بيان يوم القدس العالمي - تيار الوفاء الاسلامي
 

بيان يوم القدس العالمي


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين
منذ أن أعلن الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس في السابع من أغسطس عام ألف وتسعمائة وتسعة وثمانين، بقوله : " أدعوا جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة أيضاً في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وأن يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم " أصبحت الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أدناها على موعد من هذا اليوم الذي يعبر فيه المسلمون بلا تورية عن موقفهم من القضية الفلسطينية، ويقدمون خلاله الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني المظلوم، الذي يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني والاستكبار العالمي .
ولقد كانت فلسلطين حاضرة في فكر الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) قبل الثورة الإسلامية، وكانت لدعوته بتحرير الأراضي الإسلامية من قبضة الصهاينة والأمريكان ثمنها الغالي عليه شخصياً، فقد كلفته النفي والإبعاد القسري خارج إيران لأكثر من أربعة عشر عاماً قضاها في المنفى، وقد واصل مسيرة اهتمامه العميق بقضية فلسطين بعد انتصار الثورة وبحماس أكبر .
لقد كان الإمام ينطلق في موقفه حيال القضية الفلسطينية من الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والاعتقاد بنبوة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبالقرآن الكريم، وكان يشدد على ضرورة الوحدة الإسلامية لمواجهة المشروع الصهيو-أمريكي، حتى لم تكد خطبةٌ من خطبه أو بيانٌ من بياناته تخلوا من الدعوة إلى الوحدة والحث عليها .
وقد قام الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) بعد انتصار الثورة بخطوة عملية تبين حقيقة موقفه من الكيان الصهيوني؛ فقد طرد السفير الصهيوني من طهران، وأحل محله أول سفير لدولة فلسطين، لذا فإن الأنظمة الحاكمة مطالبةٌ أن لا تتماهى مع المشروع الصهيو- أمريكي، وأن لا تقوم بالتطبيع معه ولو من وراء ستار؛ وعلى الشعوب أن تقاوم خطوات التطبيع الظاهرة والباطنة، بكل قوة وجدية وصدق، ففي التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والظالم لأهلها، غضب الرب الجليل، وغضب رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونقمة الجماهير المؤمنة . ويجب أن يكون الخطاب الرسمي ومواقف الحكومات في العالم الإسلامي، أكثر واقعية وانسجاماً مع الموقف الشعبي الرافض للتطبيع، لكي لا تكون الحكومات خائنة لإرادة شعوبها وقضاياهم المصيرية .
إننا كمسلمين مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن نكون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً في معركة المستضعفين ضد المستكبرين؛ فالقضية الفلسطينية هي قضية المسلمين جميعاً دون تمييز، وهي تمثل واحدة من أهم سوح المنازلة مع الظالمين والغاصبين، لذا فإننا في تيار الوفاء الإسلامي ومن منطلق العقيدة المحمدية الراسخة، ندعوا أبناء الأمة من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها إلى الإسهام الفاعل في مسيرات واحتفالات الاحياء ليوم القدس العالمي، من أجل أن تبقى جذوة الثورة على الصهاينة وقوى الاستكبار العالمي والحكومات المستبدة مشتعلة إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى بظهور حجته في الأرض، سيدنا ومولانا الحجة بن الحسن العسكري أرواحنا لتراب مقدمه الفداء .
إننا نعلن أننا مع كل موقف يستند إلى ثوابت الأمة العقائدية والتشريعية والأخلاقية، ويضمن لها استعادة حقوقها المسلوبة، ويصون عزتها وكرامتها في نفسها وبين الأمم، ولن نحيد قيد أنملة ـ إن شاء الله تعالى ـ عن عقيدة التوحيد وعن طريق الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو من مناهل التوحيد العذبة، وجزء رئيس لا يتجزأ من شريعتنا المقدسة العظيمة، وإن إعانة المظلوم ورفع الظلم والجور عن كاهله وتحقيق العدل، أول منطلقاتنا في العمل، ونقوم به تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى .


الهيئة الإعلامية ـ تيار الوفاء الإسلامي
27/ رمضان / 1430هج .
17 / سبتمبر ـ أيلول / 2009م