بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا مقال نشرته الاستاذه لميس ضيف
فضيحة صور سيد ضياء
لميس ضيف



عندما وصلني بريد موسوم بالعنوان أعلاه لم أكلف نفسي حتى عناء فتحه فضلاً عن قراءته.. فتلك الرسائل المارقة لا تستهويني بقدر ما تثير اشمئزازي؛ أضف لذلك أنها غالباً ما تكون مزيّفة ولا تعدو كونها فِريةً يبتغي أهل البُهت منها النيل من شخصية ما.. ولكني لمّا سمعت لاحقاً في الأسبوع ذاته أن السيدة التي ظهرت معه هي أخته، عدت ونبرت صندوق المحذوفات بحثاً عن الإيميل وليتني ما فعلت.. فقد غمرني إحساس بالاستياء من المستوى القمئ الذي وصل له البعض في حروبه.. وهالني أن الكثيرين - في مجتمع محافظ متدين كمجتمعنا- يستمرئون المشاركة بنشر رسائل كهذه ''بعد زخرفتها بعبارات جارحة'' بلا سبب وجيه..!!

الصور لم تكن مريبة ولا غريبة.. ظهر فيها الزميل الكاتب يحتضن بود أخته الفاضلة في حفلة عيد ميلاد عائلي وتظهر معه في إحدى الصورتين زوجته ''التي رأيناها آنفاً عندما رشحت نفسها للانتخابات الماضية''، ولكن ظهور السيدة بملابس خاصة - كتلك التي تلبسها كل النساء في المناسبات المغلقة- وإغفال الإشارة إلى أن إحدى السيدتين زوجته؛ واستبعاد القرابة بين الزميل والسيدة المحترمة رغم الشبه الكبير بينهما؛ حوّل صورة عادية لأخ وأخته في حفلة في قاموس المخبتين لفضيحة!!

فما ذنب هذه السيدة لينتهك سترها وحرماتها في سبيل الإساءة لأخيها، الذي لك أن تقبله أو ترفضه، ولكن ليس منا من يملك صلاحية الإساءة لشخصه؟! ثم، إن كان من تحصّل على الصورة في حلٍّ من الضمير والقيم، فماذا عن الجموع التي تجشّمت عناء نشرها وتوزيعها دون إدراك لعظم جريمتهم!!

إن الشخصيات العامة، في كل بقاع العالم، معرّضة للشائعات والمحاولات الممجوجة لتشويه السمعة: من أعداء شخصيين؛ من منافسين لا يملكون أدوات للتفوق فيلجأون لإثارة الغبار.. من أعداء للنجاح أو ممن يبحثون عن طرق لتصفية حسابات عالقة.. بالطبع هناك نوع آخر له حضور في كل المجالات: أناس ذوو نزعة غير إنسانية؛ صرعى لطاقة سادية شيطانية تجعلهم على أهبة الاستعداد لتدمير أي شيء وبأي وسيلة.. وبلا سبب وجيه.. وإن كانت الشخصية العامة مهيأة نفسياً لاحتمال صدمات كهذه فعادة ما لا يكون من حولهم كذلك..

في مطلع التسعينات نشرت عارضة أزياء مقطعاً حميماً لزميلتها ملكة جمال لبنان مع صديقها، وأدى نشر هذا المقطع آنذاك لانتحار شقيقها الذي كان راهباً بالدير الماروني؛ كما هاجرت أختها بعد أن حاولت الانتحار مرتين وفشلت..!!
مؤخرا فقط استعذب أحدهم ضرب الكاتب الليبرالي رئيس تحرير موقع العربية عبدالرحمن الراشد وصحافي سعودي طموح يدعى مشاري الذايدي بحجر واحد، فنشر على نطاق واسع أنباء تفيد أن الأخير قدّم زوجته للكاتب، ولإضفاء مصداقية على الخبر الملفق أرفق الموضوع بصورة فتاة متشحة بالسواد.. بالطبع من حبك المؤامرة الساذجة ومن نشروها فكروا ملياً في تداعيات الموقف على سمعة الصحفيين، ولكنهما تجاهلا تماماً وقعه على الزوجة التي سحقوها بلا رحمة وبلا ذنب اقترفته..
فيا لأفعال البشر التي تتبرأ الشياطين منها..!!

إننا نكتب هنا للدفاع عن مبدأ.. وتوضيح الحقيقة لمن وصله النبأ وما وصله التوضيح.. ولنقول للزميل وعائلته إن السهم الذي أصابهم أوجعنا.. وفي طيات ذلك نهيب بالجميع الكف عن تبادل الإيميلات المارقة الماسة للعامة أم حتى للفنانين والمطربين.. فهؤلاء بشر ولهم حُرُمات؛ وإن لم يكن لهم في قاموس بعضكم حُرُمات؛ فما ذنب آبائهم وما ذنب إخوتهم وأخواتهم لتنكِّسوا رؤوسهم في سبيل تسلية أو تشفٍّ؟
\

رحيق الكلام:
---------------
( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )
[ الأحزاب : 58 ] .