هوس التنافس على أرقام الـ« بلاك بيري »
 

*«تنظيم الاتصالات» تدرس الظاهرة..وخبير اجتماعي يحذر من أخطارها **التنافس على أرقام الـ«بلاك بيري» يصل إلى حدّ «الهوس» **الصورة: http://www.emaratalyoum.com/Articles...9-02_small.jpg *أبلغ مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات، محمد ناصر الغانم «الإمارات اليوم» أن الهيئة بصدد التباحث مع شركتي «اتصالات» و«دو»، لوضع آلية للحد من ظاهرة التسابق على امتلاك أجهزة «بلاك بيري» بأرقام مميزة، سواء كانت أرقام خطوط هاتف، أو أرقام التعريف الشخصي للأجهزة، محذراً مستخدمي «بلاك بيري» من دفع مبالغ طائلة مقابل أرقام التعريف الشخصي «الكود»، مشيراً إلى أن هذا الرقم قد يصبح بلا قيمة في حال تلف الجهاز أو فقدانــه، لأن «الكــود» مرتبط بالجهـاز ولا يتكرر مرتين على مستوى العالم.في حين رأى رئيس قسم الاجتماع في جامعة الإمارات، الدكتور محمد أبوالعنين أن «هوس» التسابق على امتلاك أرقام مميزة، يعود إلى محاولة كثير من الناس خلال مراحل عمرية مختلفة تمييز أنفسهم اجتماعياً، ولو بدفع مبالغ خيالية مقابل أرقام مميزة. ولاقت تجارة أرقام التعريف الشخصي «الكود» الخاصة بهاتف «بلاك بيري» رواجاً تجارياً خلال الأيام القليلة الماضية بصورة مبالغ فيها، وتبادل عشرات المستخدمين رسائل نصية تعرض أرقاماً مميزة، بأسعار مرتفعة، لمن يريد امتلاكها، وفق عدد من مستخدمي الهواتف النقالة.وذكر أحد مستخدمي «بلاك بيري» أحمد علي، أنه تلقى عروضاً كثيرة بشأن شراء هاتف «بلاك بيري» برقم تعريف مميز، وفوجئ بأن السعر المعروض عليه تجاوز 40 ألف درهم، فضلاً عن وجود أرقام أخرى، كل منها يحمــل سعراً خيالياً، وجميعها أرقام مرتفعة جداً.وقال مستخدم آخر، خالد محمود، إنه تلقى عروضاً لامتلاك هاتف «بلاك بيري» برقم مميز بسعر مرتفع، كما أنه لاحظ أن العديد من محال بيع الهاتف المتحرك استغلت سعي كثير من الشباب إلى امتلاك تلك الأرقام، وعرضت أجهزة «بلاك بيري» ذات أرقام مميزة بأسعار تفوق بكثير السعر الحقيقي للهاتف.وأوضح مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات، أن كثيراً من مستخدمي «بلاك بيري» يسعون بنهم غير مبرر إلى امتلاك أجهزة تحمل أرقام تعريف مميزة، لتسهيل عملية التواصل مع أصدقائهم من مالكي الهاتف نفسه، الأمر الذي أصبح يتم في جو من التنافس الشديد والإسراع في امتلاك تلك الأجهزة بأي ثمن.وأشار الغانم إلى أن التنافس على «الكود» المميز وصل إلى حد المبالغة في عميلة بيع الأرقام، إذ أصبحت تجارة رائجة في وقت قصير إلى جانب تجارة الهاتف المحمول نفسه.وحذر مستخدمي «بلاك بيري» الذين يتنافسون على امتلاك الأرقام المميزة، ويدفعون مقابلها عشرات الآلاف من الدراهم، مشيراً إلى احتمال فقدان أموالهم في أية لحظة، في حال تلف الجهاز أو فقدانه.وأوضح أن كل جهاز «بلاك بيري» يحمل رقم التعريف الخاص به، الذي لا يتطابق مع أي جهاز آخر على الإطلاق، حتى إذا ما فُقد الجهاز أو حدث به أي تلف أو عطل ذهب معه رقمه الخاص، ولا يستطيع مالكه استعادة الرقم الذي دفع فيه أموالاً طائلة.وأكد الغانم أن الهيئة ستبدأ قريباً التنسيق مع شركتي «اتصالات» و«دو» للتصدي لعمليات الاستغلال التجاري للأرقام، التي وصلت إلى حد لا يمكن السكوت عليه.من جهته عزا رئيس قسم الاجتماع في جامعة الإمارات، الدكتور محمد أبوالعنين حدوث مثل تلك الظاهرة، إلى محاولات كثير من الناس في مراحل عمرية مختلفة تمييز أنفسهم اجتماعياً، من خلال طرق مختلفة، منها امتلاك الأرقام المميزة سواء للسيارة، أو الهاتف كإحدى الطرق الحديثة لتشكيل التميز الاجتماعي لدى الآخرين، بعد أن كان سابقاً يتم من خلال موديل السيارة، وطبيعة ومكان المسكن.وأشار أبوالعنين إلى تنامي ظاهرة التميز الاجتماعي لدى كثير من الأشخاص، الأمر الذي وصل عند بعضهم إلى درجة الهوس الذي يجعلهم يدفعون مبالغ خيالية من أجل امتلاك مثل تلك الأرقام، واصفاً تلك التصرفات بالسلوك غير الرشيد.وأضاف أن امتلاك تلك الأرقام المميزة يعطي أصحابها نوعاً من الإشباع النفسي، حيث يشعر الواحد منهم بأنه يشار إليه بالبنان، لامتلاكه تلك الأرقام، إلا أنه يعد شكلاً من أشكال استعراض الثروة بين أفراد المجتمع، فضلاً عن كونه سلوكاً استهلاكياً جارفاً بغرض المباهاة والمفاخرة.وحذر من خطورة مثل تلك الظواهر على المجتمع، كونها لا تخدم العملية التنموية، بل تزيد من الفوارق والتطلعات الاجتماعية، ما قد يؤدي إلى انتشار الإحباط لدى كثير ممن لا يملكون المقدرة على مضاهاتهم، الأمر الذي من شأنه تعميق بعض أنواع الحقد الاجتماعي، فضلاً عن خطورته على الاقتصاد الوطني، والقيم الاجتماعيــة والدينيـة.واعتبر أبوالعنين عمليات الاستغلال التجاري لتلك الأرقام، تنم عن وجود نوع من عدم الرشد الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى عدم القدرة على التصرف، مشيراً إلى وجود مثل تلك السلوكيات في جميع مجتمعات العالم، لكن بنسب متفاوتة، أبرزها المجتمعات التي ظهرت فيها طفرات اقتصادية حديثاً، على عكس المجتمعـات الغنيـة منذ زمن طويل.الامارات اليوم

أكثر...