٍ قد عاث فساداً في الأرض، وإنما لنا إخوة مظلومون قابعون في السجون.
ضميرنا، ديننا، عقلنا، الجميع يحثنا على أن نهب في نصرة هؤلاء ونطالب بأحدِ أمرين لا ثالث لهما، وقد قلنا هذا كراراً ومراراً، إننا نطالب إما بتقديم هؤلاء إلى محكمةٍ عادلة مستجمعة ومستوفية للشروط التي ينبغي أن تتوفر في المحكمة العادلة، أن تكون لهم محكمة عادلة يحضرها مراقبون، وأن يكون لهم محامون، وأن تتوفر هذه المحكمة على جميع الشرائط اللازمة.
إذا أُدِينَ هؤلاء وأدانتهم محكمة عادلة عندها سوف نسكت ولن نتكلم أمّا والمحكمة هي المحكمة الظالمة التي تتلقى إملائاتٍ وتُفرض عليها القرارات من جهاتٍ عليا فهذه محكمةٌ لا مشروعية لها ولا مشروعية للحكمِ الصادر عنها، ونقول حتى وإن أصدرت هذه المحكمة حُكمها في حق هؤلاء، فإننا بحول الله وبتوفيق منه سوف نبقى نطالب بهؤلاء، إما أن تقدموهم إلى محكمة عادلة تقول رأيها فيهم وإلا فمن اللازم ومن الضروري إطلاقُ سراحهم ولا يصُحُ في منطق الدين ولا في شرعة القانون أن يُبقى هؤلاء في السجن من أجل الضغط على هذا الشعب ومن أجل الضغط على مسيرته العادلة.أقول لكم مهما بقي هؤلاء في السجن ومهما تجاوزتم في ظلمكم ومهما تعديتم فإن المسيرة المطلبية المطالبة بالحقوق العادلة مستمرة بحول وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
سوف نستمر بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وقضيتنا عادلة، والمنطقُ معنا، وشرعُ الله معنا، سوف نواصل هذه المسيرة وإن تـخلف من تخلف، وإن كثـُرت الجراح سوف نواصل هذه المسيرة، هؤلاء إنما دخلوا السجن وإنما تعرضوا لهذه الويلات والعذاب لأنهم رفعوا حقوق هذا الشعب المظلوم. سوف نفتح ونطلب بإصلاح ما أفسدتموه في أمر التجنيس، لن نطالِب بإيقاف التجنيس وإنما سوف نطالب بإصلاح ما أفسدتموه وإرجاع الحق إلى أهله، وأن تكون هذه البلد إلى أهلها الأصليين سنة وشيعة ونحن أحق بهذا البلد، وإننا نحمل هؤلاء المجنسون، نحملهم مسئولية عظيمة، وهم مسئولون ومؤاخذون بحكم القانون وبحكم الشرع لأن كثير منهم شركاء في هذه الجريمة، جريمة الإبادة التي يتعرض لها هذا الشعب، المجنسون شركاء في هذا الإثم، وسوف نعمل بحول الله على إرجاع النصاب إلى محله وعلى إرجاع الحقوق إلى أهلها، ولابد بحول من الله وليس ذلك على الله ببعيد، إن كان منا الثبات والإصرار والتوكل على الله سبحانه وتعالى إنما يراه الآخرون بعيداً سوف ترونه متحققاً بفضل من الله سبحانه وتعالى وما علينا إلا الثبات والصبر والتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً وهو الحكم والمرجع إليه وأملنا في الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويثبتنا للنهوض بهذه المسئولية وأن يُصبـِر بعضُنا بعضاً على الثبات والإستمرار.
"وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" فليكن منّا التواصي والصبر والثبات، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الصبر والثبات في مواجهة من ظلمنا وسلب حقوقنا وأذاقنا الأمَرّين.
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والمسيرة مستمرة بفضل من الله أولاً ثم بفضل هذه السواعد والحناجر والمواقف، فسيروا على بركة الله، والله معكم وهو مؤيدنا إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآل محمد.