منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   حمزة ..أسد الله وأسد رسوله ..@@ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=233750)

محروم.كوم 09-16-2009 04:00 PM

حمزة ..أسد الله وأسد رسوله ..@@
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كان سيدنا حمزة ، رضي الله عنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه في سنه ، كان ترب النبي ، وكان أخاه من الرضاعة في الوقت نفسه ، وكان ذكياً وعاقلاً ، وكان حصيفاً إلا ، أنه سلك مسك زملائه من الشباب حينما أقبل على الدنيا .

النبي عليه الصلاة والسلام أقبل على ربه ، وهو أقبل على الدنيا ، ولكن لا يخفى أن هذا الصحابي الجليل كان على مستوىً رفيع من العقل ، ومن الشجاعة ، والمروءة ، ولكنه انصرف إلى ما انصرف إليه الناس ، أحياناً تجد إنسان يقع في مخالفة ، لكن له معدن طيب ، له معدن نبيل ، عنده مروءة ، من هنا قال عليه الصلاة والسلام : ((خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )) .

هؤلاء الذين أسلموا لهم جاهلية ، ولكنهم وهم في جاهليتهم كانوا كراماً ، كانوا أصحاب مروءة ، كانوا أصحاب إنصاف ، فسيدنا حمزة مع أنه سلك مسلك أترابه قبل البعثة ، لكنه يعرف أنه لسيدنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام شأناً كبيراً ، يعرف أن ذا أخلاقٍ رفيعة ، هذا الذي عرفه عن النبي كان ممهداً لإسلامه

كان سيدنا حمزة لا يعرف النبي عليه الصلاة والسلام معرفة العم بابن أخيه ، كانت معرفة الصديق للصديق ، والأخ للأخ ، كان تربه وكان أخاه من الرضاع ، طبعاً حينما نشئا نشآ معاً ، ولعبا معاً ، وتآخيا معاً ، وسارا معاً ، لكن النبي أقبل على ربه ، وسيدنا حمزة اتجه إلى ما اتجه إليه الناس .

في صبيحة أحد الأيام خرج سيدنا حمزة كعادته إلى الكعبة ، وعند الكعبة وجد نفراً من زعماء قريش ، فجلس معهم يستمع لما يقولون ، وكانوا يتحدَّثون عن سيدنا محمد ، ولأول مرة رآهم يقلقون من دعوة ابن أخيه ، وتظهر في أحاديثهم نبرة الحقد والغيظ والمرارة ، هو أعلن عن عدم مبالاته ، وخفف عنهم ، وقال : أن الأمر ليس خطيراً ، وهم يعرفونه أنه يعرف حجم هذه الدعوة الجديدة .

الشيء الذي يلفت نظرنا في هذه السيرة ، أنه خرج مرةً من داره متوشِّحاً قوسه ، ميمِّماً وجهه شطر الفلاة ، ليمارس هوايته المحببة وهي الصيد ، وكان صاحب مهارةٍ فائقةٍ فيه ، وقضى هناك بعض يومه ، ولما عاد من قنصه ـ أي من صيده ـ ذهب كعادته إلى الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعاً إلى داره ، وقريباً من الكعبة لقيته خادمةٌ لعبد الله بن جُدعان ، ولم تكد تبصره حتى قالت له : يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمدٍ آنفاً من أبي الحكم بن هشام ، وجده هناك جالساً ؛ فآذاه ، وسبَّه ، وبلغ منه ما يكره .

هو في الجاهلية ، لم يسلم بعد ، لكن أعماقه تحب النبي ، صديقه ، وتِرْبَه ، وأخاه من الرضاع ، ونشأ معه ، والعاقل والذكي يقدِّر ، مضت هذه الخادمة تشرح لسيدنا حمزة ما صنع أبا جهلٍ برسول الله ، واستمع هذا الصحابي الجليل لقولها جيداً ، ثم أطرق لحظةً ، ثم مد يمينه إلى قوسه فثبَّتها فوق كتفه ، ثم انطلق في خطىً سريعة حازماً صوب الكعبة ، وفي هدوءٍ رهيب تقدَّم حمزة من أبي جهلٍ ، ثم استلَّ قوسه ، وهوى به على رأس أبي جهل فشجه وأدماه ، وقبل أن يفيق الجالسون من الدهشة ، صاح حمزة في أبي جهل : أتشتم محمداً ، وأنا على دينه ، أقول ما يقول ، ألا فرد ذلك علي إن استطعت .

