منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   خطبتا عيد الفطر لسماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=238717)

محروم.كوم 09-24-2009 08:50 PM

خطبتا عيد الفطر لسماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله
 
خطبتا عيد الفطر لسماحة آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله

1 شوال 1430هـ/ 20 أيلول ـ سبتمبر 2009م

ألقى سماحة آية الله العظمى، السيد محمد حسين فضل الله، خطبتي عيد الفطر المبارك ، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:

العيد هو عيد القيام بالمسؤوليّة


عيدٌ لمن أطاع الله

هذا يوم العيد، عيد الفطر، الذي جعله الله للمسلمين عيداً ليعيشوا في أجوائه كل معاني الروحانية التي ترتفع بهم إلى الله سبحانه وتعالى، وليعيشوا الفرح الروحي لأنهم قاموا بمسؤوليّاتهم أمام الله سبحانه وتعالى في إطاعة أوامره واجتناب نواهيه، لأنّ العيد في الإسلام ينطلق من خلال المعاني التي ترتفع بروح الإنسان، لا الّتي تعيش في أجواء اللّهو واللّعب والعبث، لأنّ الله سبحانه وتعالى أراد للنّاس أن يشعروا في هذه الدنيا بالفرح انطلاقاً من الانفتاح عليه والإخلاص له. وقد ورد أنّ العيد هو عيد القيام بالمسؤوليّة، وقد ورد هذا المعنى عن أمير المؤمنين (ع) في كلمته الخالدة التي قال فيها : "إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه ـ لأنّ قبول الله صيامنا هو رضا الله عنّا، وحبّه لنا ولطفه بنا، ثم عقّب كلامه ـ وكلّ يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد"، فيمكن للإنسان أن يجعل كلّ أيامه أعياداً، عندما يطيع الله سبحانه وتعالى في أوامره ونواهيه، ويخلص له في توحيده بالعقيدة وتوحيده بالعبادة وتوحيده بالطّاعة .

علينا أن لا نضيّع ما جمعناه في شهر رمضان في القيام بأعمالٍ لا يرضى الله سبحانه وتعالى عنها، على طريقة ذلك الإنسان الذي امتنع عن شرب الخمر في شهر رمضان، فلمّا جاء يوم العيد قال :

رمضان ولّى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ

وقد ورد عندنا عن الإمام الصّادق(ع) : خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في عيد الفطر فقال : "أيّها النّاس، إنَّ يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ـ على ما أحسنوا فيه من طاعة الله سبحانه وتعالى ـويخسر فيه المبطلون ـ الذين لم يقوموا بمسؤوليّاتهم في هذا الشّهر المبارك ـ وهو أشبه بيوم قيامتكم ـ عندما تنطلقون إلى المساجد لتقفوا بين يدي الله سبحانه وتعالى، وتطلبوا رضاه وتستنـزلوا رحمته، فهو تماماً كوقوفكم بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ـ فاذكروا بخروجكم من منازلكمإلى مصلّاكم خروجكم من الأجداث إلى ربّكم ـ يوم يبعث الله سبحانه النّاس من الأجداث إلى موقف القيامة ـ واذكروا بوقوفكم في مصلّاكم وقوفكم بين يدي ربّكم،واذكروا برجوعكم إلى منازلكم، رجوعكم إلى منازلكم في الجنّة أو النّار. واعلموا، عبادالله، أنّ أدنى ما للصّائمين والصّائمات ـ من الجائزة والثّواب ـ أن يناديهم ملك فيآخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله، فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم،فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون" .

يوم الجوائز

ومرّ الإمام الحسن(ع) في يوم فطرٍ بقومٍ يلعبون ويضحكون، فوقف على رؤوسهم وقال : "إنّ الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه ـ موقعاً للسّباق ـ فيستبقون فيهبطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ـ بالطّاعة ـ ففازوا ، وقصّر آخرون فخابوا. فالعجبكلّ العجب، من ضاحكٍ لاعبٍ في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون. وأيم الله، لو كُشف الغطاء لعلموا أنّ المحسن مشغول بإحسانه، والمسيء مشغول بإساءته". ثم مضى(ع).

التحسّس بآلام الآخرين

أيّها الأحبّة، إنّ علينا أن نعيش الفرح الروحيّ، وأن نذكر أنّ هناك الكثيرين من أمّتنا من لا يجدون العيش الكريم، وممن يعانون من المرض والبلاء والسّجن والتّشريد والمواجهة للمستكبرين. فلندع الله أن يفرّج عنهم، وعلينا أن ننطلق من خلال وصيّة الإمام عليّ(ع): "الله الله في الأيتام، فلا تغبّوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم". فالأيتام في المجتمع هم أمانة الله عند كلّ فردٍ من أفراد المجتمع، بأن نحفظهم ونعمل على أن يكونوا صالحين فيما يستقبلون من أمورهم .

