منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   أي عيدٍ عدت يا عيد؟ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=236767)

محروم.كوم 09-21-2009 12:50 AM

أي عيدٍ عدت يا عيد؟
 
أي عيدٍ عدت يا عيد؟

عبدالجليل السنكيس
20 سبتمبر 2009م


كنت متردداً أن أكتب في هذا اليوم حتى لا أنكد على البعض فرحة هذا اليوم المبارك. ولكن كلما تذكرت أهالي المعتقلين من أمهات وآباء وزوجات وبناء وبنات وأخوات، غصت نفسي، ولم أستطع تنكر استذكار تلك العواطف الجياشة، من فرحة اللقاء والإجتماع والمباركة. الإبتسامة ملئها الحزن والكآبة، والقلب ملئه شجن الفراق، والنفس قلقة متوترة.

نعم.. العيد هو مناسبة إظهار الشكر والعرفان للخالق سبحانه وتعالى لتوفيقه نيل فرصة الصيام والقربى له، وغسيل ما تكون من أدران نفسية، وذنوب في حق الله وعباده، خلال الأشهر الماضية. والله- عز وجل- نسأله أن يكون قد منّ علينا وعلى سائر المؤمنين والمؤمنات بقبول أعمال القربى في شهره العظيم، إنه سميع مجيب الدعاء.

نعم.. العيد فرحة المؤمن لإتمام صيام شهر رمضان المبارك.. وفرحته لشعوره بالصفاء والنقاء النفسي بعد شهر من ممارسة الصبر على المعاصي- أي كان نوعها- وعلى عمل الطاعات، مهما كان صغرها، ومحاولة جادة لشحن الروح بطاقة جديدة لمواجهة الأيام القادمة، وفتح صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى. وكما ورد في الأحاديث: " للمؤمن فرحتان؛ فرحة عن إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه".

مع ذلك، فالعيد ليس فرصة للنسيان والتجاهل، ومحو ذاكرة الماضي وما تكون في النفس والضمير من معرفة بمعاناة الآخرين. ليس المقصود بذلك الفقراء والمساكين والمحتاجين، فشهر الرحمة – رمضان المبارك- فرصة للتقرب لله سبحانه وتعالى من خلال خدمة عبيده أولئك، ورفع العوز والحاجة عنهم. وهنيئاً من وفقه الله لتلك الألطاف الربانية.

ومقصودنا، هم أولئك الذين حرموا من نوع آخر من الحق في الإجتماع والقربى من أحبتهم. أولئك الذين يصر النظام إلا الإستمرار في معاقبة هذا الشعب الأبي لأنه يرفض حياة الذل والعبودية وحياة المكرمات المخزية. نتحدث عن الشباب الذي حاكت أجهزة النظام المسرحية تلو الأخرى للي ذراع الحركة المطلبية، وأركاع قواه التي رفضت التطبيع مع برامجه الديكورية.
موضوعنا أولئك الذين سلب النظام حريتهم، بغية سلب حق الشعب في الوجود والبقاء بعزة وشموخ.

كيف يمكن نسيان أولئك الشباب وهم وراء القضبان، يرتهمنهم الظالم ويتلذذ بتعذيبهم شرار خلق الله من أفراد الأجهزة الأمنية الذين يعيشون العقد النفسية وينتهز النظام فيهم تلك الأمراض النفسية لإلحاق الأذى بالشباب كلما سنحت لهم الفرصة؟

كيف نرتاح ونهنأ بالأكل والشرب، وأولئك الفتية محرومون من أبسط وسائل الراحة؟ كيف نضع رؤسنا على الوسادة لترتاح، وأولئك المظلومون لا يذوقون طعم الراحة، بل يتجرعون القلق والتوتر في كل دقيقة وساعة تمر عليهم؟ كيف نستطيع التمتع بالتزاور وابراز الفرحة بالعيد، وهناك من وراء القضبان من ليس له إلا الجدار يتحدث له ويناغيه؟ إنه لأبتلاء عظيم، نسأل الله تجاوزه بنجاح.