هذا الصحابي الجليل ، عم النبي عليه الصلاة والسلام ، أسلم في ساعة غضب ، هناك أشخاصٌ يسلمون بعد التروي ، والأخذ والرد ، والمحاكمة ، والحسابات ، في هذه اللحظة التي لم يحتمل أن يصاب ابن أخيه بالأذى من قبل أبي جهل ، أعلن إسلامه صراحةً ، وانتهى الأمر .

لكن بعد أن أسلم شعر أن هذا الدين فيه التزامات ، وأنه ترك دين آبائه ، هذه فطرة بالإنسان ، لأن الإنسان يكره ترك ما ألفه ، قال المتنبي :

خلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا

فسيدنا حمزة أعلن إسلامه ، وترك هذا الجمع الذاهل يجتر خيبة أمله ، وأبا جهلٍ يلعق دماءه النازفة من رأسه المجروح ، ومد حمزة يمينه مرةً أخرى إلى قوسه ، فثبتها فوق كتفه ، واستقبل الطريق إلى داره في خطواته الثابتة ، وبأسه الشديد .

وفي البيت وقع في صراعٍ مع نفسه ؛ ترك دين آبائه ، لم يألف هذا ، لم يعرف ما الإسلام، ما حقيقته ، وغير ذلك ، هذا الصراع والأخذ والرد، والتمزق الداخلي ، ألجأه إلى أن يطوف حول الكعبة وأن يستخير الله عزَّ وجل ، يروي ويقول : ثم أدركني الندم ـ على هذا الإسلام ـ على فراق دين آبائي وقومي ، وبت من الشك في أمرٍ عظيم لا أكتحل بنوم ـ ما عاد نام ـ ثم أتيت الكعبة ، وتضرَّعت إلى الله تعالى أن يشرح صدري للحق ، ويذهب عني الريب ، فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقيناً ـ لأنه طالب حق وصادق ـ وغدوت إلى النبي عليه الصلاة والسلام فأخبرته بما كان من أمري ، فدعا الله أن يثبِّت قلبي على دينه " .

وهكذا أسلم سيدنا حمزة ، من عمالة الإسلام ، من عمالقة المسلمين، وله أعمال عظيمة جداً ، ومن ذهب إلى المدينة المنورة في مزار لسيدنا حمزة بأحد ، مزار كبير إذا وقف عند هذا المزار عند قبره رضي الله عنه ليذكر هذه المواقف القادمة .

الله سبحانه وتعالى أعز الإسلام بحمزة ، فإذا كان للإنسان شأن ، غني ، عالم ، وظف قوته وغناه وعلمه للحق فهذا شرف له ، أعز الله الإسلام بحمزة ، ووقف شامخاً قوياً يذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن المستضعفين من أصحابه .

منذ أن أسلم سيدنا حمزة ، نذر كل عافيته ـ دققوا في هذه الكلمات ـ وكل بأسه ، وكل حياته لله ولدينه ، حتى خلع النبي عليه هذا اللقب العظيم فقال : ((حمزة أسد الله وأسد رسوله)) .

نذر كل عافيته ـ كل صحته ـ وكل بأسه ـ شجاعته ـ وكل حياته ، وكل ماله لله ولدينه ، والإنسان سبحان الله إذا وزن نفسه مع هؤلاء يتلاشى نهائياً ، ماذا فعلت أنت ؟ نحن ماذا فعلنا ؟ ماذا قدَّمنا ؟ نقدم شيئاً يسيراً ونمن على الله به ، نذر كل وقته ، كل بأسه ، كل حياته ، كل عافيته، كل ماله لله ولدينه ، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام خلع عليه هذا اللقب فقال : ((حمزة أسد الله وأسد رسوله )) .


الساعة الآن 01:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227