ولا بدّ لنا من أن ننفتح على كلّ النّاس المحرومين الذي يعيشون الحرمان أو البلاء في هذه الحياة. إنّ علينا أن نصنع الفرح الروحيّ والفرح الإنسانيّ في هذا العيد، ليفرح المسلمون جميعاً، بأن يفرحوا بالحرية التي يصنعونها وبالعزّة، وبكل ما يُسقِط المستكبرين ويرفع المستضعفين.

إنّ هذا عيدٌ للمسؤوليّة، وعلينا أن نتحمَّل مسؤوليّتنا أمام الله سبحانه وتعالى، حتى نستطيع أن نقف بين يديه سبحانه وتعالى غداً {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء :88ـ89].

الخطبة الثّانية
بسم الله الرّحمن الرّحيم


حقيقة العيد

إنّ معنى العيد، هو أن نحتفل بالالتزام بما أدّيناه من فروض الطّاعة، ومن عبادات تتّصل بالصّوم عن كلّ المحرّمات، وبتلاوة القرآن حقّ تلاوته، وبأداء الصّلاة بأفضل وجوهها، وبتحسّس آلام الفقراء والمقهورين، وبالتّفاعل مع المحرومين والمستضعفين والمضطهدين في كلّ مكان.

وبذلك يتحرّك العيد ليكون انطلاقةً كبيرةً في خطّ المسؤوليّة عن كلّ قضايا الأمّة والإنسان، ولا سيّما في مرحلتنا التي نرى فيها الاحتلال وقد أطبق على أكثر من موقعٍ من مواقع الأمّة؛ من فلسطين المحتلّة، أمّ القضايا الإسلاميّة، إلى أفغانستان، إلى العراق، إلى أكثر من بلدٍ يُعاني احتلالاً مقنّعاً يرهن كلّ سياساته وأوضاعه، ويحوّله إلى سجنٍ كبير لشعبه، أو إلى موقع للفتن الداخليّة التي تمزّق حاضره ومستقبله؛ فضلاً عن الشّلل الذي أصاب الأنظمة السياسيّة العربيّة والإسلاميّة في كثير من مواقعها، حتّى أصبحت الوراثة العائليّة سمة واقع الحكم السياسي إلى المستوى الذي بات بالإمكان رهن مستقبل الأمّة للمصالح الشخصيّة أو التطلّعات العائليّة.

صكّ تسليم فلسطين

وفي هذا الواقع، يتحضّر المحور الأمريكي والإسرائيلي لصوغ بيئة سياسية استسلامية خالصة، يُصار فيها إلى التوقيع على صكّ تسليم فلسطين كلّها إلى اليهود المحتلّين، وفي ظلّ الخطّة الجديدة التي توسّلت لنفسها أساليب جديدة من خلال خطاب "أوباما" في اسطنبول، ثم في القاهرة، حيث جرى العمل على تجميد الملفّات الهامشيّة، لحساب التفرّغ للملفّ الكبير الذي عنوانه فلسطين، والذي يُراد طيّ صفحاته بالكامل.

وهكذا، فقد تبيَّن للكثيرين ممّن كانوا يصرّون على ضرورة إعطاء الرئيس الأمريكي الجديد وإدارته الجديدة فرصةً من الزمن ليستجمع قواه المحلية، وليعيد توازنه ويرسم سياسته الخاصة في ثنايا المؤسسة السياسية والأمنية والأمريكية، أنّ "أوباما" بات الأكثر انسجاماً مع السياسة الإسرائيليّة، والأكثر خضوعاً لشروط العدوّ، وأنّ الذي وَعَدَ به من التغيير ظهر في شخصيّته التي برزت فيها ملامح الانسحاق أمام مطالب المؤسّسة الأمريكيّة الخاضعة تماماً لشروط اللّوبي اليهودي، إلى المستوى الّذي لاحظنا فيه أنّ الإدارة الجديدة لا تتمالك نفسها حتى عندما يحوّل رئيس وزراء العدوّ تجميد الاستيطان إلى تقليص الاستيطان.

إنّنا نخشى أن تكون الخطّة التي انخرطت فيها أجهزة إعلاميّة وأخرى أمنيّة، ومؤسسات سياسيّة، لتحريكها في المنطقة العربيّة والإسلاميّة، قائمةً على إحداث فتنة كبرى وإنتاج المزيد من الصّراعات المذهبيّة، ليسهّل ذلك السبيل أمام حركة التّسوية، وليفسح في المجال أمام العدوّ الإسرائيليّ ليستعيد بناء قوّته للسّيطرة على واقع المنطقة، بعدما فقد الكثير من قوّته وهيبته في السنوات الأخيرة.

