منتدى استراحات زايد - "تكملة" مغامرة ........ غير محسوبة (رحلة العودة)

نتابع معكم الجزء الثاني من تلك المغامرة.......
بسم الله نبداء:

كما ذكرنا آنفا بأن آخر غطسة كانت هي ثاني غطسة بالنسبة للشيخ وصديقه القديم ... كان مخطط هذه الغوصة محصورا على التصويرلأماكن قد حددت مسبقا من قبل الطرفين في الغطسة السابقة لكل منهما ...... متدرجة تبداء بالعمق الاكثر عكس هذا التيارالقوي بحيث تكون آخر محطة على مستوى وقفة السلامة رجوعا الى القارب مع التيار.

كان ابن الشيخ في الغوص طبيعيا اثناء استعداد الشيخ وصديقة لختم موسم الغوص لذلك اليوم.

لكن .... مباشرتا بعد ان نزل الشيخ وصديقه الى الماء ..... هم الشاب يبحث بين الاسطوانات الست المتبقيه عن اسطوانة الشيخ القديمه. فهو يعرف تماما بأنه اذا هم استهلكوا هواء الاسطوانه فأنه سيجد في اسطوانة الشيخ كمية هواء اكبر من الثلث.
وجد ضالته أخيرا وبداء يجهزها للغوص مرة أخرى.

اعترض الزميل ونهره من مغبة التهور والخروج عن الاتفاق والمخطط العام للرحلة. لكن الشاب طمأنه بدوره بزعمه "انه متخرج على يدي الشيخ وهو يعلم جيدا انه متشبع من النيتروجين ويحتاج الى فترة انتضار اكبر... لذلك فلن يزيد عن عمق الـ15 قدم"
" ويعلم ايضا بأن نسبة الهواء معه قليلة ، لكن على العمق الذي سوف يحافظ عليه تعتبر اكثر من كافية" " وانه سوف يكتفي بمراقبة الخبيران عن كثب وسوف يعود للقارب قبلهما"
هز الزميل رأسه وهو يقول: "عمليا كلامك مقنع لكني غير مرتاح لهذا الامر"

ترك الشاب الزميل تحت وطأت الامر الواقع ... فهاهو يكمل لبس معداته قائلا: " اعقلها وتوكل ... فهانحن عقلناها فلنتوكل على الله" ثم نزل الى الماء بسلاسة وانسيابية، فلم يحدث اي ارتطام او ضجيج وبقي ممسكا بالسلم وهو يفرغ الهواء من الجاكيت حتى اختفى تماما تحت سطح الماء.

لقد ترك الشاب زميل الشيخ واقفا في ذهوله ..... فهو لم يستوعب الامر تماما.
نضر حوله وقال محدثا نفسه " يا الاهي لقد تركوني وحيدا في جو عاصف على متن قارب لم اقده يوما في حياتي" يا الاهي ماذا لو ......." وسكت، ثم بداء يستعيذ ويطرد الوساوس من رأسه ....... واستمر على هذا الحال.
تمر الدقائق عليه طوال وهو بين الفينة والاخرى يقف .. ينضر حوله فلا يرى الا جبال الامواج المتكسرة على الجهة الاخرى وصوت هديرها ممزوجا بصرير الرياح.

اعزائي دعونا نعود تحت سطح الماء ... فلن اطيل عليكم بسرد تفاصيل غطسة الشيخ وصديقه ..... فهي غطسة عادية.... بل سوف اتوقف عند هذا الحد واركز على تطورات الاحداث مع الشاب (ابن الشيخ في الغوص)

انسل الشاب بخفه واحترافية عالية مجاهدا التيار ليبقى قريبا من الشعب متخفيا.
لم يكن عمقه كافيا لتلافي شدة التيار... في مرات عديدة كان يضطر للتمسك بالشعب ودفع نفسه الى الامام ... حيوية الشباب واللياقة العالية سوف تتغلب على هذه العقبة البسيطة (في زعم الشاب).

لقد كان مستعدا لبذل الغالي والنفيس كي يتمكن من مراقبة هؤلاء العمالقه حتى لو عن كثب. تركيزه عليهما قد شل تفكيره عن كل شيء ماعدى بين اللحظة والاخرى يسرق نضرة للعداد لمراقبة عمقه على هذا الحيد.
ارتقى الشيخ وصديقه الى المحطة الاخرى ... ومازال الشاب متابع

لم يبقى كثيرا ويصعد الشيخ وصديقه الى المحطة الاخيره ومن ثم العوده ..... وانتبه الشاب الى عداد الهواء ........ "ماهذا لم يبقى شيء من الهواء" فزع الشاب فهو يخاف من غضب الشيخ عليه لو علم بمغامرته البسيطة.

طمئن نفسه "الباقي من الهواء يكفي لنفخ الجاكت ويزيد وسوف اعود سنوركل على السطح فالتيار سيساعدني كثيرا" قالها الشاب وهو ينفخ الجاكت صاعدا الى السطح. (كانت خطة بسيطة ومرنه .... ولن يعجز ابن الشيخ عن التعامل مع المستجدات).

من هنا بدأت القصة بمنحى المأساة ...... بل هل اقول الكارثه؟
............................... يتبع