قال رئيس اللجنة العليا لمناهضة التجنيس السياسي النائب الشيخ حسن سلطان إن إعلان وزارة الداخلية مراجعة شاملة لسياسة التجنيس المتبعة لديها لا بد أن يتبعها خطوات عملية مقننة وواضحة للجميع من خلال طرحها بشكل شفاف.



وتابع سلطان: عمليات التجنيس التي جرت في السنوات الأخيرة هي عمليات تجنيس سياسي بامتياز، ولم تجر على البحرين أي فائدة أو خير، بل على العكس جلبت لهذه البلاد المعروف أهلها بالسلم والأمن حوادث العنف والاعتداء والحوادث الغريبة التي لم يعتد عليها البحرينيون.

ولفت إلى أن التصريح الأخير من وزير الداخلية بمراجعة سياسة منح الجنسية هو تصريح في الاتجاه الصحيح، ولكن المطلوب تفعيل لهذا التصريح على الأرض من خلال منهج شامل ورؤية واضحة وشفافة يطلع عليها المواطنون ويعرفون من خلالها جدية هذه الخطوة التي انتظرها الجميع طوال الفترة الماضية.

وطالب سلطان بأن يتبع إعلان وزير الداخلية الأخير برنامج عملي واضح يتم من خلاله إيضاح حجم الخلل الذي حصل في عمليات منح الجنسية السابقة، وترجمة الأقوال لأفعال، والتعامل بشفافية ووضوح في المرحلة المقبلة من أجل تجنيب البلاد أي هزات أمنية أو سياسية ومن أجل تلبية مطالب غالبية المواطنين بوقف التجنيس السياسي الذي أصبح السمة الأبرز لمعاناتهم ولفقدانهم الأمن والاستقرار في بعض المناطق التي يشكل فيها المجنسون بوابة لفقدان السلم الاجتماعي والأهلي.

ولفت إلى أن غالبية المواطنين أعطوا صوتهم في الرفض القاطع لسياسة التجنيس السياسي، من خلال العديد من المسيرات والتجمعات والندوات والاعتصامات والتحركات السلمية ضمن برنامج الحملة الوطنية لمناهضة التجنيس السياسي، مما يشير إلى أن الشعب ينتظر أفعالاً بعد تصريح وزير الداخلية، الأمر الذي يؤكد ضرورة وجود خطوات واضحة وعملية يتلمس الشعب من خلالها الجدية في حل هذا الملف.

ولفت سلطان إلى أن هذا الوطن يستحق الكثير، وهو بحاجة لعمل الجميع من أجل خدمته ومن أجل الحفاظ على مستقبل آمن ومستقر فيه، وأي سياسة تكدر صفو هذا الوئام الذي يعيشه المواطنون فهي سياسة مرفوضة ويجب التصدي لها من قبل الجميع.

وأكد على أن مراجعة النهج السابق وإعطاء المزيد من الشفافية في عرض هذا النوع من المواضيع على المواطنين يساهم في بناء الثقة ورأب الصدع، فالتجنيس يشكل استنزافاً كبيراً للمال العام، ويساهم في الضغط الهائل على الخدمات، كما يساهم في خلق إرباكات أمنية ويمس بالوئام والسلم الاجتماعيين.

ولفت إلى أن سياسة التجنيس القائمة لن تجلب لوطننا إلا الفتنة والشقاق والتراجع، كونها تستورد مكونا دخيلاً يعادي ويناهض مكونات المجتمع البحريني.

وأكد سلطان على أن التجنيس السياسي شوه سمعة البحرين الطيبة لدى دول الجوار، فبعد ضلوع احد المجنسين في محاولة تفجير معسكر "عريفجان" بالكويت، وغيرها من الحوادث التي استغل المجنسون فيها الجواز البحريني للتنقل بسهولة، بات اليوم البحرينيون يشهدون التغير الملحوظ في المعاملة على الحدود مع الدول الأخرى، بعد أن كانت الشعوب والسلطات في الدول الأخرى يعتبرون البحرين بلد الأمن والأمان ويشهدون لأهلها بالسلم والطيبة وحسن الخلق.