وهنا.. لا نقصد أن نعكر حياة البعض أو فرحتهم بالعيد وبركته، ولكننا نناشد بأن نستذكر بفرحتنا آلام أولئك الشباب، وننعش ضميرنا بما يقاسيه أولئك الفتية من معاناة، وما يمروا فيه من سوء معاملة وأجواء الضغط النفسي في تلك الزنازين وغرف السجن في مراكز التعذيب في التحقيقات الجنائية- مؤى أشرار هذا البلد ومرتزقته، وفي معتقلات أمن الدولة سيئة ذكر من يديرها ويتربى فيها من كواسر البشر، وسجون البحرين الأخرى التي مؤشر سيء وبقع سوداء لهذه الفترة من تاريخ البحرين.

إننا لا نقلق على أولئك الفتية الذين يرعاهم الذي خلقهم وتكفل بهم يوم أن كونهم في أرحام أمهاتهم. إننا لا نخاف أن ينال ضعف النظام من قوتهم وصلابة إرادتهم، فذلك ما جعل من أجهزته التجاسر والتلاعب بمصير البلد من خلال الإصرار على حبسهم ومحاكمتهم. إننا على ثقة بالله عز وجل، ومن ثم على إرادة هذا الشعب، بأن الخلاص والحرية مآلهم، وأن الله سبحانه وتعالى- وببركة هذا اليوم الكريم، عيد الفطر الأغر- سوف يجمع بينهم وبين أحبتهم وأخوتهم، ولو بعد حين.

إن استمرار بقاءهم وراء القضبان، لدليل ضعف يعاني منها النظام ويظهرها من خلال سجن أولئك الشباب، فكما قال الإمام علي (ع) في مناجاته لله سبحانه وتعالى:"وإنما يحتاج الى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علواً كبيرا".

الأنظمة المتمكنة من إدارتها لشئون بلادها والمطمئنة لشعبها ولدورها في ترسيخ وتقوية تلك الأنظمة عبر المشاركة الشعبية الحرة وعبر تفعيل إرادتها من غير تزوير أو توجيه، لا تظهر عقدتها، وتجبرها وشعورها بالنقص في الشرعية، من خلال استهداف شباب ذلك الشعب وسجنه والتشفي منه. ما أقبح تلك الأنظمة وسواد سجلها وتاريخها، فمزبلة التاريخ مآلها، طال الزمن أو قصر.

لقد فشل النظام في النيل من نفوس أولئك الشباب، أو تركيعهم وإذلالهم، وبقت هاماتهم مرفوعة ونفسياتهم عالية تناطح السماء، فهنيئاً لشعب أنتج ثلة مثل أولئك المؤمنين بالله وبقضية شعبهم، ورضوا بما كتب الله لهم من البلاء، فهم قد فازوا فوزاً عظيما.

نبارك للشباب الصامد خلف القضبان أن الله من عليهم بالصبر والمثابرة والقربى لله من خلال صيام شهر الله الأكبر ومقيدون، مصادرة حرياتهم، ويعانون الأمرين من سوء معاملة السجان والمعذبين من المرتزقة وأشباه الرجال. إننا نفخر بتلك الفتية التي قهرت النظام وأجهزته من خلال صبرها العظيم ومن خلال مقاومتها لكل وسائل كسر الإرادة.

قلوبنا مع أهالي أولئك الأبطال،ونعاهد الله عز وجل بأن لا نتخلى عنهم وعن أبناءهم مهما قست الظروف وطال الزمان، فقضيتهم هي قضية الشعب، وليثقوا بأن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
نسأل الله لجميع المعتقلن والمسجونين ولشعب البحرين الفرج والحرية، إنه سميع الدعاء. وإن الليل سينجلي مهما طال، أليس الصبح بقريب؟ وكل عام والبحرين وشعبها الأصيل بخير.


الساعة الآن 11:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227