لعبة المحاور المذهبيّة

وإنّنا ـ في هذا السياق ـ نلمح هجمةً شرسةً على مفاصل القوّة في الأمّة، حيث تُرمى طلائعها المجاهدة والمقاومة بتهمة المذهبيّة المغلقة، وبالسّعي لتغليب هذا المذهب على ذاك في هذا الموقع أو ذاك الموقع، ليدور الحديث عن نهوضٍ شيعيّ يواجه الواقع السنّي، أو نهوضٍ سنّي يواجه الواقع الشيعيّ، ليؤسّس ذلك لفتنةٍ تمهّد السّبيل لعودة المشروع الاستكباريّ الصهيونيّ إلى اندفاعته السّابقة، بعدما استطاعت الأمّة أن ترفعه عن كاهلها، وأن تسدّد بوجهه ضرباتٍ قويّةً وثابتةً.

وإنّنا نؤكّد أنّه ليس هناك نهوض شيعي يواجه السنّة في الأمّة، ولن نقبل بأيّة حركة إسلامية شيعية تستهدف السنّة في أيّ موقع من المواقع، وليس هناك نهوضٌ سنّي يواجه الشّيعة، لأنّ أيّ نهوض وأيّة صحوة ينبغي أن تكون موجَّهة ضدّ المحتلّ، وضدّ أعداء الأمّة. ولذلك فعلى الذين يلعبون هذه اللّعبة من محاور معادية، أو من موظّفين لديها، أن يعلموا أنّ لعبتهم هذه أصبحت مكشوفةً أمام الأمّة، ولن يطول الزّمان حتّى ينقلب السحر على السّاحر في نهاية المطاف.

لبنان والواقع العربي: الغرق في التجميد

أمّا لبنان، فقد وُضع مجدّداً في محطّة الانتظار، حيث أُريد له أن يتجمّد على مستوى الحركة السياسيّة الفاعلة، وأن تحاصره الأزمات الاقتصاديّة، وأن تضغط الضّائقة المعيشيّة على شعبه الذي تزداد أرقام الفقر فيه تصاعداً. ويبدو أنّ المحاور الدّوليّة التي سبق وأعلنت عن ارتياحها لوصول الأزمة الحكوميّة إلى محطة التّعقيد، لا مانع عندها من أن تنطلق بعض الاهتزازات الأمنيّة، لتمنع نموّاً ذاتيّاً يتطلّع إليه النّاس في مواجهة مشاريع التجويع والتفتيت العابرة إلى البلد الصغير من متاهات المنطقة الواسعة.

ويبدو أنّ هناك أخطبوطاً دوليّاً بات يعمل لقطع الطريق على المحاولات الجادّة لتصحيح المسار في العلاقات العربيّة ـ العربيّة، وقد بدأ بتحضيرات جديدة لممارسة ضغوط جديدة على بعض المواقع العربيّة الممانعة، وعاد إلى دوره السّابق في تحريك خيوط اللّعبة المزدوجة، ويريد للبنان أن يكون مجرّد ورقةٍ في المساومة حول بعض الملفّات الإقليميّة.

وفي هذه الأجواء، تتسلّح إسرائيل أكثر، وتُرسَل إليها كلّ ترسانات الأسلحة والقنابل الذكيّة، وتتعهّدها الولايات المتّحدة الأمريكيّة بمظلّات تكنولوجيّة جديدة، لتجعلها في منأى عن أيّة هجمات صاروخية مفترضة، ولتنطلق فيها المناورات بين الوقت والآخر لتحاكي أهدافاً لبنانيّةً يُراد لها أن تظلّ أسيرةً للمشاكل الداخلية، حتى تأتيها الهجمة الصهيونية وهي مشغولة بالهوامش والتفاصيل.

الانتصار للبنان

إنّنا، وأمام هذا الجوّ العاصف والغيوم السّوداء المقبلة على لبنان على أبواب الخريف، ندعو الجميع للانتصار للبنان ولمصالحه قبل الاستغراق في ما يطلبه الخارج، والخروج من دائرة المساجلة السياسيّة التي يُراد لها إغراق البلد في أتون السجالات الانفعالية، لتتحرك الحساسيات المذهبيّة مجدّداً، فتحاول النيل من الوحدة الإسلاميّة تمهيداً لتدمير البنيان الوطنيّ على رؤوس الجميع.

لقد دخل البلد في مرحلة تصريف الأعمال التي يعمل فيها هذا المسؤول أو ذاك لحساب من يدير اللّعبة من المنطقة، وحتى من خلف البحار، ولكن بعناوين محلّية، ولعلّ الطّامّة الكبرى تكمن في أنّ الجميع جرّبوا كل هذه الأوضاع، واستخدموا كل أساليب الانفعال وسياسة الارتجال، ولم يحصلوا على شيء، ولكن في لبنان الذي يُلدغ فيه النادي السياسي من الجحر الإقليميّ والدوليّ ألف مرة، تستمرّ فيه تجربة عضّ الأصابع، ثم يحدّثونك بأنها نوع من الإبداع اللّبناني الذي لا يصنع إلا القلق، ولا يقود إلا إلى الاهتزاز والخراب.


الساعة الآن 02:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227