الشيخ علي سلمان لا يصلح أن يكون نائباً
 

الشيخ علي سلمان لا يصلح أن يكون نائباً
فاضل عنان

http://www.alwaqt.com/imagescache/95...hor100crop.jpg

العلاقة بين النائب والوزير علاقة جدلية، تحكمها المصالح في أغلب الأحيان، وفي أحايين أخرى يحكمها المزاج العام بين الطرفين، لذا فإن نواب الخدمات ليسوا بدعة من بدع الحياة النيابية، وإذا كان القانون ينظم طبيعة العلاقة بين الطرفين باعتبارهما شخصيتين رسميتين (النائب /الوزير)، فإن العرف كذلك له أحكامه في هذه العلاقة.

سبب هذه المقدمة باختصار أن أغلب النواب نجدهم كل يوم عند أبواب الوزراء في لقاءات رسمية، فحتى الأخبار التي ترسلها العلاقات العامة في أية وزارة بشأن لقاءات الوزير الفلاني بالنائب الفلاني لا تعدو كونها أخبارا بنمط رسمي قديم (استقبل معالي الوزير الفلاني سعادة النائب الفلاني (...) حيث تم التباحث في آخر التطورات، وتم مناقشة الخطة الفلانية’’.

هذا ما نجده في أغلب الأخبار التي تنشر حول لقاءات الوزراء بالنواب، لكن الحقيقة أن هناك أمرا آخر استدعى زيارة هذا النائب ذاك الوزير، وهو الأمر الذي لا يذكر في الأخبار التي ترسل للصحافة، وباختصار شديد، فإن السبب لهذه الزيارة أو تلك لا تعدو في أغلبها أن تكون مطالب خاصة، أو طلبات خدمية بعيدة عن الدور الأساسي الذي يقوم به النائب، فدور النائب (تشريع ورقابة)، غير أن هذا الدور لا يفعَّل إلا عندما يكون هذا الوزير أو ذاك سببا في تعطيل مصالح خاصة.

في حديث جمعني مع أحد ناخبي الدائرة الأولى من المحافظة الشمالية، وهي الدائرة التي يمثلها الشيخ علي سلمان (الأمين العام لجمعية الوفاق ورئيس كتلتها النيابية) قال لي بالحرف الواحد: نحن لم نستفد من الشيخ علي سلمان بشيء، فعندما نذهب إليه ليتوسط إلينا للحصول على عمل أو مصلحة معينة، يقول لنا إن هذا ليس دوري، وإنما دوري رقابي وتشريعي. ماذا أستفيد من هذا الدور الذي يلعبه الشيخ علي سلمان؟!

ومثل الشيخ علي سلمان لا يصلح أن يكون نائبا بالفعل؛ لأنه وباختصار لا نجده على أبواب الوزراء يستجدي خدمة هنا أو مصلحة هناك لأخيه أو ابن عمه أو ناخب من دائرته، فهو (أي الشيخ علي سلمان) يرى أن ابن عمه ليس الوحيد الذي يعاني من التعطل، بل هناك الآلاف غيره ممن هم ليسوا في دائرته، وإذا ما توسط لابن عمه عند الوزير الفلاني، فإنه بلا ريب سيصبح بعد ذلك مكسور العين، فالمثل يقول ‘’أطعم الفم تستحي العين’’.