منتدى استراحات زايد - بيان تعزية و مواساة

بيان تعزية ومواساة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين
إذا مات العالم ثُلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء

يحتل علماء الدين في الأمة الإسلامية منزلة عظيمة، فعليهم تقع مسئولية هداية الناس إلى الدين الحق وتبيين أحكامه، وتبصير الناس بحقوقهم وواجباتهم في الحياة، وحثهم على الالتزام الوثيق بالدين الحنيف، والسعي إلى تطبيقه في الحياة العامة .
وإن أكثر العلماء ارتباطاً بالله تبارك وتعالى، أكثرهم ارتباطاً بالناس والسعي في قضاء حوائجهم، وأكثرهم خدمة لمجتمعهم، وأكثرهم استعدادا للتضحية من أجل الدين ومصالح العباد . وهذا كله نابع من شعورهم العميق بالمسئولية الإلهية العظيمة الملقاة على عاتقهم؛ وانعكاس وجودي لذلك الارتباط، فهم المرآة التي تظهر من خلالها إلى الناس الرحمة والهداية الإلهية، وبهم تتحدد معالم الطريق والسلوك إلى الله ذي الجلال والإكرام . وكلما كان العالم ربانياً وملتزماً بأداء دوره الرسالي وتحقيق تكليفه الشرعي، كلما ترك فقده فراغا أكبر في المجتمع، ويكون فقده أكثر إيلاماً وأعظم وقعاً في قلوب المؤمنين .
وقد تلقى تيار الوفاء الإسلامي ببالغ الأسى وعظيم الحزن والشجى، خبر انتقال العالم الرباني سماحة العلامة الشيخ علي بن عبد الله الستري إلى جوار ربه الرؤوف الرحيم في يوم الأربعاء، بتاريخ : 11 / شوال / 1430هج ـ الموافق : 30 / سبتمبر ـ أيلول / 2009م عن عمر يناهز الـ( 74 : عاما ) وقد وري الثرى في مسقط رأسه بمقبرة الخارجية بجزيرة سترة . وكان سماحته عالما تقيا ورعا متواضعا وقائما بالخدمة الصادقة للدين الحنيف ولمدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) وللمنبر الحسيني الذي خدمه لمدة ( 55 : عاما ) وكان ناصحا مخلصا للعباد، وقد مارس الإرشاد الديني في الحج والعمرة لمدة ( 35 : عاما ) متتالية . وقد درس سماحة الشيخ علي بن عبد الله ( طيب الله تعالى ثراه ) العلوم الدينية في النجف الأشرف لمدة ( 17 : عاما ) تتلمذ فيها على يد كبار العلماء هناك، مثل : الشيخ بشير النجفي، والسيد حسين بحر العلوم، والشيخ محسن الغروي، وحضر البحث الخارج لآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي، والشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر ( طيب الله تعالى ثراهما ) وسماحة الشيخ علي بن عبد الله ( طيب الله تعالى ثراه ) هو حفيد آية الله العظمى الشيخ عبد الله الستري ( قدس سره ) .
وبهذه المناسبة الأليمة فإننا في تيار الوفاء الإسلامي، نتقدم إلى مولانا صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وإلى المراجع العظام والعلماء العاملين والمؤمنين الرساليين ولعائلة سماحة الشيخ علي بن عبد الله ولأبناء سترة الأبطال ببالغ العزاء وصادق المواساة لفقد هذا العالم الناصح، متضرعين إلى الله الحميد المجيد أن يحشره مع من كان يتولاهم من النبيين والأئمة الطاهرين، وأن يسكنه الفسيح من جنته في أعلى عليين، آمين رب العالمين .

صادر عن : الهيئة الإعلامية ـ تيار الوفاء الإسلامي .
بتاريخ : 14 / شوال / 1430هج .
الموافق : 3 / أكتوبر ـ تشرين الأول / 2009م .