منتدى استراحات زايد

من أعلام الجهاد في فلسطين :
فوزي نامق القطب
(1336 ـ 1408 هـ)
(1917 ـ 1988 م)

فوزي القطب رئيس فرقة التدمير العربية الفلسطينية التابعة للجهاد المقدس . ولد في دمشق حيث كان والده موظف مالية في الدولة العثمانية. ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة الرشيدية بالقدس ، وتابع دراسته في كلية براسنطة ، وعمل موظفاً في مطبعة الحكومة (1) . وسار في طريق النضال منذ بداية شبابه ، وكانت أول مشاركة له في النضال مظاهرة يافا التي قادها موسى كاظم باشا يوم الجمعة 27 أكتوبر 1933 احتجاجاً على تدفق الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، والتي أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحى والمعتقلين (2). ولما بدأ إضراب 1936 ، ونشبت الثورة الكبرى اشترك فيها فوزي مع اثنين من رفقاء دربه هما : صبحي أبو غربية ، وداود العلمي ، وكونوا مجموعة فدائية ، وقاموا بالتخطيط والتنفيذ لمجموعة من العمليات في الأحياء اليهودية ، كإلقاء القنابل ، وحرق المخازن والمصانع (3). واشترك فوزي في عدد من المعارك عام 1936 ، منها معركة بلعا في 10 آب ، ومعركة عصيرة الشمالية في 17 آب ، ومعركة وادي عرعرة في 20 آب ، ومعركة عين دور في 26 آب .
ولما استشهد صديقه سامي الأنصاري ، قام بعملية قتل فيها شرطياً بريطانياً ، وأتبعه بشرطي آخر في باب العمود . وراحت السلطة البريطانية تتعقبه متهمة إياه بقتل عدد من الإنجليز واليهود ، ولما اشتدت في مطاردته ، غادر القدس متخفياً إلى دمشق ثم إلى العراق .
وبعد فشل ثورة رشيد عالي الكيالي 1941 فر إلى تركيا ، ووصل الإستانة ، والتحق بالمفتي الحاج أمين الحسيني في إيطاليا ، فأرسله المفتي إلى ألمانيا حيث تلقى دورات متعددة " كوماندوس " ، اتصالات ، لاسلكي ، وتدرب على جميع أنواع المتفجرات والألغام ، وكانت الدورات علمية ونظرية وعملية (4) .
وفي ألمانيا عمل في إذاعة عربية ، كان يبث عن طريقها الأخبار ويرسل المعلومات للأهل في فلسطين.
وبقي في ألمانيا إلى أن أصبحت الجيوش الغربية على أبواب برلين عام 1945 ، فغادرها إلى النمسا ، واجتمع بالحاج أمين الحسيني ، ثم توجه إلى فرنسا ومنها إلى بيروت ودمشق على متن باخرة متخفياً كعامل . ووصل إلى القدس ، والتقى بعبد القادر الحسيني وراحا يعملان معاً في تدريب الشباب على فن المتفجرات والألغام .
وفي 18 آذار عام 1948 ألف فوزي القطب بالتعاون مع عبد القادر الحسيني ، فرقة التدمير العربية ، وعهد إليه بقيادتها (5). وكان لهذه الفرقة الفضل الأكبر في أعمال النسف والتدمير التي قامت في القدس بعد قرار التقسيم 1947 ، ومن هذه الأعمال : نسف شارع لياسوليل و البالستاني بوست في 1 / 2 / 1948 ، وشارع بن يهودا بأكمله في 22 / 2 / 1948 ، ومستعمرة ميكور هاييم في 13 / 3 / 1948 ، والمنتفيوري في 23 / 3 / 1948 ، وقافلة كفار عصيون في 27 / 3 / 1948 ، وطريق القسطل في 5 / 4 / 1948 ، وقافلة هداسا في 13 / 4 / 1948 ، ومستعمرة النبي يعقوب في 17 / 5 / 1948 ، وضرب الوكالة اليهودية ، ونسف السكة الحديدية بين القدس ويافا .
وكان لأعمال فرقة التدمير وللألغام التي بثتها حول السور فضل كبير في صد الهجوم الذي قام به اليهود على باب الخليل وباب النبي داود في اليومين السادس عشر والسابع عشر من شهر أيار 1948 ، وفي معركة باب الساهرة وحماية القدس من السقوط ، كما كان لهذه الفرقة دور مشهود في سقوط الحي اليهودي في البلدة القديمة (6).
واستمر فوزي القطب في كفاحه ونضاله في بيت المقدس ، وبعد نكبة 1967 غادرها إلى دمشق وفتح مكتباً للترجمة حيث كان يتقن اللغات بجانب اللغة العربية ، الإنكليزية والتركية والألمانية وقليلاً من الإيطالية . ولما داهمه المرض لزم البيت ، وانتقل إلى رحمة الله في دمشق وجسمه مزين بأكثر من عشرين شظية (7) .

http://www.odabasham.net/images/adab18.gifhttp://www.odabasham.net/images/adab18.gif http://www.odabasham.net/images/adab18.gif

المراجع :
(1)عارف العارف : نكبة بيت المقدس 1947 ـ 1952 ، ج 1 ، ج 2 ، منشورات المكتبة العصرية ، بيروت ، 1956 .
(2)محمد عزة دروزة : حول الحركة العربية الحديثة ، ج 3 ، المكتبة العصرية ، صيدا ، 1950 .
(3)أشرطة مسجلة بصوت فوزي القطب عام 85 ـ 1988 ، تحتفظ بها شقيقته في عمان .
(4)مقابلة مع شقيقه فوزي القطب في عمان بتاريخ 11 / 6 / 2001 .
الهوامش :
(1)نكبة بيت المقدس ج 1 ، ص 135 . ومقابلة مع شقيقة فوزي القطب في 11 / 6 / 2001 .
(2)حول الحركة العربية الحديثة ، ج 3 ، ص 110 ـ 111 .
(3)أشرطة مسجلة بصوت فوزي القطب . ونكبة بيت المقدس ج 1 ، ص 135 .
(4)أشرطة مسجلة بصوت فوزي القطب . ونكبة بيت المقدس ، ج 2 ، ص 468 .
(5)نكبة بيت المقدس ج 1 ، ص 135 . وأشرطة مسجلة بصوت فوزي القطب .
(6)نكبة بيت المقدس ج 1 ، ص 136 . وأشرطة مسجلة بصوت فوزي القطب .
(7)مقابلة مع شقيقة فوزي القطب في 11 / 6 / 2001 .

الموضوع منقول