نايف بن رزق الروضان السرحاني** اسم يتحدى النسيان!
واذا عرفتم من هو** عرفتم لماذا ينحني له النسيان!

هنا يقفز سؤال:
** من هو نايف الروضان؟
هو نبتة برية مباركة**
ولد في مدينة سكاكا الجوف وترعرع في أحضان ربيعه ورضع من سحائب خيراته! تراه أول مرة** فلا يثير فضولك في شيء
ثم ترجع البصر اليه**
فتشدك اليه ابتسامة** تنبىء عن طبع وديع** ويأسرك فيه
تواضع يجسد فطرة الارض الطيبة التي نبت فيها!
وحين تتجاذب معه الحديث يستفزك الفضول**
فتتمنى ان تسمع منه المزيد** لتعرف عنه المزيد!
ثم تقرأ سيرته الذاتية** فتزداد** اعجابا** وعجباً!

ومرة اخرى يقفز السؤال، من هو نايف الروضان؟!
هو شذى من النبوغ المبكر اقتحم مجاهل المخ الانساني
طبياً قبل عقد من الزمن ليتخصص فيه داء ودواء!
بدأ مشوار النبوغ في منبت رأسه الجوف قبل سبعة
وثلاثين ربيعاً** بعد احرازه شهادة الثانوية العامة عام
1975م لينطلق بعد ذلك في معارج التفوق العلمي*

نال شهادات علمية من جامعة اكسفورد البريطانية تقاسمتها الاحياء
والفيزياء والكيمياء والرياضيات، ثم فاز باجازة في الطب من جامعة نيوكاسل البريطانية ليعود بعد ذلك
الى المملكة ويعمل مساعد طبيب مقيم بمستشفى الملك فيصل التخصصي لمدة عامين (1984 - 1986) قبل ان يبتعث الى الولايات المتحدة الامريكية
ويستأنف هناك مشوار التخصص في مجال ابحاث جراحة المخ، وكان بعض حصاد هذا المشوار المثير ما يلي:

1- دكتوراه في ابحاث المخ 1988 مايو للدراسات العليا*
بورد جراحة المخ جامعة هارفارد،

2- زمالة في ابحاث جراجة المخ جامعة ييل*

3- زمالة في ابحاث جراحة المخ، جامعة هارفارد*

4- رشحته جامعة هارفارد للعمل بها استشاريا لجراحة
المخ، وما برح عضوا في هيئة التدريس لديها*

5- اجرى اكثر من الف عملية جراحية في مجال اختصاصه*
6- نشر اكثر من ستين بحثا محكماً في المجال نفسه*

نال العديد من الجوائز العلمية، منها تدليلا لا حصرا:

1- الجائزة الاولى لجمعية جراحي المخ الامريكيين لعامين
متتاليين 1988م/1989م لافضل بحث في جراحة المخ*
2-جائزة الكونجرس الامريكي لافضل بحث بجمعية جراحي
المخ الامريكيين الجائزة الاولى عام 1992م*
3-جائزة افضل بحث شاب لجمعية جراحي المخ الامريكيين
الجائزة الاولى عام 1993م*
4- جائزه أفضل بحث من جامعه اكسفورد في مجال المخ والأعصاب عام 1995م
5- تشرف الدكتور نايف الروضان بأن يحظى بثقة خادم الحرمين
الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ليتم تعيينه قبل
عدة اعوام (المستشار الطبي الخاص لخادم الحرمين الشريفين
الملك فهد )
ويستمر لعدة سنوات في خدمة مليكه ووطنه



7- وهو أول من أكتشف الخلايا السرطانيه المجهوله في العالم

وقد يتصور القارىء الكريم ان نابغة كهذا لا وقت لديه لاي
نشاط خارج نطاق هذا التخصص الدقيق والمعقد معا،

لكن للبروفسور نايف اهتمامات وقراءات تتجاذبها السياسة
والاقتصاد الدولي والتاريخ العربي والاسلامي والخيول
العربية، وأمور ثقافية اخرى!

هنا** من حق القارىء ان يسألني : ماذا تريد ان تقول؟
فأجيب: الحديث عن هذا الرجل يمنحني أكثر من وقفة تأمل
واكثر من سؤال** فأقول:
1- اذا كان البروفسور نايف الروضان قد حقق صيتا علميا
خارج بلاده، فمن حق هذه البلاد ان تزهو بهذا الانجاز
وتسعد لكن ماذا يعلم عنه أهل هذه البلاد؟!
كثيرون لا يعرفون عن هذا النابغة الشاب ذي السبعة والثلاثين
ربيعا سوى القليل بل ازعم ان معظمهم لم يسمعوا به او
يقرأوا عنه ابدا في الوقت الذي تختزن فيه ذاكرة المواطن
العديد من الاسماء المعاصرة في الفن والرياضة** وبعض
نجوم السياسة والادب والتاريخ!
2- بالرغم من احتفاء الأسرة العلمية في أمريكا بنبوغ الدكتور الروضان** وانجازه، بحثا واداء** وبالرغم من توفر عوامل
الجذب له هناك ماديا وادبيا وعلميا، الا ان ذلك كله لم يلهه
عن بلاده** ولم يصادر من وجدانه حب الاهل** والدار
والوطن** فعاد الى المملكة معاراً من هارفارد التي
ارتبط اسمه بها** منذ عام
1995م ليخدم الارض التي رضع فيها قطر النبوغ!

،3- ترى** لو كان نايف الروضان بكل مااوتي من فرص
الابداع العلمي ينتمي الى غير هذه البلاد** من دول عالمنا
العربي او الاسلامي او العالم الثالث** اتراه كان سيعاف نعيم
الشهرة** او يعف عن رحيق المجد** ليعود الى بلاده ويمارس
طقوس الحب خدمة لها؟!
اشك في ذلك** بل واراهن عليه!
اخيراً** اود ان اعود بالذاكرة الى مقال كتبته قبل بضعة اشهر تمنيت فيه ان ارى مواطنا سعوديا متخصصا في غير علوم الكلام يتخذ مكانه بين ذوي العيون الزرق الذين يكرمون سنويا لقاء بذلهم في خدمة الانسانية! هنا، ازعم في ثقة ان البروفسور نايف بن رزق الروضان السرحاني** اهل للتكريم داخل بلاده وبين اهله فليس الامريكيون أوفى منا لابن هذاالبلد الدكتور الروضان** ولا اندى له راحاً * اما كيف واين يتم هذا التكريم، فأمر ادعو من يعنيه الامر، افرادا او مؤسسات لتأمله** وتدبر ما يمكن تدبيره!
(هذا الموضوع كتبه الكاتب محمد عبدالرحمن السدحان
في جريدة الجزيرة قبل سنوات)